«لورنس القطط»
سكبت قليلاً من الشاي في نصف الكأس ثم أعادته إلى الإبريق حتى يتخمّر أكثر ويأخذ لونه الغامق، تنهّدت فتحت يديها ولم تنطق بكلمة ثم قالت بصوت منخفض «أستغفر الله وأتوب إليه»..لاحظ أبو يحيى على أم يحيى الحيرة والانشغال والارتباك..»مالتش يا مرا»؟.. قالها متوجّسا.. ردّت وهي تمسح الإبريق بخرقة مبلولة من الخارج..»مالني»؟؟..
- أبو يحيى: هسع بلعن اللي هه.. شو بي عندتش؟
- أم يحيى: والله ما بي اشي
- أبو يحيى: احتشي ولتش!..
- ام يحيى: هالولد يحيى خايف انه لافّ ع شلّة..
- أبو يحيى: ليش ماله؟
- أم يحيى: بالليل وهو نايم بيحلم انه «بيماوي» زي القطاط.. بقعده ، بيلفّ ع جنبه الثاني وبيرجع «يماوي»..
- أبو يحيى: بكون بحلم..
- أم يحيى: وكل يوم بوخذ مني ليرتين تالي النهار وبلبس «الفروة» ع أكتافه وبيطلع من الدار.. خايف من «الجوكر»..
- أبو يحيى: «فروة»؟ مش هذيك السقعة برّة لويش بيوخذها..
في هذه الأثناء يغلق باب الدار ويدخل يحيى دون أن يرى والديه يجلسان في غرفة الضيوف.. يناديه أبو يحيى.. يحاول يحيى أن يضع الفروة على الكرسي قبل الدخول كي لا يراه أحد..
- يحيى: مرحبا يابا !
- أبو يحيى: أهلين وين باقي !..
- يحيى: هون..
- أبو يحيى يعدل من جلسته ويبدأ «الهتورة»: هسع بلعن اللي مصعك.. بدك تقول وين بتوخذ هالفروة وبتروح ؟
- يحيى: أسولف.. بس ما بتزعلش..
- ابو يحيى: سولف ولك..
- يحيى: هاي قريت بالجريدة انه السفارة البريطانية هون بعمّان معيّنه «قط» بمنصب دبلوماسي..
- أبو يحيى: قطّ.. عادي.. زي قطاطنا؟..
- يحيى: آه يابا قطّ.. ملاقينه بالشارع «سموه لورنس» وعينوه « قط دبلوماسي» بالسفارة بوظيفة كبير صائدي الفئران وبراتب محرز.. وانت بتعرف انه صار لي سبع سنين مخلص علوم سياسية وبتقدير جيد جداً ومش ملاقي شغل فصرت أطلع كل يوم وبس أصير بعبدون ، اقلب الفروة و»أقعد أموّي» كل يوم جنب السفارة بلكي أخذوني زي لورانس.. وهاي كل السولافة..
- أبو يحيى:احلف انه هاي القصة صحيحة؟
- يحيى: اقسم بالله..
- أبو يحيى: أم يحيى في عندنا فروة ثانية؟؟