منع من النشر .. ضمير مناوب
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : منع في الرأي الأربعاء- 6-2-2013
يقولون أن الحياة مدرسة..وأنا أعتقد، أن العكس صحيح أيضا..فالمدرسة حياة ، لأن كل ما يجري حولنا الآن من مواقف وشواهد ، وكل ما يمرّ علينا من أسماء وشخصيات وقيادات ..كنا نراها نماذج مصغّرة عندما كنا طلاباً في المدرسة..فالبلد كلّها في نظري لا تعدو أن تكون مدرسة من طابقين ،طابق فوق وطابق تحت ،وعليهما علم يرفرف..
**
كان يتجوّل بين الصفوف في فترة مناوبته ، يضرب عصاه على الحيطان وعلى الأبواب التي يصدر منها شغب المشاغبين،يحاول أن يرصد "الرؤوس" الكبيرة التي تفتعل "السحجة" و"التطبيل" على المقاعد، يقف في باب الصف ينظر قليلاً بعينين قاسيتين في وجوه الطلاب الصامتين مؤقتاً ، ثم يغادر.
27 شعبة كانت تحت مسؤوليته في المناوبة ،عليه أن يضبطها كلّها في خمس دقائق الاستراحة، ولأن طاقته محدودة لم يكن بمقدوره أن يراقب "الزعران" وينزل العقوبة عليهم في نفس الوقت..فتقاسم المهمة مع مساعد المدير ، فكان إذا ما ضبط مشاغباً مسك اليد..يقوم بجره من أذنه وإنزاله إلى مساعد المدير في الطابق الأرضي...وبقدر ما كان معلمنا "أبو حازم" جادّاً في تهذيب الطلاب وتنظيم وتنظيف المدرسة..كان مساعد المدير متساهلاً إلى أبعد حدّ..فالذين كان ينزّلهم "أبو حازم"..كان "يطلّعهم" "أبو فادي" إلى صفوفهم دونما عقاب..الأمر الذي كان يجعل "أبو حازم" يرمي عصاه غضباً فوق خزانات المدرسة وهو يتمتم " هيتش هيتش..لهيتش مدرسة...اللي فوق بشد واللي تحت بيرخى"....ثم يشعل سيجارته ويبدأ "يهيجن" غلاً وقهراً من قلّة الحيلة والإحباط..
**
نحن لا نريد أن نصل إلى مرحلة نجعل فيها سميح بينو يدير ظهره للصفوف ويبدأ " يهيجن" ، ولا نريد من هيئة مكافحة الفساد أن ترمي عصاها من يدها إحباطا وقلّة حيلة، لأنها إذا ما رمت عصاها تحولت المسألة باختصار شديد إلى "فوضى" ....الهيئة راغبة وجادة في تحويل كل من تم ضبطه وثبتت إدانته ،لكن في نفس الوقت من غير المنصف أن "اللي فوق بيشدّ واللي تحت بيرخي"..بمعنى أوضح ،"لأن طاقة الهيئة محدودة" فهي لا تستطيع أن تكافح الفساد وحدها..يجب على القضاء أن يكون على نفس الحماسة والجدّية والصرامة والإنجاز...
أيها القضاء نثق بنزاهتك..لكن نرجوك ألّا تجامل أو تتباطأ أو تبرّىء على حساب الوطن..ليس هناك من هو أهم وأكبر وأقدس من ترابنا الواقفين فوقه، العائدين إليه.."سواليف"
يقولون أن الحياة مدرسة..وأنا أعتقد، أن العكس صحيح أيضا..فالمدرسة حياة ، لأن كل ما يجري حولنا الآن من مواقف وشواهد ، وكل ما يمرّ علينا من أسماء وشخصيات وقيادات ..كنا نراها نماذج مصغّرة عندما كنا طلاباً في المدرسة..فالبلد كلّها في نظري لا تعدو أن تكون مدرسة من طابقين ،طابق فوق وطابق تحت ،وعليهما علم يرفرف..
**
كان يتجوّل بين الصفوف في فترة مناوبته ، يضرب عصاه على الحيطان وعلى الأبواب التي يصدر منها شغب المشاغبين،يحاول أن يرصد "الرؤوس" الكبيرة التي تفتعل "السحجة" و"التطبيل" على المقاعد، يقف في باب الصف ينظر قليلاً بعينين قاسيتين في وجوه الطلاب الصامتين مؤقتاً ، ثم يغادر.
27 شعبة كانت تحت مسؤوليته في المناوبة ،عليه أن يضبطها كلّها في خمس دقائق الاستراحة، ولأن طاقته محدودة لم يكن بمقدوره أن يراقب "الزعران" وينزل العقوبة عليهم في نفس الوقت..فتقاسم المهمة مع مساعد المدير ، فكان إذا ما ضبط مشاغباً مسك اليد..يقوم بجره من أذنه وإنزاله إلى مساعد المدير في الطابق الأرضي...وبقدر ما كان معلمنا "أبو حازم" جادّاً في تهذيب الطلاب وتنظيم وتنظيف المدرسة..كان مساعد المدير متساهلاً إلى أبعد حدّ..فالذين كان ينزّلهم "أبو حازم"..كان "يطلّعهم" "أبو فادي" إلى صفوفهم دونما عقاب..الأمر الذي كان يجعل "أبو حازم" يرمي عصاه غضباً فوق خزانات المدرسة وهو يتمتم " هيتش هيتش..لهيتش مدرسة...اللي فوق بشد واللي تحت بيرخى"....ثم يشعل سيجارته ويبدأ "يهيجن" غلاً وقهراً من قلّة الحيلة والإحباط..
**
نحن لا نريد أن نصل إلى مرحلة نجعل فيها سميح بينو يدير ظهره للصفوف ويبدأ " يهيجن" ، ولا نريد من هيئة مكافحة الفساد أن ترمي عصاها من يدها إحباطا وقلّة حيلة، لأنها إذا ما رمت عصاها تحولت المسألة باختصار شديد إلى "فوضى" ....الهيئة راغبة وجادة في تحويل كل من تم ضبطه وثبتت إدانته ،لكن في نفس الوقت من غير المنصف أن "اللي فوق بيشدّ واللي تحت بيرخي"..بمعنى أوضح ،"لأن طاقة الهيئة محدودة" فهي لا تستطيع أن تكافح الفساد وحدها..يجب على القضاء أن يكون على نفس الحماسة والجدّية والصرامة والإنجاز...
أيها القضاء نثق بنزاهتك..لكن نرجوك ألّا تجامل أو تتباطأ أو تبرّىء على حساب الوطن..ليس هناك من هو أهم وأكبر وأقدس من ترابنا الواقفين فوقه، العائدين إليه.."سواليف"