بين رأسين
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : أغبط المحتفلين بالسنة الجديدة الذين ينشغلون طوال النهار في تحضير مائدة طويلة وموسيقى مناسبة ولوازم السهر لهذا اليوم التاريخي ، أغبط المحطات الفضائية التي تعد الدقائق تنازلياً للسنة الجديدة وتستقبل نجوم الغناء والفن والسياسة و تقوم بنقل الألعاب النارية من مختلف أنحاء العالم احتفاء بالعام الجديد..أغبطهم لأنني لا أستطيع أن أفعل مثلهم ، لا انطوائية ولا بخلاً ولا ضعفاً ولا خجلاً..وإنما بسبب تجربتي الطويلة مع التفاؤل..
فالسنوات الجديدة مثل السياسيين الجدد كلما هلّلت لأحدهم وتحمّست له واحتفلت بقدومه ترحّمت على من سبقه وقالت يا ليت بقينا على ما كنا عليه فهذه سنة التغيير في العالم العربي..
على أية حال في خضم الاحتفالات والساحات الواسعة والمتسوقين والساهرين برغم كل هذا الاتساع..الا أنني أحس أنني محشور بين رأسين ثقيلين في حافلة مكتظة ، رأس السنة المنصرمة الذي يرمي بأحداثه الثقيلة على كتفي الأيمن ورأس السنة الجديدة التي ترمي بمجاهيلها الكثيرة على كتفي الأيسر..هذه تسلمني لتلك بمناوبة عجيبة وأنا مثل «المطلوب الأمني» لا أنا مالك لحريتي في السابقة ولا أنا مالكها في اللاحقة ، أنا فقط أتلقى الضربات والمطبات والهزّات في رحلة العمر التي لا أعرف في أي محطة ستتوقف..
في رأس السنة ، أحاول ان أفرح على قدّي ، صحن برتقال وإبريق شاي و»مخلوطة تسالي» وقليل من الأماني لكني لا أبالغ في الاحتفال ولا أبالغ في الأحلام فقد بالغت بالأحلام في سنوات الشباب وسقطت على رأسي ، ووسّعت رقعة الأمنيات فضاعت الانجازات في شقوق الإخفاقات ، لذلك أحاول الا أسرف بالأحلام والتوقعات وحتى لوازم السهر ، بحيث لو خسرت لن أخسر الكثير ولو ربحت سأربح أكثر مما هو متوقع ، مائدتي متواضعة وأمنياتي كذلك أتمنى أن يبقى كل من حولي بصحة وعافية ونجاح وان أتمتع بذات الصحة والروح فالثبات في مثل هذا السن تقدّم وتفوّق غير مرئي...
وبناء على ما سبق لا اهتم كثيراً بتوقعات المنجّمين على الفضائيات العربية ، فكلّما نجّموا لدولة فقدناها ، وكلما اختاروا شهر الحظ انقلب نحساً..الأحداث أسرع بكثير من التوقع ، حتى النجوم لم تعد تلحق بالأحداث لتعيد ترتيب مواقعها الجديدة..المشكلة أن خبراء الأبراج ما زالوا يصرّون على أن مواليد برج العذراء بانتظار أخبار مفرحة العام المقبل..أي عذراء يا شيخ والأمة كلها مغتصبة؟؟!!
فالسنوات الجديدة مثل السياسيين الجدد كلما هلّلت لأحدهم وتحمّست له واحتفلت بقدومه ترحّمت على من سبقه وقالت يا ليت بقينا على ما كنا عليه فهذه سنة التغيير في العالم العربي..
على أية حال في خضم الاحتفالات والساحات الواسعة والمتسوقين والساهرين برغم كل هذا الاتساع..الا أنني أحس أنني محشور بين رأسين ثقيلين في حافلة مكتظة ، رأس السنة المنصرمة الذي يرمي بأحداثه الثقيلة على كتفي الأيمن ورأس السنة الجديدة التي ترمي بمجاهيلها الكثيرة على كتفي الأيسر..هذه تسلمني لتلك بمناوبة عجيبة وأنا مثل «المطلوب الأمني» لا أنا مالك لحريتي في السابقة ولا أنا مالكها في اللاحقة ، أنا فقط أتلقى الضربات والمطبات والهزّات في رحلة العمر التي لا أعرف في أي محطة ستتوقف..
في رأس السنة ، أحاول ان أفرح على قدّي ، صحن برتقال وإبريق شاي و»مخلوطة تسالي» وقليل من الأماني لكني لا أبالغ في الاحتفال ولا أبالغ في الأحلام فقد بالغت بالأحلام في سنوات الشباب وسقطت على رأسي ، ووسّعت رقعة الأمنيات فضاعت الانجازات في شقوق الإخفاقات ، لذلك أحاول الا أسرف بالأحلام والتوقعات وحتى لوازم السهر ، بحيث لو خسرت لن أخسر الكثير ولو ربحت سأربح أكثر مما هو متوقع ، مائدتي متواضعة وأمنياتي كذلك أتمنى أن يبقى كل من حولي بصحة وعافية ونجاح وان أتمتع بذات الصحة والروح فالثبات في مثل هذا السن تقدّم وتفوّق غير مرئي...
وبناء على ما سبق لا اهتم كثيراً بتوقعات المنجّمين على الفضائيات العربية ، فكلّما نجّموا لدولة فقدناها ، وكلما اختاروا شهر الحظ انقلب نحساً..الأحداث أسرع بكثير من التوقع ، حتى النجوم لم تعد تلحق بالأحداث لتعيد ترتيب مواقعها الجديدة..المشكلة أن خبراء الأبراج ما زالوا يصرّون على أن مواليد برج العذراء بانتظار أخبار مفرحة العام المقبل..أي عذراء يا شيخ والأمة كلها مغتصبة؟؟!!