شكري بلعيد.. وحلم تونس الجميل
تونس العروبة ودعت رفيقنا الشهيد شكري بلعيد الذي اغتالته طيور الظلام في بداية انطلاقة حلم تونس الجميل.. الحلم الذي ناضل من اجله هو وكل رفاقه، والجماهير الواعية من الشعب التونسي العظيم.. حلم بناء تونس الديمقراطية الحرة وذات السيادة.. تونس دولة الانتاج والشعب المؤمن بوطنه وبمؤسساتها.. تونس التي وضعت قدميها على طريق الخلاص بارادة شعبها وقواه السياسية الحية، الا ان الفقر والتخلف وما ناضلت ورفاقك لكي تطهروا تونس من براثينه، وجدت من يستخدمه بكل دنائة، لكي يجسد وجوده المضلل لوعي الشعب ومصالحه الوطنية، ويسطو على نضالات الجماهير عبر مال قطري وخليجي اسود، حكم علينا نحن ابناء العروبة ان يكون كحد السيف على رقابنا ويستخدم لارهاب البسطاء من البشر، بفكر تضليلي لم يعرفه المجتمع العربي والاسلامي منذ عهد رسولنا العربي العظيم محمد بن عبدالله وصحبه المكرمين، ولا من قبلهم؛ فقد قال رسولنا الكريم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق، لا بل وضعوا لنا اشارات في الدرب لكي يبقى الفكر العربي الاسلامي حالة تنويرية نتباهى في منجزاتها بين امم الارض اجمعين.
نعم يا رفيقي افتوا بقتلك فقتلوك، وافتوا بقتل قادة ثورة مصر، وها هم ينتظرون مصيرهم، فارتعبت مؤسسات الحكم لانها لا تملك القوة في مواجهة هذا التضليل الفقهي، وما عليها الا ان تحاول حماية المستهدفين.. وسحلوا ابنائها في الشوارع، اغتصبوا بنات العروبة وافتوا بجواز بعض حالاتها لانهن ذميات ومتبرجات وكاشفات الرأس والصدر، والبعض الاخر مطلقات او ارامل فلا ناهر لهن.
نعم يا رفيق انهم يخطئون بحق الله والمجتمع عندما يصمتون على ترهات وفتاوي المتزمتين الجهلة، لانهم بذلك يدمرون امة ويحرقون اوطانا.
يجب ان نصطف جميعا لمواجهة هذا الافتاء العشوائي الذي يضر بوحدتنا وتعايشنا النموذجي عبر الاف السنين، ويجعل العالم المعادي لامتنا يتطاير فرحا لانه انتج في ثقافتنا الاستثناء السلبي، بينما المتنور والثري يحاولون طمسه من وعينا ووجداننا.
رفيقي الشهيد.. سبقتنا في طريقك نحو الخلود، وها هم رفاقك يملؤون شوارع تونس احتجاجا على هذه الجريمة النكراء، يتوسطهم القائد المناضل الرفيق حمى الهمامي، معلنين باعلى الصوت ان انتفاضة الشعب التونسي يجب ان تنتصر ارادتها دون اقصاء اوجبروت.
لك الخلود رفيقي.. والنصر للشعوب الحرة المناضلة..