jo24_banner
jo24_banner

من اسقط رغيف الخبز؟

من اسقط رغيف الخبز؟
جو 24 :
تامر خرمه – الشعوب لا تخطئ.. جملة نسبت للقائد الفيتنامي هو تشي منه.. ولكن مهلا، هل حقا يمكن اعتبار كل ما يصدر عن القادة كلاما مقدسا يعبر عن حقيقة مطلقة؟ وهل صحيح أن الشعب -أي شعب- هو محض ظرف موضوعي مستقل عن الارادة الذاتية؟

الشعب الاردني مثلا، قرر معظم أبنائه اختيار ممثليهم في مجلس النواب بناء على معايير معينة: الانتماء القبلي، او التنفيعات الشخصية (وظيفة او اعفاء طبي)، او الولاء الايديولوجي الاعمى (انتخب الشيخ).

والان لدينا مجلس نواب يقال انه لا يعبر عن ارادة "الجماهير الشعبية".. ولكن هل كان لأعضاء هذا المجلس " العتيد" التواجد في مواقعهم لولا اصوات تلك "الجماهير"؟

وظيفة مراسل او مقعد جامعي لابن ناخب انتجت هذا المجلس -الذي جاء بالمناسبة من خارج صندوق الصوت الواحد- فماذا كانت النتيجة: سقوط رغيف الخبز! هل فعلا كانت مصلحتك الذاتية الضيقة تستحق هذا الثمن عزيزي الناخب؟!

منطق التنفيعات الشخصية المتبادلة هو ما يحكم – مع الاسف – علاقة الناخب بالنائب تماما كما يحكم علاقة النائب بدوائر صنع القرار، او لنقل بالمركز الامني السياسي.. فما هي نتيجة هذا المنطق: تقويض المصلحة الجماعية والمغامرة بمستقبل الاجيال القادمة.

الانانية هي مصدر كل الشرور، فلولا هذه الافة لما كانت هنالك حروب، ولا حتى جرائم، ولولاها لما سقط رغيف الخبز.. عندما تفكر في غيرك، فان مصلحتك تتحقق في سياق تحقيق المصلحة الشعبية، ولكن التقوقع على الذات، او على العشيرة، حرم اطفالك من لقمة الخبز.

ربما يكون في هذه السطور ما يمكن وصفه بالتنظير فوق برج عاجي.. ولكن اليست هذه هي الحقيقة؟ هل كان لرغيف الخبز ان يسقط، لولا انانية ناخب هنا ومتنفع هناك؟
 
تابعو الأردن 24 على google news