همجية الكاوبوي
جو 24 :
تامر خرمه – "الاكشن" في افلام الغرب الجامح يعتمد على تمجيد العنف وتصوير القتل على انه بطولة. اما القيم التي تطرحها تلك الافلام فتكاد تقتصر على الفردية، والمال، و"الحلم الاميركي".
الرئيس والممثل الاميركي الاسبق "رونالد ريغين" كان على ما يبدو متأثرا للغاية بتلك الافلام، فعنجهية وهمجية الولايات المتحدة في عهده تجاوزت حدود المعقول، حيث بلغت سياسات واشنطن درجة جعلتها اشبه بـ "فيلم اميركي طويل"، على حد وصف الفنان زياد الرحباني.
أما دونالد اليوم " ترامب" فتجاوز حتى حدود اللامعقول، فنرجسيته والغرور القتل لنظامه ومواقفه المستفزة باتت تهدد السلم العالمي. زعيم كوريا الشمالية الذي يصفه الرئيس الاميركي بـ "رجل الصاروخ" ليس اكثر جموحا.
وكأنه "كلينت ايستويد" يتحدى الرئيس الاكثر عنصرية ارادة العالم باسره، ويتصرف مع من كان يوصف بحلفاء واشنطن في المنطقة بفوقية استفزازية. بعد اصراره على نقل سفارة بلاده الى القدس، وبالتزامن مع قرار حزب الليكود الصهيوني بضم الضفة الغربية، يصدر صاحب الرقبة الحمراء تهديداته لسلطة رام الله بقطع المعونات في حال عدم العودة للمفاوضات!
اية مفاوضات يمكن اجراؤها بعد كل هذا، وفي ظل استمرار اعتقال وتعذيب الاطفال؟! كيف يمكن له اقناع العالم بان خليلته "إسرائيل" تريد السلام فعلا؟! جلاوزة البيت الابيض يريدون من قيادة سلطة رام الله الجلوس مع الليكود على طاولة الاملاءات، فالتنسيق الامني لم يعد كافيا للاحتلال!
أما بالنسبة لما يسمى بالمعونات الاميركية فطالما كانت نتائجها خرابا على رؤوس من يتلقونها، وطالما انتزعت واشنطن مقابل ما تقدمه اضعافا مضاعفة. اما بالنسبة الى ما يدعى بالسلام، فلم يعد من الممكن الانكار بانه محض وهم. اكبر راعية للحروب في العالم تتبجح اليوم بانها تريد رعاية وهم تدعوه سلاما، مهددة بقطع امداد حفنة من الدولارات.
بالأمس قالت منافسة ترامب في سباق الرئاسة، هيلاري كلينتون، انه لا يمكن ائتمان شخص تستفزه "تغريدة" على ترسانة نووية. وبانتخاب اليانكيز لهذا "الكاوبوي" رئيسا لهم باتت واشنطن هي الخطر الاكبر على الامن العالمي. ترى هل يعيد الاردن الرسمي النظر في تحالفاته، امام هذه التطورات المتسارعة؟!