كمال أجسام
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : اخفض قليلاً درجة صوت التلفزيون، وضع «الريموت» على حافة الفرشة، وادخل يده في ردن الفروة، ثم أزاح صوبة الفوجيكا برجله قليلاً لكي لا يهزّ ثاني أكسيد الكربون المتصاعد منها صورة المتكلّمين..
كان صوت انسكاب الشاي في الأكواب أوضح من صوت المتحدث الأول..فعاد ورفع درجة الصوت قليلاً ليسمع كل ما يقال، التشاور والسماعة مفتوحة، الحديث الجانبي، طلب الجلوس في المقاعد، التزام الصمت، المناداة بالاسم، الهرج الذي يخرج من الشرفات، فلاشات التصوير، والنحنحة التي تسبق إعلان نتائج التصويت، ثم المباركات، كان يريد ان يسمعها جميعها دون ان يضيع كلمة واحدة او حتى حرف علّة ..الرخام الأخضر الذي يحيط بالمقاعد الخشبية الداكنة كان يعطي هيبة ووقاراً للمجلس..والتحفّز الرسمي، يشي بأن الكل يريد ان يثبت فاعليته وقوة شخصيته بمجرّد ان تمر الكاميرا سريعة على ربطات العنق والبدلات الجديدة...
نقر الرئيس على ميكروفونه بسبابته..والكلمة الآن للزميل فلان الفلاني ..
الزميل: بحماس وانفعال شديد...بسم الله الرحمن الرحيم، سيدي الرئيس، زميلاتي وزملائي النوّاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...ثم يحكّ أبو يحيى رأسه من تحت شماغه قليلاً عندما يسمع أول «نصب» للفاعل..وأول رفعٍ لمفعول به، وأول «زحط»ٍ للفعل..صوت حفارة الكوسا التي بيد ام يحيي..يشبه الى حد بعيد مطرقة الرئيس على الطاولة طلباً للإنصات..فكان يقول ابو يحيي «هه..اسمعوا يا أولاد « ثم يكتشف ان زوجته المصون..قامت بتفريغ لبّ الكوسا في السدر لا أكثر...
شكراً للزميل..والآن الكلمة للزميل علنتان العلنتاني..
طبعاً الزميل النائب الجديد يأتي بوجه محمرّ مثل السرطان البحري..ويقول بانفعال مضاعف، وتعبئة نفسية منقطعة النظير...بسم الله الرحمن الرحيم، سيدي الرئيس، زميلاتي وزملائي النواب..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...ان دائرتي الانتخابية من أكثر المناطق ظلماً في هذا الوطن ...ويعيد نفس النواصب والروافع والمجارير و»المزاحيط» التي أخطأ بها زميله السابق دون تعديل او تصويب...فيحك ابو يحيى شعره من جديد ثم يرفع طرفي الشماغ على رأسه...يخرج سيجارة «جلواز اصفر» من جيب دشداشته الرمادية...ثم يقول لأم يحيى التي لم تنفك من طرق الحفارة في حافة السدر..
ابو يحيى: بتعرفي يا حجة..خوالنا النواب بيش يذكروني..
ام يحيى..وهي تمسح انفها بــ» ردن» دشداشتها..بيييش؟
ابو يحيى:بتبعين كمال الأجسام...اللي بتدرّبوا عليهن بــ 10 سنين ...بطلعوهن بــ 5 دقايق!!
الراي
كان صوت انسكاب الشاي في الأكواب أوضح من صوت المتحدث الأول..فعاد ورفع درجة الصوت قليلاً ليسمع كل ما يقال، التشاور والسماعة مفتوحة، الحديث الجانبي، طلب الجلوس في المقاعد، التزام الصمت، المناداة بالاسم، الهرج الذي يخرج من الشرفات، فلاشات التصوير، والنحنحة التي تسبق إعلان نتائج التصويت، ثم المباركات، كان يريد ان يسمعها جميعها دون ان يضيع كلمة واحدة او حتى حرف علّة ..الرخام الأخضر الذي يحيط بالمقاعد الخشبية الداكنة كان يعطي هيبة ووقاراً للمجلس..والتحفّز الرسمي، يشي بأن الكل يريد ان يثبت فاعليته وقوة شخصيته بمجرّد ان تمر الكاميرا سريعة على ربطات العنق والبدلات الجديدة...
نقر الرئيس على ميكروفونه بسبابته..والكلمة الآن للزميل فلان الفلاني ..
الزميل: بحماس وانفعال شديد...بسم الله الرحمن الرحيم، سيدي الرئيس، زميلاتي وزملائي النوّاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...ثم يحكّ أبو يحيى رأسه من تحت شماغه قليلاً عندما يسمع أول «نصب» للفاعل..وأول رفعٍ لمفعول به، وأول «زحط»ٍ للفعل..صوت حفارة الكوسا التي بيد ام يحيي..يشبه الى حد بعيد مطرقة الرئيس على الطاولة طلباً للإنصات..فكان يقول ابو يحيي «هه..اسمعوا يا أولاد « ثم يكتشف ان زوجته المصون..قامت بتفريغ لبّ الكوسا في السدر لا أكثر...
شكراً للزميل..والآن الكلمة للزميل علنتان العلنتاني..
طبعاً الزميل النائب الجديد يأتي بوجه محمرّ مثل السرطان البحري..ويقول بانفعال مضاعف، وتعبئة نفسية منقطعة النظير...بسم الله الرحمن الرحيم، سيدي الرئيس، زميلاتي وزملائي النواب..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...ان دائرتي الانتخابية من أكثر المناطق ظلماً في هذا الوطن ...ويعيد نفس النواصب والروافع والمجارير و»المزاحيط» التي أخطأ بها زميله السابق دون تعديل او تصويب...فيحك ابو يحيى شعره من جديد ثم يرفع طرفي الشماغ على رأسه...يخرج سيجارة «جلواز اصفر» من جيب دشداشته الرمادية...ثم يقول لأم يحيى التي لم تنفك من طرق الحفارة في حافة السدر..
ابو يحيى: بتعرفي يا حجة..خوالنا النواب بيش يذكروني..
ام يحيى..وهي تمسح انفها بــ» ردن» دشداشتها..بيييش؟
ابو يحيى:بتبعين كمال الأجسام...اللي بتدرّبوا عليهن بــ 10 سنين ...بطلعوهن بــ 5 دقايق!!
الراي