ثلاثاء التضامن مع النساء المصريات
ناهض حتر
جو 24 : تتعرض المصريات، كعاملات وأمهات، إلى الكثير من الضغوط المعيشية والحياتية، لكن أسوأها ما يتعرضن له، كنساء، في ظاهرة التحرّش الجنسي، الواسعة الانتشار.
وتعود أسباب هذه الظاهرة، رئيسيا، إلى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفقر المعمم في مصر؛ إنه ما يشكّل السياق الذي يحول بين الشباب والزواج في مجتمع محافظ يمنع الاختلاط والعلاقات، ويحوّل قطعانا من الذكور إلى ذئاب.
غير أن ذلك كله هو مجرد الخلفية لظاهرة التحرش الجنسي المنفلتة من عقالها، والمحمية أمنيا، في مصر، تحت السلطة الإخوانية ـ السلفية التي تواجه معارضة شعبية فاعلة ومتصاعدة ومتسعة من قبل القوى الوطنية والديموقراطية والاجتماعية الحية. وليست مفاجأة أبدا أن شباب ونساء الطبقة الوسطى والمثقفة، يشكلون قلب المعارضة الشعبية الصلبة للدكتاتورية الدينية.
الشباب الذين أوقدوا شرارة ثورة 25 يناير 2011، أملا في إنقاذ مصر من التدهور الشامل، ووضع حد للقبضة الأمنية والمهانة والتسلط، هؤلاء يشعرون بمرارة سرقة الثورة وأحلامها، وتجديد النظام القمعي وتشديده على أيدي الإخوان والسلفيين ومليشياتهم.
لكن النساء، وخصوصا الشابات والمثقفات، وجدن أنفسهن مضطرات إلى المواجهة مع دكتاتورية دينية تقوم على إخضاع نصف المجتمع إلى امتثالية عبودية مهينة لكرامة البشر.
سلطة مرسي ـ مبارك، تواجه التمرد الشبابي بالتعذيب والسحل والقتل، لكنها في مواجهة التمرد النسائي تستخدم سلاحا أكثر مضاءً؛ إنه الاغتصاب.
في ميدان التحرير القاهري، وسواه من ميادين الحركة الشعبية المصرية، تتسلل مجموعات من الأمن ومليشيات السلطة والبلطجية، وتقوم بالتحرش الجنسي بالمتظاهرات، وحتى اغتصابهن، تحت الحماية الأمنية. المتحرشون والمغتصبون ليسوا، هنا، شباب الطبقات الفقيرة المسحوقة المحرومين حياتيا وجنسيا، بل هم رجال أشداء مدربون ومكلفون بالتحرش والاغتصاب، ويحصلون على المكافآت على أفعالهم الدنيئة، وليس المطاردة أو العقاب.
سلطة مرسي ـ مبارك ترد على صرخات الاحتجاج، بنسبة أفعالها إلى ظاهرة التحرش الجنسي المعروفة في المجتمع المصري، وتقترح حلا هو أن تكف النساء عن المشاركة في المظاهرات والاعتصامات والفعاليات السياسية والمكوث في المنازل. وهو الهدف المرجو، أصلا، من إطلاق الوحوش الجنسية على النساء في الميادين؛ ما تريده سلطة مرسي ـ مبارك هو إقصاء القوة النسائية عن الحركة الشعبية.
في مواجهة العدوان السلطوي الجنسي على نساء الحركة الشعبية المصرية، قررت جهات ديموقراطية عديدة، مصرية وعربية ودولية، أن يكون اليوم الثلاثاء، يوما للتضامن مع النساء المصريات ضد العنف الجنسي، يعتصم خلاله المتضامنون والمتضامنات أمام السفارات والقنصليات المصرية في كل أنحاء العالم.
لا أعرف ما إذا كانت التجمعات النسائية والتقدمية في الأردن، قد نسقت مع الجهود الدولية لهذا النشاط البالغ الأهمية ليس من أجل نساء مصر فقط، بل من أجل مصر التي تُمنَح، في الأسطورة والقصائد والأغاني، رمزية الأنثى الحرة الكادحة:
مصر يمّه.. يا بهيّه
فات عليكي ليل وميه
واحتمالك هوّا هوّا
وابتسامتك هيّه هيّه
الزمنْ شاب وانتي شابّه
هوّا رايح وانتي جايّه .
العرب اليوم
وتعود أسباب هذه الظاهرة، رئيسيا، إلى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفقر المعمم في مصر؛ إنه ما يشكّل السياق الذي يحول بين الشباب والزواج في مجتمع محافظ يمنع الاختلاط والعلاقات، ويحوّل قطعانا من الذكور إلى ذئاب.
غير أن ذلك كله هو مجرد الخلفية لظاهرة التحرش الجنسي المنفلتة من عقالها، والمحمية أمنيا، في مصر، تحت السلطة الإخوانية ـ السلفية التي تواجه معارضة شعبية فاعلة ومتصاعدة ومتسعة من قبل القوى الوطنية والديموقراطية والاجتماعية الحية. وليست مفاجأة أبدا أن شباب ونساء الطبقة الوسطى والمثقفة، يشكلون قلب المعارضة الشعبية الصلبة للدكتاتورية الدينية.
الشباب الذين أوقدوا شرارة ثورة 25 يناير 2011، أملا في إنقاذ مصر من التدهور الشامل، ووضع حد للقبضة الأمنية والمهانة والتسلط، هؤلاء يشعرون بمرارة سرقة الثورة وأحلامها، وتجديد النظام القمعي وتشديده على أيدي الإخوان والسلفيين ومليشياتهم.
لكن النساء، وخصوصا الشابات والمثقفات، وجدن أنفسهن مضطرات إلى المواجهة مع دكتاتورية دينية تقوم على إخضاع نصف المجتمع إلى امتثالية عبودية مهينة لكرامة البشر.
سلطة مرسي ـ مبارك، تواجه التمرد الشبابي بالتعذيب والسحل والقتل، لكنها في مواجهة التمرد النسائي تستخدم سلاحا أكثر مضاءً؛ إنه الاغتصاب.
في ميدان التحرير القاهري، وسواه من ميادين الحركة الشعبية المصرية، تتسلل مجموعات من الأمن ومليشيات السلطة والبلطجية، وتقوم بالتحرش الجنسي بالمتظاهرات، وحتى اغتصابهن، تحت الحماية الأمنية. المتحرشون والمغتصبون ليسوا، هنا، شباب الطبقات الفقيرة المسحوقة المحرومين حياتيا وجنسيا، بل هم رجال أشداء مدربون ومكلفون بالتحرش والاغتصاب، ويحصلون على المكافآت على أفعالهم الدنيئة، وليس المطاردة أو العقاب.
سلطة مرسي ـ مبارك ترد على صرخات الاحتجاج، بنسبة أفعالها إلى ظاهرة التحرش الجنسي المعروفة في المجتمع المصري، وتقترح حلا هو أن تكف النساء عن المشاركة في المظاهرات والاعتصامات والفعاليات السياسية والمكوث في المنازل. وهو الهدف المرجو، أصلا، من إطلاق الوحوش الجنسية على النساء في الميادين؛ ما تريده سلطة مرسي ـ مبارك هو إقصاء القوة النسائية عن الحركة الشعبية.
في مواجهة العدوان السلطوي الجنسي على نساء الحركة الشعبية المصرية، قررت جهات ديموقراطية عديدة، مصرية وعربية ودولية، أن يكون اليوم الثلاثاء، يوما للتضامن مع النساء المصريات ضد العنف الجنسي، يعتصم خلاله المتضامنون والمتضامنات أمام السفارات والقنصليات المصرية في كل أنحاء العالم.
لا أعرف ما إذا كانت التجمعات النسائية والتقدمية في الأردن، قد نسقت مع الجهود الدولية لهذا النشاط البالغ الأهمية ليس من أجل نساء مصر فقط، بل من أجل مصر التي تُمنَح، في الأسطورة والقصائد والأغاني، رمزية الأنثى الحرة الكادحة:
مصر يمّه.. يا بهيّه
فات عليكي ليل وميه
واحتمالك هوّا هوّا
وابتسامتك هيّه هيّه
الزمنْ شاب وانتي شابّه
هوّا رايح وانتي جايّه .
العرب اليوم