تنكيد لا أكثر
أحمد حسن الزعبي
جو 24 : حدث أن رجلاً وأولاده كانوا يعملون بانهماك لتجميل باب بيتهم، الأولاد يحضرون الماء ويعتلون أكياس الاسمنت على ظهورهم بفرح وطيب خاطر ، آخر العنقود «يتسحسل» على قلاب البودرة الجديد كمشاركة «كرنفالية».. الزوجة تطلّ من شق الباب لتقيس نسبة انجاز «الحجي»، وبالتالي تكافئ زوجها بإبريق شاي بين الحين والآخر..
بينما يأخذ الرجل وقتاً مستقطعاً من رد العوافي على المارين:-
يعطيك العافية خالي!!.
أهلين الله يعافيك..تفضّلوا!...
عشت!!..بالأفراح.
الله ريتها مبروكة !!
الله يبارك فيكو..تفضل عمي..
عشت..بفرحتك بالشباب...
ثم يعود الى تسوية طبقة الباطون الطري ب»المالج» بعد ان فرده أمامه على اتساع ذراعيه ، يعادل «الصبّة» بالنظر تارة ، وبالخبرة تارة أخرى لتصبح جميعها ذات شكل مستطيل منتظم ، مستوية وناعمة لا تحتوي على تعرّجات او نتوءات..يأتي الابن البكر بحمولة «عرباية» جديدة يفرغها عند نهاية الخط السابق من الباطون، ثم «يقرمز» الوالد ويبدأ بمدّ الباطون الأخضر بما يناسب ما سبقه من سماكة ونعومة وانتظام ، ثم ينبه ابنه – رئيس قسم الجبلة- العرباية الجاية «طرّيها» يابا شوي..في هذه الأثناء يأتيه تعزيز من الداخل عبارة عن دلة قهوة وباكيت دخان...
يأخذ الجميع قسط من الراحة ، يتخلل شرب القهوة إبداء الإعجاب في سرعة الانجاز ..ثم بعد دقائق قليلة يعاودن العمل..وما أن يصلوا إلى خط النهاية حتى يقوم الختيار بعملية «ترويب» الصبة الطرية برشّ الاسمنت الناعم على وجهها الجديد، ومن ثم «تلحيسه» بمسطرين رقيق..حتى تصبح ملساء لامعة .
عند الغروب ، يخرج جميع أفراد العائلة لمشاهد صبّة «الحجي»، بينما يقوم الأخير بغسل العدة ؛ الكريك والمالج والعرباية من البرميل القريب «صنعة المعلمين»..فعلاً الصبة مثالية ، شكلها منتظم، خضراء شهية ، وناعمة كلوح زجاج..فيتركها الأولاد حتى تنشف ، ويدخلون الدار فرحين بهذا الانجاز التاريخي..
في هذه الأثناء ..يأتي طفل «جاهل» وقد ترك الشارع العريض ، والرصيف الواسع ، وفضّل إن «يطا بالصبّة» من باب التنكيد لا أكثر..لتبقى آثار قدميه تشوه مدخل الدار مدى الحياة...ويذهب تعب الحجي وأولاده طيلة النهار بعطسة نسر..مفسداً فرحة الانجاز على الجميع..
**
ان اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد... تماماً «زي اللي وطي بالصبة»..جهله لم يرشده لأنه يفعل شيئاً مفيداً، كل ما قام به ان «شوّه» منظر الثورة التونسية الخضراء إلى الأبد.. سرق زهو القابضين على حريتهم للتو..وأفسد فرحة الانجاز على الجميع...العرب اليوم
بينما يأخذ الرجل وقتاً مستقطعاً من رد العوافي على المارين:-
يعطيك العافية خالي!!.
أهلين الله يعافيك..تفضّلوا!...
عشت!!..بالأفراح.
الله ريتها مبروكة !!
الله يبارك فيكو..تفضل عمي..
عشت..بفرحتك بالشباب...
ثم يعود الى تسوية طبقة الباطون الطري ب»المالج» بعد ان فرده أمامه على اتساع ذراعيه ، يعادل «الصبّة» بالنظر تارة ، وبالخبرة تارة أخرى لتصبح جميعها ذات شكل مستطيل منتظم ، مستوية وناعمة لا تحتوي على تعرّجات او نتوءات..يأتي الابن البكر بحمولة «عرباية» جديدة يفرغها عند نهاية الخط السابق من الباطون، ثم «يقرمز» الوالد ويبدأ بمدّ الباطون الأخضر بما يناسب ما سبقه من سماكة ونعومة وانتظام ، ثم ينبه ابنه – رئيس قسم الجبلة- العرباية الجاية «طرّيها» يابا شوي..في هذه الأثناء يأتيه تعزيز من الداخل عبارة عن دلة قهوة وباكيت دخان...
يأخذ الجميع قسط من الراحة ، يتخلل شرب القهوة إبداء الإعجاب في سرعة الانجاز ..ثم بعد دقائق قليلة يعاودن العمل..وما أن يصلوا إلى خط النهاية حتى يقوم الختيار بعملية «ترويب» الصبة الطرية برشّ الاسمنت الناعم على وجهها الجديد، ومن ثم «تلحيسه» بمسطرين رقيق..حتى تصبح ملساء لامعة .
عند الغروب ، يخرج جميع أفراد العائلة لمشاهد صبّة «الحجي»، بينما يقوم الأخير بغسل العدة ؛ الكريك والمالج والعرباية من البرميل القريب «صنعة المعلمين»..فعلاً الصبة مثالية ، شكلها منتظم، خضراء شهية ، وناعمة كلوح زجاج..فيتركها الأولاد حتى تنشف ، ويدخلون الدار فرحين بهذا الانجاز التاريخي..
في هذه الأثناء ..يأتي طفل «جاهل» وقد ترك الشارع العريض ، والرصيف الواسع ، وفضّل إن «يطا بالصبّة» من باب التنكيد لا أكثر..لتبقى آثار قدميه تشوه مدخل الدار مدى الحياة...ويذهب تعب الحجي وأولاده طيلة النهار بعطسة نسر..مفسداً فرحة الانجاز على الجميع..
**
ان اغتيال المعارض التونسي شكري بلعيد... تماماً «زي اللي وطي بالصبة»..جهله لم يرشده لأنه يفعل شيئاً مفيداً، كل ما قام به ان «شوّه» منظر الثورة التونسية الخضراء إلى الأبد.. سرق زهو القابضين على حريتهم للتو..وأفسد فرحة الانجاز على الجميع...العرب اليوم