سقط سهوًا من النشرة الجوية!!
ما ينقص النشرة الجوية في العالم العربي هو نسبة الكآبة التي تستكمل درجة الحرارة ونسبة الرطوبة وسرعة الرياح، لكن ما من بارومتر حتى الآن يمكنه ان يحقق هذه المهمة، واذا كان هناك تفاوت شديد بين درجات الحرارة في العواصم العربية ونسبة الرطوبة فإن مثل هذا التفاوت ينحسر ويوشك ان يتلاشى عندما يتعلق الامر بقياس منسوب الكآبة والضجر، فالشاشات ترشح دما على مدار الساعة، والقتلى باعداد غير مسبوقة حتى في تاريخ الحروب والمجاعات والزلازل لكنهم بلا اسماء، ومن راهنوا على ان الانسان يعيش بالخبز وحده رغم ان الخبز مهدد ايضا، اخطأوا مرتين، مرة بحق الانسان ذاته ومرة بحق الحرية، فالحيوان الاليف والداجن له لحظات يعلن فيها العصيان ويبحث عن شيء آخر غير العلف، وقد يكون هذا الشيء المفقود لمسة حنان او مداعبة، وما قاله عالم النفس د . احمد عكاشة في اكثر من مقال ولقاء متلفز عن الامراض النفسية في العالم العربي والتي تحولت من اصابات فردية متفرقة الى وباء يستحق وقفة جادة من دول ومؤسسات واكاديميين، لكن التهرب من مواجهة الحقائق اصبح فنّا له مهاراته وفقهاؤه في مجتمعات قررت ان تسخر من كل ما يقوله لها اطباؤها وترمي الوصفات في سلال القمامة.
ان رصد اي مشهد من الحياة اليومية في العالم العربي بدءا من التلاسن عند اشارات المرور وليس انتهاء في مداخل المخابز وعلى مواقف الحافلات او في طوابيرها لا بد ان ينتهي الى القناعة بأن قائمة الامراض النفسية والعقد التي تحدث عنها فرويد وغيره من علماء النفس اصبحت متجسدة في ملايين البشر الذين خسروا بمرور الوقت وتراكم الكبت وكظم الغيظ والعدوانية المتبادلة آدميتهم .
فأية اجيال ستولد من رحم هذا الجيل ؟ وأي مستقبل ينتظرنا !!!