ديبكا: أوباما ونتنياهو سيساعدان مرشح خامنئي في انتخابات الرئاسة الإيرانية
ترجمتها وحررتها عن العبرية: رانية الجعبري
أورد موقع تيك ديبكا الصهيوني أن كل من الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو سيقومان بدعم مرشح آية الله علي خامنئي في الانتخابات الإيرانية.
هذه الخطوة التي تعد للبعض لغزاً محيراً، يكمن حلها في كلمة السر "المفاعل النووي الإيراني"، إذ أن خامنئي يعلم جيداً أن نتنياهو مصر على حقيقة سير إيران واقترابها بسرعة من الخط الأحمر المحدد لها فيما يخص مفاعلها النووي، وهذه المخاوف ستساعد مرشح خامنئي ليتم انتخابه.
فقد أصدرت وكالة الطاقة الذرية يوم الجمعة الماضي 22 شباط، بيانا يسمح لإيران بتشغيل أجهزة الطرد المركزي السريعة الحديثة من نوع (IR2M) في منشأة التخصيب بناتانز، مما سيجعل إيران تقترب أكثر وبسرعة من الخط الأحمر الذي وضعه لها في سبتمبر 2012 رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وهو 250 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب للمرحلة العسكرية بنسبة 20%، وتضيف الدراسة "في هذه الأيام معلوم أنه يوجد لإيران 167 كيلو غرام، لكن لا أحد يعلم على وجه اليقين أن الرقم المطروح أمامنا هو الرقم الصحيح!"، وفي اليوم ذاته صرحت أمريكا بأن حكومة أوباما ستفكك، التقدم النووي الايراني النهائي.
كما صرحت مصادر رسمية لجهات إعلامية في واشنطن، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضغط على إيران، في اللقاء الذي انعقد بين الخمس الكبرى وألمانيا في 26 فبراير في كازخستان، للبدء بمفاوضات مباشرة بين واشنطن وطهران بصيغة واحد على واحد.
لكن ثمة محادثات كهذه تمت في الأشهر الأخيرة وقد فشلت، لا أحد مهتم – تشير الدراسة – إذ أن الرجل الذي أجرى المباحثات باسم واشنطن "غاري سمور" غادر الحكومة وذهب إلى جامعة هارفارد.
نتنياهو أجاب على هذه التطورات، التي شملت أيضاً معلومات عن تقدم يتزايد بسرعة متوقعة بإنجاز مذيب أو صاهر البلاتونيوم الايراني في آراك، بأنه سيكون موافقا لخط أوباما، وعليه فإن أي تقدم في مجال النووي الإيراني، هو سبب رئيسي لمواصلة سياسة الاتفاقات أو المباحثات مع إيران، بدون عمل أي أمر لمنعها وإيقاف برنامجها النووي.
تصرح المصادر الاستخباراتية الخاصة بتيك ديبكا، أن تقارير وكالة الطاقة الذرية حول أجهزة الطرد المركزية الجديدة الفاعلة، وايضا الأحاديث في واشنطن عن استئناف المفاوضات المباشرة مع طهران، هي تضليل الهدف منه الاعداد لعدم قيام أي مفاوضات مع إيران تتعلق بمسألة النووي على الأقل حتى شهر تموز – آب من هذه السنة.
بكلمات أخرى، نحن نتحدث عن ستة إلى سبعة أشهر إضافية، خلالها لن تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية ولا إسرائيل إيقاف البرنامج النووي الإيراني.
وفي فسحة المخاوف هذه لا يبحث خامنئي في هذه الأيام عن مرشح صاحب كاريزما، بل إنه يبحث عن مرشح لا بريق له, وفق ديبكا، لكنه فعّال ويمتلك الكفاءة التنظيمية التي تمكنه من محاولة إخراج إيران من الأزمة الاقتصادية القاسية التي تعيشها، وفي ذات السياق يشير "ديبكا" إلى أن هذه الأزمة التي تمر فيها إيران لم تنشأ غالباً بسبب العقوبات، بل بسبب سوء الإدارة والفساد.
في عبارة أخرى، فإن ما يخلق حالة الارتياح من قائد إيران آية الله علي خامنئي، هو انه لن يمنح أبداً مرشح الرئاسة - المقرب من الرئيس الحالي والمنتهية ولايته أحمدي نجاد – الدعم ليُنتخب كرئيس، خلال انتخابات الرئاسة الإيرانية المنوي عقدها في حزيران من هذا العام.
تلك النوايا في تخفيف العقوبات عن إيران لدى خامنئي، سبقها رسالة من خامنئي للرئيس باراك أوباما،وهي واضحة وسلسة، مفادها "أنا لم أعرقلك لتُنتخب لولاية ثانية في البيت الأبيض، ولم أعد لك أبدا (مفاجآت تشرين الاول)، كما توقع معلقين وقادة رأي أمريكيين مختلفين، وذلك حتى لا تعرقل – بعد إذنك – المرشحين الذين سأدعمهم في انتخابات الرئاسة الإيرانية".
لذا فإن المعطيات السابقة تفسر الأسباب التي تقف خلف نشر البيت الأبيض، في يوم الخميس 21 شباط، أنباء عن تراجع دبلوماسيين في حديثهم عن المفاعل النووي الإيراني، إذ عادوا وقالوا "ان المفاوضات حتى الآن ممكنة.
انطلاقا من أن خامنئي ورغم أنه لا يحتاج مفاوضات حول النووي، إلا أنه يحتاج لفترة هدوء سياسي تمكنه من قيادة عملية انتخابية هادئة سيتم فيها انتخاب مرشحيه الذين سيدعمهم. وذلك لاتسام انتخابات الرئاسة الإيرانية بالعنف والقسوة، إلى درجة تهديدات حقيقية بالقتل، وهي بذلك تفوق الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، كما تشير ديبكا.
وتعلق ديبكا "تدهشنا رؤية الأمريكان والاسرائيليين الذين يرون في إيران تهديدا رئيسيا لهم، لكنهم لا يرغبون بمعرفة ما يحدث في حقيقة الأمر في داخل إيران".
مع ذلك لا تخف المخاوف من بروز أزمة جديدة أكبر مع إيران، ومنشأ ذلك التناقضات في التصريحات الأمريكية، الأوروبية، الاسرائيلية، ووكالة الطاقة الذرية الذين يصرحون بأنصاف الحقائق (صحيحة في الغالب) والهادفة لإعادة تشكيل الرأي العام الغربي والإسرائيلي، الذي لم يعد قادرا على استيعاب وفهم كل المعطيات والوقائع المتناقضة.
ذلك في ساحات الرأي العام، لكن في دهاليز السلطة ومقر القيادة العسكرية في واشنطن، القدس، لندن، باريس، الرياض، دبي، وغيرها، هم يدركون جيداً أن الحركة السياسية (المفاوضات) أو العسكرية بما يخص المفاعل النووي الإيراني لن تبدأ حتى خريف العام 2013، وذلك حتى يتم انتخاب رئيس جديد في طهران، وإلى أن يتم تعيين الحكومة الإيرانية الجديدة.
ومن هنا يظهر سبب عدم اهتمام آية الله خامنئي بخلق توتر، وعدم رغبته في ذات الوقت باستئناف المفاوضات لا المباشرة ولا غير المباشرة، فثمة مساحة من الوقت والظرف السياسي يمكنه من إرجاء الحديث عن المفاوضات.
مؤمنا تمام الإيمان (خامنئي) أنه في هذه المرحلة قادر على استثمار تشديد العقوبات والتهديدات السياسية والعسكرية على إيران، لأنها ستساعد مرشحه في الانتخابات الرئاسية الايرانية، مرشحه الآتي ببرنامج الخروج من الأزمة الاقتصادية وتخفيف العقوبات.