jo24_banner
jo24_banner

موت مدفوع مرتين

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : ما يقوم به جنود النظام السوري من مختلف «رُتب» السادية ومرتّبات «الإجرام» المنظّم تجاه شعبهم الأعزل، من أبشع ما اقترف الإنسان ضد الإنسانية في العهد الحديث على الإطلاق،حتى أكثر المفترسات غطرسة وشراهة وغريزيةً صارت تسمو بأخلاقها على تصرّفات شبيحة النظام و»شرّيحته»..الذين خرجوا طوعاً من جنس الإنسانية..ودخلوا راغبين كرعايا مخلصين للطاغوت..
لم يكتفوا بالتفاخر أمام كاميرات «خلويّاتهم» بتعرية شقيقاتهم في الوطن والعروبة والدين، ونزع ملابسهن واغتصابهن أمام ذويهن، ولم يكتفوا بالاسترجال على الأطفال العّزّل المقيّدين بالسلاسل، او التنكيل بالشيوخ وصبغ جلودهم «بالكيبلات» وتعذيبهم بالكهرباء الحية..لم يكتفوا بنشر «بهائميتهم» على شاشات العالم أجمع، بل بدأوا يتاجرون مؤخراً بالجثث الميتة..
لا حرقة في الدنيا تساوي حرقة أمّ بكت ولدها قبل يومين بعد أن خطفه جنود النظام..عذبوه ثم أطلقوا رصاصة على رأسه، وقبل أن يرموه في الشارع - كما كانوا يفعلون سابقاً - فاوضوا العجوز الوحيدة على جثة ولدها بجملة مليئة بالوحشية: كم تدفعين «لتريه ميتاً»؟؟؟...
ادفع لتدفن، أو لن تعرف مصير ولدك ما حييت..هذا شعار جنود نظام «الممانعة» الجديد،الذين اكتشفوا متأخّرين ان تجارة الجثث، اربح بكثير من سرقة مونة بيت، أو السطو على محلٍّ أغلقه صاحبه ونزح، وهي اخف من حمل أغطية الفراش، ومزهريات غرف الضيوف، وأسهل كثيراً من خطف دمى الأطفال ووضعها على مقدمة الدبابة «زينة ً» لمركبة الدمّ..
ادفع لتدفن...هذا ما قاله احد «قادة الجيش» لطبيب سوري يجلس في عيادته، كانوا قد قتلوا ولده واحتفظوا بالجثة لحين احضار الدولارات..لم يكن أمام الرجل أي خيار سوى القبول، فدفع و»دفن» ووقف وعائلته أمام القبر المحفور حديثاً يقرأون الفاتحة ويذرفون الدماء الغامقة بصمت وحزن وغلبة ..وثمة وردة حمراء فوق التراب النيء يدغدغها الريح، كانت قد وضعتها للتو شقيقته الصغرى ذات الوجه الشاحب...
هذا هو نظام البطولات التي لا تنتهي..نظام «المقاومة» الذي لم يطلق «سكودا» واحداً منذ تكوينه غرباً.ويطلقها صباح مساء على مدامع الأمهات وقلوب المتعبين وجفون الأطفال النائمين..
في سوريا فقط الموت مدفوع مرتين:
إن كنت حياً،تساوي رصاصة..وان متّ فأنت «قاصة».الراي
تابعو الأردن 24 على google news