jo24_banner
jo24_banner

المضامين الهامة في مقابلة الرفاعي ..قراءة محايدة و محاولة لتجاوز الانطباعات المسبقة

المضامين الهامة في مقابلة الرفاعي ..قراءة محايدة و محاولة لتجاوز الانطباعات المسبقة
جو 24 :
كتب باسل العكور - ما ان تفكر لوهلة في التعليق على سلوك او اراء او توجهات احد الساسة في بلادنا ،حتى تجدك تلقائيا وتحت وقع التجارب المرة في هذا المضمار اكثر ميلا لطرد الفكرة من ذهنك تماما ،لانك تعرف ان البعض يتربص بالفكرة وصاحبها ، و هناك ذخيرة حية ومعلبة وجاهزة للاتهامات والانطباعات المسبّقة .. 

ترددت كثيرا قبل ان اعلق على المقابلة الهامة التي اجرتها صحيفة الدستور قبل ايام مع رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي ، وهو الشخصية السياسية النشطة المتحركة والمتفاعلة مع المجريات ، وخاصة انني قمت في كثير من المرات اثناء وبعد خروج  الرفاعي من الدوار الرابع، بتوجيه انتقادات قاسية لنهجه ولارائه السياسية والاقتصادية ، ولكن وبعد قراءة متأنية  لمداخلات الرجل في مقابلة الدستور ،وجدت اننا امام شخصية مختلفة تماما ،الى الدرجة التي  اختارت فيها ان تغامر بعدم العودة الى "السيستم”  من خلال انتقادها الدائم لاداء الحكومات المتعاقبة وتقديم رؤى وافكار وبرامج  مختلفة ، وهو الامر الذي لا يُقدِم عليه  الغالبية العظمى من المسؤولين السابقين،  لاعتقادهم بان ذلك سيؤلب عليهم اصحاب القرار وسيحول دون عودتهم من جديد الى السلطة . في الحقيقة لقد وجدت نفسي  امام شخصية اكثر عمقا في تناولها لمختلف القضايا ، شخصية تملك وجهة نظر ورؤية وبدائل وحلول .. 

لا نريد ان يُفهم باننا نتفق تماما مع كل ما ذهب اليه الرفاعي في اجاباته على الاسئلة الهامة التي طرحت عليه من قبل الزملاء في الدستور ،  ولكن على اقل تعديل، ونحن غارقون في الخواء والفراغ والعجز والتخبط وانعدام التوازن ، لا بد ان نتوقف عند نماذج اخرى لديها مقارباتها الخاصة ، نماذج لديها الاستعداد للتطور والتعلم والاستماع والتفاعل … 


الرفاعي الذي جاب الاردن مدنه وقراه بواديه ومخيماته ،رغم وجوده خارج السلطة ، واشتبك مع الناس ايجابيا واستمع لارائهم  واولوياتهم ،تمكن - وهذا ما نستطيع ان نتلمسه من مداخلاته- من تبني تصور اكثر نضجا وانسجاما مع نبض الشارع . 

 الرفاعي قال بمقابلته: (".. أعتقد أن من الطبيعي ومن الصحي، أن ينبري رئيس وزراء أو وزير سابق للإدلاء برأيه في قضايا الإدارة والاقتصاد والسياسة العامة، إذا كان يعتقد أن لديه بدائل أفضل لخدمة الناس، أو أن الأمور لا تسير في اتجاهها الصحيح، والأصل، أن يتم التعامل باهتمام مع هذه الطروحات لا أن يُنظر لها على أنها مجرد مناكفة أو محاولة لاستعادة الأضواء.” 

"..ومخطئٌ أي مسؤول سابق يعتقد أن الانتقاد سيرجعه إلى موقع المسؤولية، ويخطئ أي مسؤول باعتقاده أن الأمور لن تتحسن إلا بوجوده، فالمواطنة الصالحة تعني الحوار حول الحلول وإيصال النصيحة للحكومات للاستفادة منها.

وعندما يرى المسؤول السابق أي إجراء يشعر بأنه ليس في مصلحة الوطن أو جلالة الملك عليه الإشارة لهذا القرار..

برأيي الشخصي هذا هو المعيار الوحيد للنقد بعيداً عن المجاملة على حساب مصلحة الوطن أو لا سمح الله المناكفة لأغراض سياسية…” ).  وهنا انتهى الاقتباس . 


بكل موضوعية وحياد ، لا نملك الا ان نتفق مع هذا الرأي الجرئ ، الذي قد يضع صاحبه  في حرج شديد مع السلطة . 

وهذا يقودنا للاسئلة التالية: كيف يصمت رؤساء الوزراء السابقون وغيرهم من الوزراء المتقاعدين على كل ما  يتخذ من قرارات وسياسات خاطئة  ادخلتنا في نفق المديونية والتبعية المظلم ؟ كيف  يسكتون وهم يرون اتساع الشقوق  في مركب الوطن ؟  الا تقلقهم حتمية الغرق اذا ما استمر الساسة في تفكيك مؤسسات الوطن وارهاق الناس بنهج الجباية المقيت ؟ 

الرفاعي اكد في مقابلته على معارضته زيادة الضرائب ، وقال ان الحل الامثل لخلق نمو مستدام هو خفض الضرائب ، وتقديم اعفاءات ضريبية لكل منشأة لخلق فرص عمل وتحفيز النمو الاقتصادي . 

تحدث الرفاعي عن تخلي الدول الشقيقة عن مسؤولياتها وواجباتها في تعزيز موقف وقدرات الاردن على حمل اعباء اللجوء ،مؤكدا ان مسألة اللاجئين قد تفاقمت الى مستويات مرهقة منذ الازمة السورية . 

الرفاعي اشاد بتمسك الاردنيين بسلمية التعبير والتفاعل الديمقراطي والالتزام بالدستور ،وهو حسب رأيه ، ما عبرت عنه المعارضة الوطنية الاردنية الملتزمة خلال السبع سنوات الماضية . 

اكد الرفاعي على اهمية توعية شبابنا بما تم انجازه من شبه معجزات من قبل الرجال الاوفياء للوطن والقيادة  في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم ، مؤكدا ان المسؤولية التنفيذية كانت وستبقى جزءا من الجندية الصادقة . 

 اما عن قانون الانتخاب فلقد بين الرفاعي انه يجب ان يكون توافقيا يلبي التمثيل الديمغرافي والجغرافي والتنموي ،وهذا موقف متقدم يراعي الخصوصية الاردنية ويسحب فتيل الاشتباك بين الفرقاء السياسيين . 

 الرفاعي تحدث في المقابلة الهامة عن الكثير من القضايا الحساسة،حيث تطرق الى خدمة العلم وعمان الجديدة والعلاقات مع تركيا وايران وسوريا وعن التوريث السياسي واستبدال النخب وتكافؤالفرص والتعليم العالي والفجوة بين المسؤول والمواطن والتحديات الاقتصادية  و معدلات البطالة والرواتب ، وفي كل عنوان من هذه العناوين تستطيع كقارئ محايد ان تستخلص الكثير من الاراء الوازنة المنطقية والواقعية الجديرة بالاهتمام .

مرة اخرى ، لست معنيا بتلميع الرجل بالقدر الذي وجدت فيما قاله الكثير من الاضاءات التي تستحق الاشارة اليها والتوقف عندها طويلا .. 

اقرأ ايضا :المقابلة الكاملة التي اجرتها صحيفة الدستور مع الرفاعي: 


تابعو الأردن 24 على google news