قانون ضريبة الدخل.. وديموغوجيا الملقي ؟!
جو 24 :
تامر خرمه – طرفة كانت تقال عن الرئيس المصري الاسبق، أنور السادات: "أنا راجل ديمقراطي، إنت تقول الي عاوزه، وأنا أعمل إلي أنا عاوزة". هذه الطرفة أصبحت أمرا واقعا هنا في الأردن، بفضل دولة رئيس الوزراء، د. هاني الملقي، الذي ضرب مثالا فريدا في نوعه، لمفهومي الديمقراطية والشورى.
ديمقراطية الرئيس ليس كمثلها شيء، فدولته يقرر أنه قد تشاور مع الجميع قبل إقرار قانون ضريبة الدخل، حتى وإن كان الجميع معزولين خارج بوابة الغرفة المعتمة، التي قام جلاوزة الدوار الرابع بطبخ القانون بين جدرانها.. الحكومة تشاورت مع الجميع.. هذا ما يردده صاحبنا.. الغريب أن الجميع أكدوا رفضهم لهذا القانون الظالم.
الغرف الصناعية والتجارية، والنقابات المهنية والعمالية، ونقابات أصحاب العمل، ومجلس النواب، ودوريات الشرطة، والشعب بأسره رافضين لهذا القانون الذي يزلزل ركائز العدالة الاجتماعية، ويهدم أي منطلق للأمل، ويصادر أحلام ومستقبل الناس.. فقط لكي يتمتع الأثرياء، دون غيرهم، بنعيم الوطن، ويستغلون الفقراء الذين يعيشون في جحيمه.
وجوه ترهقها قطرة.. تصادفها كل لحظة في شوارع عمان وغيرها من محافظات أردن الأثرياء وغربة الفقراء..والسيد الرئيس يصر على أن أمره شورى بينهم.. صدق أو لا تصدق.. فالرئيس قال.. حقا قال!
القانون الذي تجاوز الطبقة الوسطى ليستهدف الفقراء، هبط بالباراشوت يا دولة الرئيس.. وإذا ما كنت قد شاورت ذاتك قبل إقراره، فهذا لا يعني أن حكومتك شاورت الجميع، فأنت وحكومتك لستم الجميع، والأصل أن تتولوا مهامكم لتحقيق مصالح الشعب، وليس لإفقاره.
الرئيس الحامي لمصالح الأغنياء من أبناء طبقة "اللوبستير"، ربما شاور رجالات "البزنيس" والبنوك وأصحاب الملايين قبل إقرار قانون ضريبة الدخل.. وفي نظره أن هؤلاء هم "الجميع"، فدولته لا يرى ولا يعترف بوجود الفقراء.. وقد سبق وأن قال حرفيا أنه لا يوجد "مسخمين" بالأردن.. فيا "شحار" ويا "تعتير" "مسخمين" الوطن.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.