عمان تي في .. عندما يصبح الاسفاف والابتذال والخفة برنامجا على الهواء - فيديو
جو 24 :
هديل الروابدة - "ما الها عالنفخ هاي، دوبها تصوم وتفطر ... وتهتف"، بهذه الكلمات علقت المذيعة ناديا الزعبي مقدمة برنامج صح صح على شاشة (عمان تي في) على كلام زميلتها رهف صوالحة عندما كانت تتمنن على المتصلة "هتوف" بجائزة تتضمن زيارة مجانية الى أحد مراكز التجميل لنفخ شفتيها ... تتابع الزعبي "خلص شو تجميل .. اعطوها تونا وسردين".
فيديو لا يتجاوز دقيقتين ونصف، أقام الدنيا ولم يقعدها، وتصدر وسم #هتوف مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تعهدات من المواطنين الغاضبين بأن تسقط هتافاتهم "الفيسبوكية"، المذيعتين المذكورتين كما أسقطت هتافاتهم على #الرابع حكومة الملقي.
وهاجم المغردون تصرف المذيعتين معتبرين أنه غير لائق، ومهين ومستفز لكل أردني و أردنيه، لما تضمنه الفيديو من استهزاء بالمتصلة، اسمها بداية، ثم لهجتها "القروية" - التي نفخر بها - أخيرا، وما تخلله من اتهامات لها بالكذب والغش، قبل أن تختم الزعبي " والله ما النا جلد" !!
المشهد الذي هيمن على مواقع التواصل كشف تشوها خطيرا في منظومتنا الاعلامية الأردنية، وعرَاها وأظهر حجم انحراف بوصلتها عن اهدافها وقيمها، وانسلاخها عن مجتمعنا وعاداته وتقاليده ومنظومته القيمية والاخلاقية، فلا حصلنا على معلومة قيمه ولا ترفيه حقيقي.
فلو تجاهلنا هزالة المحتوى وضعفه بشكل عام واقتصاره في الغالب على الثرثرة وبرامج الطهي والكوميديا "ثقيلة الدم"، لا يمكننا تجاهل دخول التشوهات الى وسائل اعلامنا التي تظن أن التجريح كوميديا والاستهزاء بالاخر "نغاشة"، والعنصرية " فن
ويبدو أن هذا المشهد هو الاخير في مسلسل "انحدار الاعلام" ، لما اثار في نفوس مشاهديه من ضرر نفسي وأذىً ذوقي فأعلنوا نيتهم للمشاركة بحملة اسقاط، لكل هذا السخف والاسفاف.
كل هذا يجري وادارة المحطة في واد آخر، فلم تخرج الينا بأي بيان يوضح ما حدث - رغم وضوحه - او اعتذار من المتصلة خاصة والمتابعين بشكل عام، وكأن الفيديو الذي اثار الاردن برمته لا يعنيهم ولم تقع تفاصيله في استوديوهاتهم ولم تكن بطلاته من مذيعاته، فهل تتجاهل ادارة القناة الخلل أم تنكره؟!
نهاية القول ، واقع الاعلام بات بحاجة الى جراحة سريعة تنقذه، قبل أن يلتقط آخر انفاسه.