عمّان تستضيف مؤتمر المعارضة السوريّة والأكراد يطالبون بالانفصال
تامر خرمه- يبدو أن تفعيل الدور الأردني حيال الأزمة السوريّة بات مسألة ملحّة لدى كافّة الأطراف الإقليميّة والدوليّة، في ظلّ ترحيب واسع من قبل الإدارة الأمريكيّة، حيث من المقرّر أن يحتلّ الملفّ السوري، بالإضافة إلى المدّ الاخواني في دول الجوار، أهمّ المحاور التي سيطرحها باراك أوباما في زيارته المقبلة إلى عمّان.
الملك ما لبث أن عاد من موسكو حتى قرّر التوجه إلى أنقرة، بالتزامن مع استضافة عمّان لمؤتمر ضمّ نحو أربعين شخصيّة من رموز المعارضة السوريّة، كان من أبرزها رجاء الناصر، أمين سرّ هيئة التنسيق الوطنيّة لقوى التغيير الديمقراطي في سورية، وعبد الحميد درويش، ممثلا عن أكراد سوريّة.
"معارضة الداخل"، التي ترفض التدخل الخارجي في الأزمة السوريّة، اختارت عمّان لعقد مؤتمرها خلال يوميّ الخميس والجمعة، في حين طرح الأكراد -وللمرّة الأولى- مسألة الانفصال عن سوريّة في هذا المؤتمر الذي عُقد في فندق القدس. أمّا النظام السوري، الذي يعتبر هذه المعارضة مقبولة بالنسبة له، فقد سمح لأعضاء المؤتمر بمغادرة دمشق والعودة إليها جوّاً دون أي تعقيد.
أمّا اللّقاء الذي جمع مسؤول أردني رفيع بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قبل يومين من زيارة الملك إلى موسكو، فإنه لا يتوافق مع ما أشيع مؤخراً من تسريبات حول قيام الأردن -بعد تلقّيه المنحة الماليّة السعودية- بمدّ المعارضة المسلّحة في سوريّة بالعتاد، في حين تشير الأنباء الواردة إلى مبادرة دبلوماسيّة يعتزم الأردن الشروع بها بالتنسيق مع الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريّة.
من دمشق إلى موسكو ومن ثمّ إلى أنقرة، تتوالى الزيارات الرسميّة الأردنيّة قبل زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقرّرة إلى المنطقة، في الوقت الذي تستضيف فيه عمّان مؤتمر المعارضة السوريّة المقبولة لدى نظام الأسد.. فهل ستسفر هذه الجهود الدبلوماسيّة عن مبادرة ما لإيجاد تسوية ترضي جميع الأطراف في سوريّة ؟! سؤال مازال رهن الإجابة في قادمات الأيّام.