jo24_banner
jo24_banner

طاقة وقطط وجراد

أحمد حسن الزعبي
جو 24 : (1)


وزير الطاقة والثروة المعدنية المهندس عارف البطاينة – قدّس الله سرّه- بسّط الارتفاع الأخير لأسعار المشتقات النفطية وتأثيره على الطبقة الفقيرة، بطريقة عبقرية خارقة للعادة.. إلى الحد الذي شعرت فيه أن ما قاله "الباش مهندس" يجب أن يُدرّس في مساق منفصل في الجامعات الأردنية في شتى التخصصات لأنه حلّ مشكلة الطاقة وارتفاع أسعار البترول "بكلمتين".. حيث قال البطانية في لقائه في برنامج نبض البلد على قناة رؤيا. (أن الفقير في الأردن غالباً لا يحتاج البنزين بنوعيه أو الديزل ،وإنما الكاز).. ثم أضاف (أن الطقس في آذار لا بده غاز ولا غيره).. مما يعني أنه لا داعي أصلا لاستيراد النفط ما دامت الحياة تجري ببساطة البطاينة، لا لا داعي لاستخراج النفط وعمر لا حدا حوّش.. فالفقير لا يتنقّل، لا يركب السرفيس، ولا يطبخ، ولا يتدفّأ.. فقط يتفرّج على وزير طاقته وهو يفرّغ في التلفزيون (طاقته).. الله يخليله (بويلراته) يا رب يا كريم..

(2)

وبما أن المواطن الفقير لا يركب وسائل المواصلات –حسب النظرية البطاينية- ولا يطبخ و لا يتدفّأ ولا يستخدم الكهرباء ..إذن لم يبق سوى أن ينبت على جلودنا وبراً أبيض مثل القطط لتقينا برد آذار والسنين المقبلة ..لنصبح بعدها كائنات حية بأرقام وطنية..فالقطط غير أنها لا تحتاج إلى بترول في حياتها اليومية من تدفئة وتنقل وطبيخ ..فهي أيضا تتمتّع بأفضلية على البشر ..بأن غذاءها ودواءها معفى من الضريبة بقرار حكومي بينما الآدمي في هذا البلد يدفع للحكومة 4% عن كل قرص دواء يضعه في فمه أو شراب للسعال يكرعه في حلقه أو تحميلة أرض جو اضطر لاستخدامها في (...)..كما أن القط في هذا البلد الأمين...هو الكائن الوحيد الذي يستطيع ان يقول " مياااااااااااااو" دون أن تُفسّر كلمته هذه على أنها معارضة أو "إطالة لسان"..



(3)

أخيراً..وصلتني معلومات شبه مؤكّدة من الناطق الرسمي باسم الجراد ، أن أفواج الجراد التي وصلت مناطق من الأردن..بصدد أن ترفع قضية على الحكومة الأردنية "عطل وضرر" بسبب إضاعة وقتها في الطيران..وفي ذات السياق وبإجراء تصعيدي تنوي الحكومة الأردنية أن تفرض ضريبة مغادرة (25) دينار على كل جرادة تغادر الأجواء الأردنية ..الأمر الذي دعا قائد السرب الجرادي أن يصرّح في اتصال هاتفي مع "سكاي" نيوز قائلا: "بشرفي لو بعرف هيك الوضع ما جيت"..

وقبل أن أختم وعلى سيرة الجنادب ،فإن دائرة الإفتاء أفتت بجواز أكل الجراد..وهذا معروف من الناحية الشرعية..لكن من الناحية الإنسانية...يعتبر دليل جديد أن البعض لا يكتفي برؤيتنا كققط أليفة " "تموء ولا تمون" ..وإنما يريدونا أن نتحول إلى قوراض وسلمندرات ايضاَ..


ahmedalzoubi@hotmail.com

(سواليف)
تابعو الأردن 24 على google news