لقاء صحفي لنايف حواتمة حول المستجدّات السياسيّة "فيديو وصور"
أحمد الحراسيس - عقد الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، الاثنين، لقاء صحفيا في عمان، تحدث فيه حول زيارة الرئيس الأمريكي أوباما، وآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية، بما فيها الأزمة السورية.
وأكد حواتمة أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن تحمل في طياتها مبادرة للسير خطوة واحدة تجاه استئناف مفاوضات السلام، أو أي حل للقضية العربية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الزيارة لن تعدو كونها مجرد "زيارة جسّ نبض واستطلاع".
وأضاف حواتمة، إن جميع المؤشرات التي تسبق وصول أوباما للمنطقة "سلبية ولا تعطي أفقا لامكانية استئناف المفاوضات وعملية السلام"، حيث أن تصريحات أوباما بأن "الاستيطان قضية تم تجاوزها" تؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يحمل معه أي مبادرة حسنة تجاه القضية الفلسطينية.
وأوضح، إن التناقض في تصريحات أوباما التي تمس جوهر القضية الفلسطينية، يؤكد أن الرئيس الأمريكي لا يحمل أية مبادرات تخدم فلسطين، حيث سبق له وأن طالب في ولايته الأولى "اسرائيل" "بالوقف الكامل للاستيطان"، قبل أن تتغير تصريحاته قبل زيارته القادمة بالقول "إن الاستيطان قضية تم تجاوزها".
وأضاف حواتمة، "إن نمط تصريحات أوباما يصب في دعم الائتلاف الحكومي الاسرائيلي الحالي والمكون من تحالف ( يمين - يمين)، وهو تحالف أصولي يدعو لمزيد من الاستيطان ولا يعترف بأي حق للشعب الفلسطيني".
وأشار حواتمة إلى أن الهدف من زيارة أوباما للمنطقة هو "بحث الملف النووي الايراني -بالدرجة الأولى- واستطلاع الآراء حول الأزمة السورية الطاحنة"، مؤكدا على أن بحث القضية الفلسطينية "أمر مؤجل حتى زيارة كيري المنتظرة في نيسان المقبل".
وحول اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود الـ67 وتقرير أمينها العام بان كي مون الذي أورد فيه شرطا بايقاف اسرائيل للاستيطان قبل استئناف المفاوضات، أشار حواتمة إلى أن ذلك القرار الذي يعترف بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وحقوق اللاجئين، وبقاء منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني عضوا في الأمم المتحدة، هو الأول من نوعه.
وأكد حواتمة أن قرارت الأمم المتحدة التي اتخذت بأغلبية ساحقة جعلت أي استيطان تقوم به اسرائيل أمرا مخالفا، مشيرا إلى أن أية مبادرة دون توقف "العربدة الاستيطانية والتوسع في فلسطين" هي مبادرة غير جادة.
وحذر حواتمة من "شطر فلسطين بشكل كامل (شمال - جنوب) من خلال مخالفة اسرائيل لخطاب بان كي مون الذي طالبها فيه بوقف الاستيطان وحذرها من عطاءات الاسكان في المنطقة إي ون"، مشددا على أن تلك المخالفة من شأنها تقسيم فلسطين إلى "شمال - جنوب - قطاع غزة".
وعن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، أكد حواتمة أن "الأسرى هي القضية الأبرز بعد الاستيطان، وفي مقدمة الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية وعلى رأسهم الأسير سامر العيساوي".
وعن الأوضاع الداخلية التي تعيشها فلسطين، شدد حواتمة على أن "الانقسام الداخلي الحاصل منذ سبعة أعوام أدى إلى تراجع الطاقة الضاغطة على اسرائيل"، مؤكدا على أن "الارتقاء بالطاقات الضاغطة وتفعيل خطوات الأمم المتحدة وأمينها العام وما يستدعيه ذلك من اسقاط للانقسام، واجب على كل الفصائل الفلسطينية".
وأوضح حواتمة أن خلاص من الانقسام الداخلي لا يكون إلا باعلان "حكومة واحدة للشعب الفلسطيني، واجراء انتخابات تشريعية يدعو لها أبو مازن"، وهو ما حاولت اجتماعات القاهرة التوصل إليه "إلا أنه لم يكتب لتلك الاجتماعات النجاح".
وأضاف حواتمة، "علينا الآن استكمال دخولنا مؤسسات الأمم المتحدة، واعادة النظر بالسياسة الاقتصادية والاجتماعية"، مشيرا إلى أن العمل على اعادة النظر بالسياسة الاقتصادية من شأنه "استقطاب الأيدي العاملة في المستوطنات، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني".
وعن الربيع العربي، قال حواتمة "أنه لا يمكن أن تفرّ أي دولة من الحراكات الشعبية إلا بمقدار تصحيح الأنظمة لأوضاعها السياسية والاقتصادية".
وأثنى حواتمة على دور فئة الشباب في الربيع العربي، حيث "استطاع الشباب نقل عالمهم الافتراضي إلى الأرض، في وقت كانت فيه الحياة الحزبية والنقابية متهالكة، بشكل فاجأ الأنظمة العربية".
وأضاف، "إنه بعد تمكن الشباب من اقتلاع أنظمة الاستبداد، أدت الاتفاقيات التي تمت من تحت الطاولة بين بعض الأحزاب والعسكر لاقصاء الأغلبية الثائرة".
وعن الثورة السورية، قال حواتمة إن فرصا كثيرة للحل السلمي والسياسي قد ضاعت على النظام السوري، مشيرا إلى أنه -حواتمة- "عرض عدة حلول سياسية في أول ستة أشهر للانتفاضة الشعبية، حيث لم يكن في ذلك الوقت بيد المعارضة أي رصاصة".
وأشار حواتمة إلى أن النظام السوري كان يعتقد "بامكانية ايقاف الثورة عسكريا"، مؤكدا على أن الحل الأمني بعد "عسكرة المعارضة ووصول الأمور للمأزق الكامل" أمر غير ممكن "سواء للمعارضة أو النظام".
وطالب حواتمة الأطراف المتنازعة في سورية بالبحث جديا في وقف الحل العسكري، حيث أن ذلك لن يجلب إلا مزيدا من الدمار والهلاك، مشددا على أن "بيان جنيف" يجب أن يوضع على طاولة المفاوضات، بدون شروط مسبقة من أي طرف.
وعن المخيمات الفلسطينية في سورية، شدد حواتمة على ضرورة الحفاظ على "حياد المخيمات الفسلطينية التي لها أثر كبير على الثورة الفلسطينية وبناء الفصائل الفلسطينية المختلفة".
وأكد حواتمة على رفضه تحويل المخيمات الفلسطينية في أي مكان في العالم لساحات صراع وقتال، والحرص على حياد المخيمات وحمايتها من "الموت لأجل الموت".
وشدد حواتمة على رفضه "حصار أو احتلال أي مخيم، كما يحدث في مخيم اليرموك"، مطالبا في ذات السياق باعادة فتح الطريق من أجل "عودة النازحين من مخيم اليرموك، حيث أن المخيم الذي كان يضم 700 ألف لاجئ لم يتبق فيه أكثر من 25 ألف لاجئ".
وفي نهاية اللقاء، أكد حواتمة على بقاء كوادر الجبهة في المخيمات الفلسطينية سواء في سورية أو غيرها، مشيرا إلى أنه منذ عسكرة الثورة السورية لم يعد مقيما فيها بشكل دائم إلا أنه لا ينقطع عن مخيماتها أبدا.
..
..
.