كشفتنا حوارات المحافظات..
حسين الرواشدة
جو 24 :
هل تفاجأتم بما حدث في الايام المنصرفة على صعيد استقبال الناس في المحافظات للوزراء الذين خرجوا من مكاتبهم في مهمة تسويق قانون ضريبة الدخل..؟
الذين تفاجأوا لا يعرفون بالتاكيد ما حصل من تحولات في مجتمعنا ولا ما اقترفته الحكومات من اخطاء ولا ما فعلناه بانفسنا على مدى السنوات الماضية.
فضيلة ما حدث انه كشف لنا حقيقة صورتنا ، صورة الدولة بكل تفاصيلها وعلاقة الناس بها ، وهي صورة تعكس حجم الجراحات والخيبات والغضب المتراكم الذي تعمدت الحكومات ان تتجاهله وتغطي عليه ، سواء بدافع الرغبة في انكاره او العجز عن مواجهته اواستعادة الارادة السياسية لمعالجته.
باختصار شديد ، نحن نحصد اليوم ما زرعناه بأيدينا في الامس، لا اقول ذلك لتكريس حالة الاحباط واليأس التي لا بد ان نفكر جديا بالخروج منها في اسرع وقت ، ولا لكي اقلّب المواجع التي نشعر بها جميعا ، ولكنني اعيد التذكير بما فعلناه بأنفسنا لكي نفهم ما حدث ونجتهد في الانتصار على ما يترتب عليه من نتائج بائسة.
خذ مثلا، لقد نجحنا بامتياز، على مدى السنوات الماضية، في ضرب الوسائط الاجتماعية التي كانت تشكل "مفتاحا" لتهدئة خواطر الناس، وجمع شملهم وقضاء حاجاتهم ومصالحهم، وتحت لافتة "انهاء" الدور الرعوي للدولة تمت ازاحة هؤلاء من مشهدنا الاجتماعي لتحل مكانهم "نخب" جديدة لا علاقة لها بالمجتمع، نزلت "بالبراشوت" واستحوذت على المال والسلطة، وقد تصورنا حينئذ ان هؤلاء فائضون عن الحاجة ولا مكان لهم في "الدولة الحديثة" لنفاجأ اليوم باننا افتقدنا "زعامات" محلية كان يمكن ان تضبط حركة الناس وتساعدنا في ايصال ما يلزم من رسائل لهم للتفاهم معهم او لتمثيلهم والحديث باسمهم.
خذ مثلا آخر، على مدى سبعة اعوام، ونحن نتصارع حول الاصلاح ،نمجد الحراكات الشعبية تارة ونواجهها ونحاول تفكيكها تارة اخرى،ثم نصر اخيرا على اغلاق ابواب الحوار ونخرج بوصفه اصلاحية لم تقنع الكثيرين،وحين نقرر الخروج من الازمة عبر بوابة الانتخابات نصطدم بمجالس نيابية لا تمثل الناس ولا تعبر عن قضاياهم ، ثم نفاجىء الناس بمقررات اقتصادبة صعبة ،ونتعمد الاجهاز على ما تبقى من عافية في جيوبهم المثقوبة، دون ان نحاسب الذين تسببوا في ايصالنا الى هذا الواقع ، ودون ان نقنعهم بان ثمة امل حقيقي للخروج من المديونية والتقشف وصولا لاستعادة العافية.
خذ ايضا ما فعلنا على صعيد الاحزاب واجهاض تجربتها، او النقابات ومحاولة تقليم اظافرها، او الشباب والعبث في اتحاداتهم وروابطهم او الجامعات "والشطارة" التي مارسناها لاقصاء الكفاءات منها او التغول على اداراتها وتذكر -ايضا- ما فعلناه حين اغمضنا عيوننا عن النخب التي قادتنا باسم "الليبرالية والنيوليبرالية " الى الفقر، وبذريعة الخصخصة الى بيع ما لدينا من موارد وسرقة ما في جيوبنا من اموال.
خذ ايضا ما فعلناه على صعيد مكافحة الفساد من الف القصة الى يائها ، تذكر هنا الملفات التي عرضت واختفت في مجالس النواب ، ثم عين الفساد التي لم تكسر بعد ، وصولا الى الاعتراف بان لدينا فسادا لكن بدون فاسدين ، واذا ما احتجنا في لحظة ما الى ترضية الجمهور فقوائم المتهمين بالفساد لا تضم الا صغار الموظفين الفاسدين ، ولا تسأل عن غضب الناس اذا ماسمعتهم يسألون عن الملايين التي نهبها هؤلاء ، ولا عن الذين سهلوا لهم مهمة الهروب او الاختفاء والحماية.
لاوقت الان للتلاوم ولا للشكوى ولا لانتظار المنقذ الذي قد ياتي من الخارج ، يكفي ان نقر على الفورثم نعمل بمنطق " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" .صدق الله العظيم
فضيلة ما حدث انه كشف لنا حقيقة صورتنا ، صورة الدولة بكل تفاصيلها وعلاقة الناس بها ، وهي صورة تعكس حجم الجراحات والخيبات والغضب المتراكم الذي تعمدت الحكومات ان تتجاهله وتغطي عليه ، سواء بدافع الرغبة في انكاره او العجز عن مواجهته اواستعادة الارادة السياسية لمعالجته.
باختصار شديد ، نحن نحصد اليوم ما زرعناه بأيدينا في الامس، لا اقول ذلك لتكريس حالة الاحباط واليأس التي لا بد ان نفكر جديا بالخروج منها في اسرع وقت ، ولا لكي اقلّب المواجع التي نشعر بها جميعا ، ولكنني اعيد التذكير بما فعلناه بأنفسنا لكي نفهم ما حدث ونجتهد في الانتصار على ما يترتب عليه من نتائج بائسة.
خذ مثلا، لقد نجحنا بامتياز، على مدى السنوات الماضية، في ضرب الوسائط الاجتماعية التي كانت تشكل "مفتاحا" لتهدئة خواطر الناس، وجمع شملهم وقضاء حاجاتهم ومصالحهم، وتحت لافتة "انهاء" الدور الرعوي للدولة تمت ازاحة هؤلاء من مشهدنا الاجتماعي لتحل مكانهم "نخب" جديدة لا علاقة لها بالمجتمع، نزلت "بالبراشوت" واستحوذت على المال والسلطة، وقد تصورنا حينئذ ان هؤلاء فائضون عن الحاجة ولا مكان لهم في "الدولة الحديثة" لنفاجأ اليوم باننا افتقدنا "زعامات" محلية كان يمكن ان تضبط حركة الناس وتساعدنا في ايصال ما يلزم من رسائل لهم للتفاهم معهم او لتمثيلهم والحديث باسمهم.
خذ مثلا آخر، على مدى سبعة اعوام، ونحن نتصارع حول الاصلاح ،نمجد الحراكات الشعبية تارة ونواجهها ونحاول تفكيكها تارة اخرى،ثم نصر اخيرا على اغلاق ابواب الحوار ونخرج بوصفه اصلاحية لم تقنع الكثيرين،وحين نقرر الخروج من الازمة عبر بوابة الانتخابات نصطدم بمجالس نيابية لا تمثل الناس ولا تعبر عن قضاياهم ، ثم نفاجىء الناس بمقررات اقتصادبة صعبة ،ونتعمد الاجهاز على ما تبقى من عافية في جيوبهم المثقوبة، دون ان نحاسب الذين تسببوا في ايصالنا الى هذا الواقع ، ودون ان نقنعهم بان ثمة امل حقيقي للخروج من المديونية والتقشف وصولا لاستعادة العافية.
خذ ايضا ما فعلنا على صعيد الاحزاب واجهاض تجربتها، او النقابات ومحاولة تقليم اظافرها، او الشباب والعبث في اتحاداتهم وروابطهم او الجامعات "والشطارة" التي مارسناها لاقصاء الكفاءات منها او التغول على اداراتها وتذكر -ايضا- ما فعلناه حين اغمضنا عيوننا عن النخب التي قادتنا باسم "الليبرالية والنيوليبرالية " الى الفقر، وبذريعة الخصخصة الى بيع ما لدينا من موارد وسرقة ما في جيوبنا من اموال.
خذ ايضا ما فعلناه على صعيد مكافحة الفساد من الف القصة الى يائها ، تذكر هنا الملفات التي عرضت واختفت في مجالس النواب ، ثم عين الفساد التي لم تكسر بعد ، وصولا الى الاعتراف بان لدينا فسادا لكن بدون فاسدين ، واذا ما احتجنا في لحظة ما الى ترضية الجمهور فقوائم المتهمين بالفساد لا تضم الا صغار الموظفين الفاسدين ، ولا تسأل عن غضب الناس اذا ماسمعتهم يسألون عن الملايين التي نهبها هؤلاء ، ولا عن الذين سهلوا لهم مهمة الهروب او الاختفاء والحماية.
لاوقت الان للتلاوم ولا للشكوى ولا لانتظار المنقذ الذي قد ياتي من الخارج ، يكفي ان نقر على الفورثم نعمل بمنطق " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" .صدق الله العظيم