كأننا ننتظر شيئا لا نعرفه!
حسين الرواشدة
جو 24 : لا احد يعرف تماما ما يخبئه لنا اليوم التالي، كأن ثمة “شيئا ما” ينتظره الاردنيون، كل ما يحدث يشير الى ذلك، لكن سؤال المليون هذا يدفع الجميع الى حائط “العجز” او ربما “اللارغبة” في اقتحام المشهد وترتيب”حيثياته” والتنبؤ بنتائجه القادمة.
في موازاة الصمت الذي التزمت به معظم النخب والاوساط الشعبية تجاه “المتغيرات” الداخلية، وابتداء من مشاورات تشكيل الحكومة الى جدل “المقابلات” والتصريحات الرسمية وصولا الى “الملفات” الكبرى التي تداهمنا كالملف الفلسطيني والايراني والسوري، يبدو ان “الشارع” لم يستطع ان “يهضم” او حتى ان “يبتلع” كل هذه النوازل التي فاجأته، فآثر ان “يستكين” او يعيد ترتيب افكاره وحساباته ومواقفه.
طبعا كل هذا اختزل صورة جديدة “لازمة” لم نتجاوزها بعد، يبدو انها اكبر من قدرة المجتمع على مواجهتها باجابات حاسمة وواضحة، خاصة في ظل غياب الفرصة “النقاشات” عامة تفتح الابواب امام فهم ما يجري، وتوجه الرأي العام نحو رؤية “الاحداث” واستبصارها بشكل اكثر اقناعا.
اليوم مثلا يتهيأ بعض الشباب لاحياء ذكرى الاعتصام على دوار الداخلية، ومع ان اخبار المسيرات والاعتصامات لم تعد تفاجئنا الا ان مناخات الشعور بالخيبة والاحتقان تجعلنا اكثر حذرا من ان تفرز المرحلة الجديدة “مفاجآت” لم نحسب حسابها. ومن اسف اننا لم نسأل انفسنا: لماذا يصر هؤلاء الشباب وغيرهم على “الاحتجاج” وما الذي قدمناه لهم لكي نعيدهم الى طاولة الحوار التي يفترض ان يجلسوا عليها لايصال “مطالبهم” الى المسؤولين؟
قليلون يرغبون في الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها الان، لكن خلف “الستارة” ثمة قناعات تدفع الجميع الى “الانتظار”: رسميا، مثلا هناك قناعة بان “الاصلاح” يسير في خطوات متدرجة موفقة، اما الذين لم تصلهم بعد “رسائل” الاصلاح فيرون بان امامهم مشوارا طويلا لرؤية هلال “الاصلاح” واثبات مواقيته، لكن الطرفين يدركان تماما ان “الداخل” بما فيه من تحولات ومخاضات ما زال مشدودا “لمتغيرات” معقدة تجري في المنطقة، خذ مثلا مشهد الدم في سوريا، وخذ - ايضا - تداعيات اعادة “التسوية” الى سكة التفاوض، وخذ - ثالثا - دوران اسرائيل في هذا الفراغ العربي “المحير” وخذ - رابعا - سيرورة الثورات العربية التي ما تزال تبحث عن “مداراتها” الامنة والمستقرة وسط اقتحام “الاخر” - العربي والاجنبي - للمشهد العام برمته.
اذاً على الجبهتين - جبهة الرسمي وجبهة الشعبي - ما زال الانتظار هو سيد “الموقف” لكن لا يمكن لاي منهما ان يراهن على اللحظة التالية، ولا على قدرة احدهما على “افحام” الاخر، وبالتالي يبدو ان مرحلة “التسخين” ستستمر، كما يبدو ان معادلات التنزيل والتحميل، والشحن والتفريغ، والاستعراض المتبادل ستفرض ايقاعها علينا في الشهور القادمة.
على المدى المنظور لا يجوز ان نستسلم لهذه “المعادلات”، ولا ان ننحاز الى “الصمت” والتغطية ومنطق “الامتصاص”، لا بد ان نستعيد الامساك بزمام “مبادرة” جادة تخرجنا من هذه “الدوامة” لا يهم من اين تأتي وكيف؟ المهم ان نفتح ابواب “النقاش” العام حول “الازمة” التي ولدت لدينا ما نعانيه من احساس بالاحتقان والخوف، والانتظار والتردد، واللايقين..، وان ننتقل الى مرحلة جديدة تمهد “لانفراج” سياسي عام، يدفع الجميع الى التفاهم والتحاور والتبصر في حالة بلدنا.. وصولا الى “توافق” نخرج بعده “منتصرين” على هواجسنا وصراعاتنا وخيباتنا المشتركة- الدستور
في موازاة الصمت الذي التزمت به معظم النخب والاوساط الشعبية تجاه “المتغيرات” الداخلية، وابتداء من مشاورات تشكيل الحكومة الى جدل “المقابلات” والتصريحات الرسمية وصولا الى “الملفات” الكبرى التي تداهمنا كالملف الفلسطيني والايراني والسوري، يبدو ان “الشارع” لم يستطع ان “يهضم” او حتى ان “يبتلع” كل هذه النوازل التي فاجأته، فآثر ان “يستكين” او يعيد ترتيب افكاره وحساباته ومواقفه.
طبعا كل هذا اختزل صورة جديدة “لازمة” لم نتجاوزها بعد، يبدو انها اكبر من قدرة المجتمع على مواجهتها باجابات حاسمة وواضحة، خاصة في ظل غياب الفرصة “النقاشات” عامة تفتح الابواب امام فهم ما يجري، وتوجه الرأي العام نحو رؤية “الاحداث” واستبصارها بشكل اكثر اقناعا.
اليوم مثلا يتهيأ بعض الشباب لاحياء ذكرى الاعتصام على دوار الداخلية، ومع ان اخبار المسيرات والاعتصامات لم تعد تفاجئنا الا ان مناخات الشعور بالخيبة والاحتقان تجعلنا اكثر حذرا من ان تفرز المرحلة الجديدة “مفاجآت” لم نحسب حسابها. ومن اسف اننا لم نسأل انفسنا: لماذا يصر هؤلاء الشباب وغيرهم على “الاحتجاج” وما الذي قدمناه لهم لكي نعيدهم الى طاولة الحوار التي يفترض ان يجلسوا عليها لايصال “مطالبهم” الى المسؤولين؟
قليلون يرغبون في الاجابة عن هذه الاسئلة وغيرها الان، لكن خلف “الستارة” ثمة قناعات تدفع الجميع الى “الانتظار”: رسميا، مثلا هناك قناعة بان “الاصلاح” يسير في خطوات متدرجة موفقة، اما الذين لم تصلهم بعد “رسائل” الاصلاح فيرون بان امامهم مشوارا طويلا لرؤية هلال “الاصلاح” واثبات مواقيته، لكن الطرفين يدركان تماما ان “الداخل” بما فيه من تحولات ومخاضات ما زال مشدودا “لمتغيرات” معقدة تجري في المنطقة، خذ مثلا مشهد الدم في سوريا، وخذ - ايضا - تداعيات اعادة “التسوية” الى سكة التفاوض، وخذ - ثالثا - دوران اسرائيل في هذا الفراغ العربي “المحير” وخذ - رابعا - سيرورة الثورات العربية التي ما تزال تبحث عن “مداراتها” الامنة والمستقرة وسط اقتحام “الاخر” - العربي والاجنبي - للمشهد العام برمته.
اذاً على الجبهتين - جبهة الرسمي وجبهة الشعبي - ما زال الانتظار هو سيد “الموقف” لكن لا يمكن لاي منهما ان يراهن على اللحظة التالية، ولا على قدرة احدهما على “افحام” الاخر، وبالتالي يبدو ان مرحلة “التسخين” ستستمر، كما يبدو ان معادلات التنزيل والتحميل، والشحن والتفريغ، والاستعراض المتبادل ستفرض ايقاعها علينا في الشهور القادمة.
على المدى المنظور لا يجوز ان نستسلم لهذه “المعادلات”، ولا ان ننحاز الى “الصمت” والتغطية ومنطق “الامتصاص”، لا بد ان نستعيد الامساك بزمام “مبادرة” جادة تخرجنا من هذه “الدوامة” لا يهم من اين تأتي وكيف؟ المهم ان نفتح ابواب “النقاش” العام حول “الازمة” التي ولدت لدينا ما نعانيه من احساس بالاحتقان والخوف، والانتظار والتردد، واللايقين..، وان ننتقل الى مرحلة جديدة تمهد “لانفراج” سياسي عام، يدفع الجميع الى التفاهم والتحاور والتبصر في حالة بلدنا.. وصولا الى “توافق” نخرج بعده “منتصرين” على هواجسنا وصراعاتنا وخيباتنا المشتركة- الدستور