كيف ينظر اليمين الأميركي للتغيير الحكومي في الاردن ؟
جو 24 : كتب محرر الشؤون الدولية - يراقب العديد من الباحثين والاستراتيجيين الأميركيين تطورات المشهد السياسي الأردني لما له من أهمية بالغة في صياغة موقفهم حيال جملة من القضايا المحلية والإقليمية. وفي هذا السياق رصد البرفسور روبرت ساتلوف من اليمين الأميركي المناصر لإسرائيل وصديق العائلة المالكة في الأردن الموقف في تحليل له نشر على موقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
يرى ساتلوف بأن استقالة عون الخصاونة جاءت لتعبر عن استدارة واضحة في السياسة الأردنية التي كان يعبر عنها الخصاونة في تقربه من حركة الاخوان المسلمين "المستندة على قواعدها الفلسطينية"، وستفضي هذه الاستدارة إلى العودة إلى مصادر الدعم الشرق أردنية التقليدية، ويطالب ساتلوف من واشنطن بأن تمنح عمان فسحة من الوقت لترتيب البيت الداخلي .
استقالة الخصاونة لها دلالات أبعد من المنكافات السياسية والشخصية التي ميزت أداء النخب السياسية الاردنية في المرحلة السابقة، فالرجل قدم استقالته وهو في زيارة رسمية لتركيا على نحو غير معهود، وتمثل هذه الخطوة المفاجئة انتكاسة حادة للخصاونة نفسه واستدارة واضحة عن جهود الاصلاح المحسوبة لغايات درء انعكاسات الربيع العربي عن الاردن. ويتابع ساتلوف في تحليله قضية تعيين القاضي الدولي الذي ينظر إليه بأنه نزيه ونظيف وكيف أنه جاء إلى بيئة سياسية تتميز بفضائح الفساد.
كانت مقاربة الخصاونة- حسب ساتلوف- تستند على ضرورة الاشتباك الايجابي مع الحركة الاسلامية لضمان مشاركتهم في الانتخابات القادمة خوفا من لجوئهم إلى تكتيك المقاطعة الأمر الذي قد يحول المعارضة الاردنية إلى أن تكون جماهيرية ذات زخم جماهري كبير. وكانت خطوات الخصاونة بهذا الاتجاه تثير الكثير من المخاوف لأنه وحسب ما يقوله روبرت ساتلوف فإن الانفتاح على الاسلاميين إنما يمكّن الأردنيين من أصول فلسطينية الذين تدفقوا للحركة في العقود الأخيرة بوصفها المعبر السياسي المقبول لهم والوحيد، والحركة تمتعت بعلاقات غير صدامية مع النظام في السنوات السالفة غير أن القيادات الشرق أردنية تخسر من نفوذها داخل الحركة لما يسمى بجناح حماس داخل الحركة ما يدفعها لمواجهات مع الحكومات والنظام معا.
ويجادل ساتلوف بان الخصاونة واجه تحديا كبيرا تمثل في ازدياد زخم الاحتجاجات التي انطلقت من مدن شرق أردنية والتي كانت تعتبر معقلا للنظام، ويرى أن تبلور المعارضة ليس لأسباب اقتصادية بحتة وإنما تتبلور معارضة حقيقية تتحدى النظام الحاكم. وبالتالي فإن منظر الكثيرين من الرجال والنساء من هذه المدن وهم يرددون هتافات معارضة للحكومة يكشف عن انقسامات عميقة في التحالف الملكي في وقت أكثر ما يحتاج فيه النظام وحدة في مواجهة الإسلاميين.
ويجادل روبرت ساتلوف بأن الحكم في الاونة الاخيرة كان مستعدا ل "ركوب او ترويض النمر" والبحث عن طريقة للتعامل مع الاسلاميين، حتى لو كان ذلك على حساب توازنات تقليدية أو انصار تقليديين. لكن وعلى نحو لافت تغير كل شيء، فبدلا من اغراء الإسلاميين عن طريق قانون انتخابات يعيد الاسلاميين للبرلمان طرح قانون انتخابات يحد من قوة الاسلاميين، ومما زاد من الطين بلة هو تشريع البرلمان بمنع اقامة احزاب على أساس ديني .
ومع اشتداد المشهد يبدو أن الملك بدأ بتطبيق فكرة والده التي تفضل التعامل مع مشاكل اليوم وترك مشاكل الغد للغد أي على طريقة نظام القطعة، وهو ما حدا بالقصر أن يشعر بأنه من الضروري أن يصلح علاقاته مع الشرق اردنيين بدلا من الرقص مع الفلسطينيين.
وينصح ساتلوف الادارة الأميركية أن تتنبه للأمر جيدا. فالبنسبة لواشنطن (التي سعت لبناء قنوات اتصال واسعة مع الإسلاميين في المنطقة) فإن استدارة القيادة الاردنية ضد رئيس الحكومة الذي طور سمعة انه يحاول تشجيع اشراك الاسلاميين في العملية السياسية ستشكل تحد غير عاد. وهنا على واشنطن أن تتفهم الامر حسب وجهة نظر عمان بأن رتم ومحتوى الاصلاح يختلف من بلد لآخر وحتى بين مجموعة وأخرى بنفس البلد، فالاصلاح كلمة تعني أشياء مختلفة لجماعات مختلفة، ومن هناك علينا أن نتفهم أن انحياز بسيط تجاه الإسلاميين لن يحل المعضلة الاقتصادية الاردنية.
وفي النهاية يطالب ساتلوف من ادارة الرئيس أوباما منح الاردن فسحة من الوقت لترتيب الوضع الداخلي وهذا لا يعني ان تدعم واشنطن التوقف التام للاصلاح في الاردن وأنما منح الاردن فسحة لتتعامل مع انعكسات الاصلاح في وسط حالة من عدم الاستقرار التي قد تجتاح البلد نتيجة لما يحدث في الإقليم.
يرى ساتلوف بأن استقالة عون الخصاونة جاءت لتعبر عن استدارة واضحة في السياسة الأردنية التي كان يعبر عنها الخصاونة في تقربه من حركة الاخوان المسلمين "المستندة على قواعدها الفلسطينية"، وستفضي هذه الاستدارة إلى العودة إلى مصادر الدعم الشرق أردنية التقليدية، ويطالب ساتلوف من واشنطن بأن تمنح عمان فسحة من الوقت لترتيب البيت الداخلي .
استقالة الخصاونة لها دلالات أبعد من المنكافات السياسية والشخصية التي ميزت أداء النخب السياسية الاردنية في المرحلة السابقة، فالرجل قدم استقالته وهو في زيارة رسمية لتركيا على نحو غير معهود، وتمثل هذه الخطوة المفاجئة انتكاسة حادة للخصاونة نفسه واستدارة واضحة عن جهود الاصلاح المحسوبة لغايات درء انعكاسات الربيع العربي عن الاردن. ويتابع ساتلوف في تحليله قضية تعيين القاضي الدولي الذي ينظر إليه بأنه نزيه ونظيف وكيف أنه جاء إلى بيئة سياسية تتميز بفضائح الفساد.
كانت مقاربة الخصاونة- حسب ساتلوف- تستند على ضرورة الاشتباك الايجابي مع الحركة الاسلامية لضمان مشاركتهم في الانتخابات القادمة خوفا من لجوئهم إلى تكتيك المقاطعة الأمر الذي قد يحول المعارضة الاردنية إلى أن تكون جماهيرية ذات زخم جماهري كبير. وكانت خطوات الخصاونة بهذا الاتجاه تثير الكثير من المخاوف لأنه وحسب ما يقوله روبرت ساتلوف فإن الانفتاح على الاسلاميين إنما يمكّن الأردنيين من أصول فلسطينية الذين تدفقوا للحركة في العقود الأخيرة بوصفها المعبر السياسي المقبول لهم والوحيد، والحركة تمتعت بعلاقات غير صدامية مع النظام في السنوات السالفة غير أن القيادات الشرق أردنية تخسر من نفوذها داخل الحركة لما يسمى بجناح حماس داخل الحركة ما يدفعها لمواجهات مع الحكومات والنظام معا.
ويجادل ساتلوف بان الخصاونة واجه تحديا كبيرا تمثل في ازدياد زخم الاحتجاجات التي انطلقت من مدن شرق أردنية والتي كانت تعتبر معقلا للنظام، ويرى أن تبلور المعارضة ليس لأسباب اقتصادية بحتة وإنما تتبلور معارضة حقيقية تتحدى النظام الحاكم. وبالتالي فإن منظر الكثيرين من الرجال والنساء من هذه المدن وهم يرددون هتافات معارضة للحكومة يكشف عن انقسامات عميقة في التحالف الملكي في وقت أكثر ما يحتاج فيه النظام وحدة في مواجهة الإسلاميين.
ويجادل روبرت ساتلوف بأن الحكم في الاونة الاخيرة كان مستعدا ل "ركوب او ترويض النمر" والبحث عن طريقة للتعامل مع الاسلاميين، حتى لو كان ذلك على حساب توازنات تقليدية أو انصار تقليديين. لكن وعلى نحو لافت تغير كل شيء، فبدلا من اغراء الإسلاميين عن طريق قانون انتخابات يعيد الاسلاميين للبرلمان طرح قانون انتخابات يحد من قوة الاسلاميين، ومما زاد من الطين بلة هو تشريع البرلمان بمنع اقامة احزاب على أساس ديني .
ومع اشتداد المشهد يبدو أن الملك بدأ بتطبيق فكرة والده التي تفضل التعامل مع مشاكل اليوم وترك مشاكل الغد للغد أي على طريقة نظام القطعة، وهو ما حدا بالقصر أن يشعر بأنه من الضروري أن يصلح علاقاته مع الشرق اردنيين بدلا من الرقص مع الفلسطينيين.
وينصح ساتلوف الادارة الأميركية أن تتنبه للأمر جيدا. فالبنسبة لواشنطن (التي سعت لبناء قنوات اتصال واسعة مع الإسلاميين في المنطقة) فإن استدارة القيادة الاردنية ضد رئيس الحكومة الذي طور سمعة انه يحاول تشجيع اشراك الاسلاميين في العملية السياسية ستشكل تحد غير عاد. وهنا على واشنطن أن تتفهم الامر حسب وجهة نظر عمان بأن رتم ومحتوى الاصلاح يختلف من بلد لآخر وحتى بين مجموعة وأخرى بنفس البلد، فالاصلاح كلمة تعني أشياء مختلفة لجماعات مختلفة، ومن هناك علينا أن نتفهم أن انحياز بسيط تجاه الإسلاميين لن يحل المعضلة الاقتصادية الاردنية.
وفي النهاية يطالب ساتلوف من ادارة الرئيس أوباما منح الاردن فسحة من الوقت لترتيب الوضع الداخلي وهذا لا يعني ان تدعم واشنطن التوقف التام للاصلاح في الاردن وأنما منح الاردن فسحة لتتعامل مع انعكسات الاصلاح في وسط حالة من عدم الاستقرار التي قد تجتاح البلد نتيجة لما يحدث في الإقليم.