النسور يلجأ إلى "صومعة التامّل" لتخفيف وطأة العجز
تامر خرمه- رئيس الوزراء المكلف د. عبدالله النسور قرّر الاعتكاف في صومعة التأمّل لاختيار من لم تشملهم كوتات القصر والمخابرات، وضمّهم إلى فريقه الوزاري المرتقب، وفقاً لما أكدته مصادر مقرّبة من الرئيس، حيث من المتوقّع أن يصل إلى قراره النهائي صباح الاثنين المقبل.
النسور لن يتجاهل تمثيل المرأة في حكومته التي أجرى مشاورات مطوّلة بشأنها -وفقا للمصادر- حيث يميل إلى توزير سيّدتين في فريقه الوزاري، بعد أن تقرّر تعيين نصف أعضائه من "أصحاب الخبرات"، وإعادة توزير نصف أعضاء الفريق السابق.
ومن المتوقع أن يوزّع الرئيس المعاد تكليفه جوائز ترضية على عدد من الكتل النيابيّة، في محاولة لإعادة إنتاج مفهوم الحكومة البرلمانيّة وفق المنظور الرسمي الأردني، عبر توزير "المحظيّين" من النواب !
الصومعة التي ﻻذ إليها النسور لممارسة لعبة التأمّل تعكّر صفوها حالة العجز، فالرجل فشل في كسب تأييد الغالبيّة النيابيّة لحكومته المرتقبة، رغم اختيار قانون الانتخاب بعناية فائقة، للحيلولة دون تعكير حاﻻت "الشغب السياسي" لصفو العلاقة التي تربط البرلمان بالسلطة التنفيذية بأعمق أواصر الودّ !!
وبعد جولتين من المشاورات الماراثونيّة، التي روّجت السلطة إلى أنها تهدف لتشكيل حكومة نيابيّة، نجح النسور في تحقيق أمر واحد فقط.. وهو تجسيد العبث بكلّ ما تعكسه الكلمة من دﻻلة، حيث لم يتوصّل الرئيس "الأقوى من المخابرات" إلى أيّة صيغة توافقيّة فيما تعلّق بالتشكيل الوزاري المرتقب، فغياب الرؤية، وافتقار الكتل النيابيّة إلى أدنى شروط تشكيلها، والقرارات المسبقة لحكومة الظلّ، جرّدت هذه المشاورات من كافّة مبرّرات إجرائها، غير أن هناك من أصرّ عليها لاعتبارات تتعلّق ربّما ب "برستيج" السلطة.
المشاورات السابقة التي أجراها رئيس الديوان الملكي د. فايز الطراونة ل "اختيار" رئيس الحكومة، أسفرت عن إعادة تكليف النسور كما كان متوقّعاً، لتبدأ جولة أخرى من مشاورات العبث السياسي، كفاصل بين مشهدين متطابقين لحكومة مرتقبة وتشكيلات وزاريّة سابقة، ولكن هل سينجح الرئيس قبل خوض وﻻيته الثانية بإضافة نكهة خاصة، على حقيبة او اثنتين على سبيل استيهام التغيير ؟!