عن وهم ضبط الانفاق الحكومي في بلادنا.. موازنة اللجنة الاولمبية الاردنية، انموذجا
جو 24 :
محرر الشؤون الرياضية - لا يبدو ان شيئا سيتغير، وسيظل حالنا مائلا، ودولاب الاصلاح في بلادنا معطلا، واقفا لا يتزحزح، كيف لا ونزيف مقدرات وموازنات الوزارات والدوائر والهيئات واللجان الرسمية لا يتوقف. ففي الوقت الذي تؤكد فيه الحكومات المتعاقبة ان لا حلّ ممكنا غير الاذعان لاملاءات صندوق النقد الدولي، لا تلتفت الحكومة اطلاقا إلى ما يمكن أن ترشده من الانفاق غير المبرر وغير الضروري والذي يصل في كثير من المواقع إلى درجة التبذير والبذخ، لا بل الفساد المالي والاداراي..
إن مصير نداءات الترشيد وضبط النفاقات تصطدم دائما بموظفين و قوى قادرة على الالتفاف والمراوغة وتقديم المسوغات، لتستمر قيادات هذه الوزارات والمؤسسات والدوائر واللجان الحكومية في حالة من البحبوحة والناس جياع.
المشكلة أن اداء وانجازات هذه الهيئات واللجان لا ينسجم البتة مع المخصصات المرصودة لها، والتي تقدر بعشرات الملايين، وبذلك يُهدر المال العام، وتنفق الموازنات دون طائلة.
في هذه الحالة هل نتوقف عن الشكوى؟ هل نكف عن ارسال الاشارات والنداءات؟ هل نمتنع عن التغطية ووضع المعلومات أمام الرأي العام وصناع القرار الذين باتوا جزاء من المشكلة؟ هل نقبل بان يستوطن اليأس في وجداننا المهني؟ الجواب: طبعا لا، فكيف نصمت وحاضرنا ومستقبل الاجيال القادمة على المحك؟
اليوم سنطلق العنان لانفسنا لنطرح جملة من الاسئلة الكبيرة حول اداء وخطط وبرامج ومصروفات ومخصصات وسفرات ومياومات وتعيينات احدى هذه المؤسسات الرسمية التي تعنى بالرياضة، وهي اللجنة الاولمبية الاردنية:
** أولا، لماذا تخصص اللجنة الاولمبية وهي جهة تعنى بالرياضة والاتحادات الرياضية مبلغ ١.٢ مليون دينار سنويا لمشروع (اجيال السلام)، وهو موضوع له مباشرة علاقة بتطوير البنية الذهنية الثقافية للشباب وليس البنية الجسدية؟! ألا يعتبر هذا انفاقا في غير محله؟ أليس موضوع تعزيز مفهوم ثقافة السلام لدى شبابنا من اختصاص جهات رسمية اخرى (مدارس، جامعات، وزارة الشباب، وزارة الثقافة، وزارة التنمية السياسية)، أليس من الاولى باللجنة الاولمبية ان تنفق موازنتها لرفع سوية الرياضات وتطوير مستواها في الاردن؟ نريد ان نعرف، هل وافقت الحكومة على هذا المشروع، وكيف يكون هذا اولوية ونحن نعاني ما نعاني من عجز ومديونية؟
** ثانيا، اليس موضوع اعداد اللاعبين للمشاركات الاولمبية من مهمة الاتحادات الرياضية؟ لماذا تقرر اللجنة الاولمبية تأسيس مركز خاص بالاعداد الاولمبي، تخصص له موازنة تتجاوز المليون دينار؟ ما الذي تفعله الاتحادات اذا؟ ولماذا نبقي عليها اذا كانت غير قادرة على اعداد اللاعبين؟
** أما السؤال الثالث الجوهري فهو متعلق بالتعيينات في اللجنة الاولمبية، لماذا ارتفع عدد العاملين في اللجنة الاولمبية خلال عامين فقط، منذ تولي الامين العام الجديد مقاليد منصبه، بنسبة ربما وصلت إلى ٥٠% من عدد الموظفين الأصلي؟! وهل صحيح أن اللجنة شهدت تعيين شخص وزوجته، وزوج ابنة أحد كبار الموظفين؟ واحد الشركاء السابقين واللاحقين؟ ثم هل يجوز ان يكون احد اعضاء مجلس الادارة يعمل موظفا او مديرا في اللجنة الاولمبية؟ وهذا يقودنا للسؤال: ما هي آلية التعيين في اللجنة الاولمبية الاردنية وفيما إذا كان المعينون فيها يمرّون عبر ديوان الخدمة المدنية؟
** رابعا، ونظن ان هذا السؤال هو الاكثر تأشيرا على الخلل، هل صحيح أن الأردن شهد تشكيل 10 اتحادات جديدة مؤخرا، وجميعها لالعاب غير شائعة في بلادنا البتة ؟ فما الغاية من انشاء اتحاد أو لجنة للألعاب الالكترونية "إي سبورت" أو "بلايستيشن" كما يتعارف عليها؟ وهل من المعقول أن يكون لدينا اتحاد للرياضات الشتوية "التزلج"، تزلج في الاردن (..) ؟! ثمّ ما الغاية من وجود اتحاد للبريدج "الشدة"؟! هل نملك كلّ هذا الترف والفائض لانشاء هذه الاتحادات؟!
** خامسا، لا بدّ أن نسأل عن أسس اختيار الوفود المصاحبة للرياضيين في المشاركات الخارجية، وأن نعرف - على سبيل المثال والقياس لا اكثر ولا اقل - من هم أعضاء الوفد الذي رافق الرياضيين المشاركين في دورة الألعاب الآسيوية بنسختها الثامنة عشرة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا؟ من هم أعضاء الوفد الذي سافر مؤخرا إلى الارجنتين؟ هل صحيح أنه ضمّ 13 لاعبا واخصائيي علاج طبيعي و 5 مدربين ومديرة دائرة الاعداد الاولمبي وأمين عام اللجنة الاولمبية ومديرة العلاقات العامة إلى جانب 6 من قسم الاعلام؟!
** سادسا، هناك اسئلة كثيرة متعلقة بالعطاءات وتذاكر الطيران ومياومات أعضاء الوفود وحجوزات الفنادق ومصاريف النثريات لكبار الموظفين ،نريد ان نعرف الاسس المتبعة وما اذا كانت جميعها تخضع لذات الاسس والمعايير المرعية في الوزارات والدوائر الرسمية الاخرى؟ وهذه سنفرد لها تقريرا خاصا ؟
** وسابعا : لماذا مكتب تنفيذي لمجلس الادارة في اللجنة الاولمبية ؟!
للاجابة على هذه الاسئلة جميعا، حاولت الاردن24 التواصل مع نائب رئيس مجلس ادارة اللجنة الاولمبية ساري حمدان، إلا أنه أحالنا إلى أمين عام اللجنة ناصر المجالي الموجود حاليا مع المشاركين في الالعاب الاولمبية في الارجنتين ، وهي المشاركة التي للان لم نحصل بها الا على ميدالية برنزية فقط ،رغم مشاركة ١٣ لاعبا ، وجيش من الاداريين .
ولدى الاستيضاح من ديوان الخدمة المدنية حول تعيينات اللجنة الاولمبية، قال أمين عام الديون، سامح الناصر، إن التعيين في اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية لا يخضع لأسس وتعليمات ديوان الخدمة المدنية.
وكنا قد سألنا ايضا عن رقابة ديوان المحاسبة على اعمال اللجنة الاولمبية، فجاء الرد بأن اللجنة الاولمبية الاردنية تخضع لرقابة ديوان المحاسبة.