مقال الملك.. المطلوب من الحكومة والمواطن
أ. د. اخليف الطراونة
جو 24 :
جريا على عادة جلالته في الإضاءة على قضايا الوطن، كما كانت أوراقه النقاشية التي مثلت خارطة طريق في مناحي الحياة كافة، وتجسيدا لحرص جلالته على متابعة الأحداث التي يمر بها وطننا الغالي والأردنيون جميعا، وهو الأقرب اليهم: روحا؛ وعقلا؛ وفكرا؛ وتفاعلا، جاءت مقالة جلالته اليوم ( الثلاثاء )
لتكون مرشدا وموجها لنا في مرحلة صعبة وعصيبة يصبح فيها العاقل بمنتهى الحيرة والتردد وفقدان البوصلة.
ولعل مرد هذه الحيرة يعود الى انتشار الإشاعة في مجتمعنا انتشار النار في الهشيم ، وذلك من خلال إساءة استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي التي الأصل فيها أن تكون منبرا حرا للحوار العقلاني البناء الذي كفله الدستور،الحوار الذي يقلل المسافات بين الناس ولا يباعدنا عن بَعضُنَا بعضا، ويقرب وجهات النظر بيننا. إنه الحوار الذي يحترم الآخر ولا يغتال الشخصية ، الحوار الذي يتسم بالصدقية ويحرم الكذب، الحوار الذي يعزز سلوك المواطنة الصالحة ولا يتشفى بمصائب الآخرين ، بل يعمل على تخفيفها والتقليل من آثارها.
إن هذا الحوار هو الأجدر بأن يكرس نهجا لنقاشاتنا وتحليلاتنا؛ فنعزز من خلاله الايجابيات ونتصدى للسلبيات بروح الأسرة الواحدة المتكاملة والفريق الواحد الذي يسعد كل واحد فيه النجاح ويؤلمه الفشل والإخفاق . ألسنا أبناء وطن واحد ؛ وقائد واحد ؛ ومؤسسات واحدة هي ملك لنا جميعا؟!
إن علينا كأفراد عندما نقرأ أو نستمع الى خبر غير مؤكد أن نفترض حسن النية دائما والا نردده، والا ننقل أي مواد او فكرة تستند الى معلومات مضللة أو منقوصة ، والتصدي لأنماط التفكير المبني على الجزئيات دون التثبت من صدقيتها، وإكساب أبنائنا وبخاصة الطلبة في الجامعات والمدارس نهج التفكير العقلاني الذي يقبل الأفكار بعد التحقق من صدقها ومنطقيتها.
أما الحكومة؛ فإن عليها أن تملأ الفراغ الإعلامي وتسرع في إجلاء الصورة بشفافية وصراحة؛ فإخفاء الحقائق عن المواطن استراتيجية فاشلة وغير مقبولة بما تمثله من خطر فعلي على المجتمع، وفيها تهديد لأمنه وسلمه المجتمعي، وتترك المجال رحبا للإشاعة لتتصدر المشهد.
إن علينا جميعا - أفرادا؛ ومؤسسات- وضع روح مقالة جلالته التي هي توجيه ملكي موضع العناية والتنفيذ لتصل بالوطن وأهله الى بر الأمان والمحبة والتسامي في ظل قائد المسيرة سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني أعز الله ملكه .