التهرّب الضريبي
تامر الحباشنة
جو 24 :
خرجتُ من دائرة حكومية بعد عناء ودخلت مكتبة قريبة لتصوير الأوراق. لوحة معلّقة ” تصوير أبيض وأسود 5 قروش للورقة، الكميات 100 وأكثر السعر قرشان للورقة ” لم أكترث لهذه العبارة وانتظرت دوري حتى قام الصبي بتصوير 65 ورقة. حينذاك أخبرته أن يحاسبني حساب الكميات، فأن أدفع مبلغ 3 دنانير و 25 قرش ثمن 65 ورقة غير مقبول، خصوصًا أنّ كلفة تصوير 100 ورقة ديناران فقط!!
جزعتُ في شرح المعادلة غير المنطقية ولم يستوعب الصبي حديثي؛ فالقرار صادر عن والده ولن يتهاون في تطبيقه ويجب أن أدفع 3 دنانير و 25 قرش.. سكَنَت أعصابي وطلبتُ منه أن يصوّر ذلك القرار المعلّق 35 صورة، كان العجب والزَهو يغلب شعوره وهو يقوم بذلك العمل فما أن انتهى منه، حتى التفت إليّ وناولني تلك الأوراق.. سألته عن العدد الكامل لما صوّرت فكان 100 ورقة، فأعطيته دينارين وتركتُ صور القرار على طاولته وشكرته ثمّ انصرفت..
هُناك قانون وهُناك مضمون، وبين الهدف والنتيجة علينا أن ندرس الأساسيات ونفهم التكاليف.