jo24_banner
jo24_banner

فايز الطراونة .. و خطر السقوط بمقاربة ال ( Yes machine )

فايز الطراونة .. و  خطر السقوط بمقاربة  ال ( Yes machine )
جو 24 :

معاذ ابو الهيجاء - أجج تكليف فايز الطراونة بمنصب رئيس الوزراء خلفا لـ عون الخصاونة حالة الاستياء المتفاقمة بين صفوف المعارضة الاردنية وحراكها الشعبي و عددا كبيرا من النخب السياسية القلقة من مآلات الامور.

البعض نظر إليه نظرة استياء نابعة من جرح عميق لم يندمل بعد وهو علاقة الرجل الوثيقة باتفاقية "وادي عربة" .

وذهب البعض الاخر إلى التشاؤم كون الطراونة جرب من قبل ولم يسجل لمرحلته غير ربطه بمقاربة ومعادلة ال ( Yes machine ) فهو اكثر الرؤساء مرونة وقبولا بالتوصيات و النصائح والملاحظات التي ترده من مراكز صنع القرار الاخرى .

في حين اعتبر الحراك الشعبي الشبابي، والإسلامي بأن المطلوب ليس تغيير الرؤساء بل تبني نهج جديد تكون الحكومة فيه منتخبة وصاحبة ولاية حقيقية .

العالمون ببواطن الأمور يدركون أن مشاكل الاردن لا تتعلق برؤساء الحكومات، ولا بكون الحكومة منتخبة ولا بقوانين الانتخابات فكل هذه الأمور جزئية بالنسبة للعقدة الكبرى وهي طريقة ادارة الدولة وعقلية الحكم التي تسير الأمور في البلاد.

وعلى كل حال السؤال المهم اليوم ماهو المطلوب من حكومة فايز الطروانة في ظل أزمة مديونية عالية لم تشهدها المملكة من قبل، وحراك شبابي أعلن فورا عن رفضه لشخص الرئيس، وبات من الصعب جدا خداعه بالمناورات السياسية وشراء الوقت ،ومجلس نواب لم يعد أحد يثق به، وأزمة في التشريعات السياسية سواء على صعيد قانون الاحزاب، أو الانتخاب، أو قانون المالكين والمستأجرين، وآخرها مسالة الولاية العامة التي قيل أنها أطاحت بحكومة عون الخصاونة.

الولاية العامة: ريشة في مهب رياح الاجهزة الامنية والقصر :

عززت استقالة الخصاونة من رئاسة الوزراء حالة الشك السائدة في الشارع الاردني في مقدرة رئيس الوزراء على اتخاذ القرارات، دون تدخل القصر، خصوصا بعد أن شاع أن رئيس الوزراء عون الخصاونة استقال لرفضه تمديد دورة مجلس النواب، وكان للقصر رأي آخر، ما جعل الخصاونة يشعر أنه ريشة في مهب رياح الديوان والقصر. الى جانب الانتهاكات التي ارتكبت من قبل الاجهزة الامنية والتي لم يستطع الخصاونة ان يمنعها ...

على الطروانة الآن أن يثبت للشعب الاردني ومن خلال الممارسة الفعلية أن رئيس الوزراء هو صانع قرار، ويملك زمام المبادرة، وقادر على ادارة الدولة واتخاذ القرارات السياسية الحاسمة التي تدخل فورا حيزا التطبيق، مثل اخراج المعتقلين، ورفع القبضة الامنية عن الشعب، ومحاسبة الفاسدين بكل حزم وبلا هوادة.
فهل يتمكن الطراونة من فعل ذلك، وابتداء هل يدرك ضرورة وأهمية هذا الامر في نظر الشارع الاردني الذي يتوق لحكومات منتخبة تمارس عملها بحرية تامة دون تدخل من جهات أخرى؟ .

الطاقم الوزاري : الكفاءة والمقدرة أم حسابات سياسية وصداقات قديمة

أما على صعيد الدولة وسياستها فعلى الطراونة أن يختار طاقما وزاريا جديدا يكون اساس الاختيار هو الكفاءة وحسن التدبير.
فلقد مل الشعب تكرار نفس الأشخاص، فنفس الوزير يكون تارة وزير تربية وتعليم وتارة أخرى وزير أشغال في حكومة ثانية وهكذا دواليك . وكلهم من الاصدقاء او الاقرباء او الانسباء .. الطراونة لا بد ان يختار اسماء من خارج الصندوق وعليه ان يغير هذا النهج من جذوره و أن يؤسس لمرحلة جديدة في اختيار الوزراء.

الحراك الشعبي: التخلص من لعنة "وادي عربة"

بالطبع الطراونة يدرك وجود الحراك الشبابي والشعبي في مختلف مناطق المملكة، ولكن هل يدرك أن هذا الحراك لديه وعي ونضوج سياسي من الصعب تخطيه أو الالتفاف عليه أو تخديره بالوعود المعسولة.

فهل سيذهب الطروانة باتجاه عقد مؤتمر شعبي يضم فيه كافة شباب الحراك في الاردن أو ممثليهم، أو عقد ورشات عمل على مستوى المحافظات لكي يبدأ بالتواصل معهم وسماع مطالبهم وتصوراتهم لعملية الاصلاح السياسي في الاردن، كي يبدأ ببناء جسور من الثقة بين الدولة والحراك الشعبي حتى ينتج عمل مشترك يؤدي إلى طمأنة الشارع بأن الدولة سوف تسير بخطة اصلاح شاملة وأن لديها ما يكفي من الجدية لتحقيق مطالب الحراك الشعبي خصوصا بانها مطالب غير مستحيلة التطبيق وممكن فعلا وعقلا تطبيقها والسير بها. مقربون من الطراونة يستبعدون هذا السيناريو تماما ويظنون انه سيتجاهل الحراكات وسيترك هذا الملف تحت الوصاية الامنية .

أزمة الاقتصاد: على الشعب أن يأكل الباسكويت بدلا من الخبز !

يقال أن أخطر الثورات هي ثورات الفقراء والطبقات المهمشة فهي التي أطاحت بالعروش والممالك عبر التاريخ وقد تكون الثورة الفرنسية أبرز ثورات التاريخ الحديث.

السيد فايز الطروانة يدرك وضع الاقتصاد الاردني بحكم أنه خريج اقتصاد من الجامعة الاردنية، وتولى مناصب رفيعة جدا في السلك الاقتصادي الاردني فكان مستشارا اقتصاديا عبر سنوات طويلة، فهو الاقدر على فهم الواقع الاقتصادي الاردني المحطم بالكامل.

لابد أن يشرع فورا بوضع خطط اقتصادية وبرامج قصيرة و طويلة المدى من شأنها أن تنقذ الاردن من أزمته التي بدأت تكبر وتتدحرج ككتلة ثلج ربما في النهاية ستبتلع الطبقات الوسطى والفقيرة تاركة فجوة واسعة لا يمكن جسرها بين الاغنياء والفقراء .

مشكلة الاردن الاقتصادية تكمن في استمرار استيراد الطاقة بنفس القدر وبذات الاسعار المرتفعة، بالتزامن مع استيراد الاغذية التي تشهد ارتفاعا مضطردا في اسعارها، ما سيؤدي الى ارتفاع المديونية إلى ارقام كبيرة جدا في نهاية هذا العام لم تشهدها الاردن من قبل. كذلك هناك مشكلة الفقر الذي ترافقه البطالة، وعجز الموازنة العامة، واعادة احياء الاستثمار لخلق فرص العمل.


الخلاصة :
في نهاية الأمر تواجه الطراونة دوامات سياسية واقتصادية من الصعب جدا علاجها فقد فشل الجميع ولا نظن أنه سيكون استثناء .

وربما معالم الفشل واضحة جدا من خلال التصريحات التي اطلقها الطروانة حول قانون الانتخاب الجديد والموقف من نظام الصوت الواحد !

تحديات كبيرة وموقف شعبي رافض واوضاع وازمات فوق طاقة وقدرة الرجل فيبدو انها مهمة مستحيلة .... ولقد تعلمنا أن المهام المستحيلة لا تنجز إلا في افلام هوليود فالطروانة بالضرورة ليس توم كروز . . وليس في الاردن .


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير