فلنتعرف على حياة القرى والبوادي
الاردن ليس العاصمة عمان او الزرقاء او اربد او مراكز المدن والمحافظات، الاردن هو قرى الجنوب والشمال والشرق والغرب، هذه القرى والبوادي المهشة يعيش سكانها وقاطنوها حياة البؤس والضنك في ظروف اقتصادية ومعيشية واجتماعية صعبة لا تطاق .
شباب في عمر الورد في حالة توهان بلا عمل ومستقبل غامض ومجهول يمضون يومهم متسكعين في الشوارع وبين الازقة ليمضون ليلهم ومن ثم شهرهم وسنتهم ونحن نسمع عن مشروع النهضة الوطني ..كيف نحقق مشروعنا دون النظر لهؤلاء الشباب الذي يعيشون حية ضياع بعد ان لجأ بعضهم الى المخدرات للهروب من واقع صعب شعاره النسيان والتهميش.
وفي كل موازنة او بيان حكومي نسمع عن تنمية المحافظات ولم ندرك لغاية الآن معناها وما هو المقصود فيها؛ لاننا لم نر شيئا لغاية الان على ارض الواقع يخدم ابناء القهر والجوع والفقر.
فلا يعرفهم احد الا عند الانتخابات طلبا لاصواتهم وكانهم مجرد ارقام فقط.
اي نهضة تتحدثون وهناك جيل مهدد بالضياع ان لم يكن قد وصل الى مرحلة الضياع اصلا، هذه القرى والارياف والبوادي تحولت الى اشباه اشباح بعد ان كانت مصدر راحة واطمئنان نلجأ اليها بعد عناء اسبوع شاق من التعب لنريح اعصابنا ونسمع حكايات وقصصا في المجالس والاعراس وبيوت العزاء، اصبحنا الان نهرب منها ولا نعود اليها الا في المناسبات حتى لا نرى نظراتهم وحزنهم ونحن عاجزون عن الايجابات التي نقراها في كلماتهم المغموسة بالحزن والحاجة.
اي تنمية واي مشاريع لشبابنا في هذه القرى المهجورة والمنسية التي تحول كل شئ فيها الى الم وحزن وسؤال وانماط اجتماعية وعادات جديدة، كل شيء تغير في ظل غياب ابسط انواع الحياة وكانهم يعيشون في عالم اخر وليسوا مسؤولين منا.
اناس مكبلون بالقروض والديون، فلا ارض تنتج، ولا شاب يعمل ولا مصنع يساهم ولا مؤسسات مجتمع مدني تهمس، ولا قطاع خاصا يسد رمقا، انفصال وابعاد اجباري عن المحيط وكانهم يخضعون لعقاب قسري دون ذنب اقترفوه سوى تشبثهم في قراهم وارضهم المدفوع بحب الوطن والانتماء اليه، وقد وجدناهم وخبرناهم دائما وفي كل الاوقات لا ينحازون الا للوطن وقيادته يسعون الى لقمة عيش وحياة كريمة.
الم يحن الوقت لنتذكرهم ونتعرف عليهم.