jo24_banner
jo24_banner

التعليم عن بعد والأخطاء المتكررة

نسيم عنيزات
جو 24 :

بعد ما يقارب الـ 8 شهور ما زال مسلسل الاخطاء مستمرا على منصة درسك، و المبرر جاهز لدى وزارة التربية والتعليم الذي تعزوه الى الضغط على المنصة .

تحدثنا كثيرا واشرنا مرارا وتكرارا الى عدم جاهزية الوزارة لموضوع التعليم عن بعد، الا اللهم التصريحات المتكررة التي ملأت الدنيا ضجيجا بان الامور تسير بالاتجاه الصحيح وان الوزارة جاهزة لهذا النوع من التعليم .

متسائلا هنا حول الضغط وآليته على الشبكة؟ الم تكن تعلم الوزارة ان هناك عشرات الالاف من الطلبة من اصحاب الحظوظ بتوفر متطلباته من شبكة نت واجهزة خلوية حديثة سيدخلون على منصتهم للمشاركة في الحصص التفاعلية او الاختبارات؟ ام ان القضية كانت رهنا للصدفة والظروف؟

ماذا كانت تعمل الوزارة خلال الاشهر الماضية في تحديث للشبكة اولا، وزيادة سرعتها وسعتها؟ واين حديثها بانها ستقوم بتوزيع اجهزة حاسوب على الطلبة المحتاجين وهم كثر؟ ام انه كلام في الهواء و للاستهلاك المحلي والدعاية فقط؟

علينا ان نعترف ان التعليم عن بعد لم يحقق لغاية الان الحد الادنى من الهدف، ولم يحرز اي تقدم في العملية التعليمية بعد ان حرم الاف الطلبة من الالتحاق فيه او الاستفادة منه ولو بكلمة واحدة حتى كتابة هذه السطور لاسباب وظروف عديدة وكثيرة .

كما علينا ان نعترف ايضا ان عصر الفزعة والعمل بالقطعة قد ولى، وحان وقت المصارحة والمكاشفة والاعتراف بالتقصير للبحث عن بدائل و ايجاد طرق واساليب اخرى، دون ات نحصر انفسنا في دائرة مغلقة، و نعيش في عالم اخر من الوهم بعيدا عن الواقع دون تقبلنا للنقد او النصح، لانه سيعيدنا الى الوراء وسيضر بالعملية التعليمية برمتها، لان التعليم لا يخضع للتجارب ولا يقبل الاخطاء، فنحن نتعامل مع جيل باكمله وطلبة يتجاوز عددهم المليون اي ما نسبته ال 20 % من عدد سكان المملكة، يصحون كل يوم على مشكلة جديدة واخطاء عديدة متكررة تحرمهم من ابسط حقوقهم في التعليم بعد ان ابعدتهم الظروف عن مدارسهم وغرفهم الصفية لتلقي التعليم المباشر والتربية الوطنية بكل معانيها،لان الاصل في المدرسة اضافة الى التعليم وتقديم المعلومة هو التربية وغرس حب الوطن وقيم الولاء والانتماء والاخلاق في نفوس ابنائنا الطلبة الذين يحتاجون الان الى معالجة نفسية بعد اشهر من الحصار النفسي والحركي منعتهم قصرا من تفريغ طاقاتهم وممارسة هواياتهم وانشطتهم اللامنهجية في ظل الفراغ الذي يعيشونه بجو اسري محتقن وغاضب نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها غالبية المجتمع.

الدستور

 
تابعو الأردن 24 على google news