jo24_banner
jo24_banner

الأسباب العلمية وراء شكوى زيادة استهلاك البنزين بالسيارات

المهندس سميح جبرين
جو 24 :
شكوى مالكي السيارات من ازدياد استهلاك البنزين شكوى حقيقية، ومن خلال خبرتي العلمية والعملية في محركات السيارات، سأوضح هنا الأسباب العلمية لذلك.

في بيان أصدرته شركة مصفاة البترول يوم أمس الخميس جاء به:"أكد الناطق الإعلامي باسم شركة مصفاة البترول الأردنية حيدر البشايرة، ان شكاوى ظهور ترسبات على شمعات الاحتراق "البواجي" في محركات المركبات ظهرت مع بدء استيراد البنزين للمملكة، مبيّنا أن هذه الترسبات تؤدي إلى تدني كفاءة المُحركات وتعطلها نتيجة تراكم ترسبات عالية لمادة الحديد على شمعات الاحتراق" انتهى الاقتباس.

المهم بالنسبة لي فيما ورد بهذا البيان هو ما جاء به عن ظهور ترسبات عالية لمادة الحديد على شمعات الاحتراق "البواجي". وهنا أضيف بأن الترسبات الحديدية لا تظهر على "البواجي" فقط ، وإنما على جهاز "حساس الأوكسجين" أيضاً، وهنا تكمن المشكلة، فجزء أساسي في جميع محركات السيارات جاء لضبط نسبة خليط الهواء والبنزين قبل دخوله لحجرة الاحتراق "السلندر"، بحيث تبقى النسبة بحدود (14: 1) أي 14 جزء من الهواء مقابل جزء واحد من البنزين.

ولكي نعلم كيف يعمل جهاز "حساس الأكسجين" في المحركات، علينا أن ندرك أولاً حقيقة أن أي حريق يحتاج لوجود أكسجين، وإذا ما اردنا إطفاء هذا الحريق علينا أن نقطع امداد الأكسجين عنه، ويتم ذلك برش الحريق بالماء أو ثاني أوكسيد الكربون.

جهاز "حساس الأكسجين" اسمه يدل على ماهية عمله، ونستطيع ببساطة أن نقول عنه بأنه مولد للطاقة الكهربائية، بحيث تكون هذه الطاقة المتولدة متناسبة مع نسبة الاكسجين المتبقية في غازات "الأكزوزت"، فهو يتحسس نسبة الأكسجين بنواتج الغاز العادم الخارج من المحرك "غاز الأكزوزت"، ويولد طاقة كهربائية يرسلها إلى كمبيوتر السيارة، فعندما تكون نسبة الأكسجين مرتفعة بهذا الغاز، فهذا يدل على أن نسبة البنزين في الخليط الذي أشرنا إليه سابقاً تكون قليلة، والعكس صحيح، فعندما تكون نسبة الأكسجين قليلة، فهذا يدل على أن نسبة البنزين في الخليط المشار إليه سابقاً تكون كبيرة، وهنا يلعب الكمبيوتر دور ارسال أمر لبخاخات البنزين بزيادة أو تخفيض كمية البنزين في الخليط تبعاً لنسبة الاكسجين التي "تحسّسها" جهاز حساس الأكسجين.

وهنا نأتي على سبب ارتفاع استهلاك البنزين، فعندما تتراكم ترسبات عالية من مادة الحديد على "جسم حساس الأكسجين" فهذا يمنع أداء عمله، فالترسبات المتراكمة عليه تشكل طبقة عازلة تمنع وصول غازات "الأكزوزت" إليه، ما يعطي قراءة خاطئة للكمبيوتر تفيد بأن نسبة البنزين بالخليط قليلة بحيث يوجه هذا الكمبيوتر أمر لبخاخات البنزين بزيادة ضخ البنزين بالخليط ، وهذا ما يؤدي لزيادة استهلاك البنزين.

بقي أن أقول بأن ثمن جهاز حساس الأكسجين مرتفع جداً بالمقارنة مع ثمن البواجي، وعلى الشركات التي تستورد البنزين الذي تكون به نسبة الحديد عالية، أن تتحمل مسؤولية هذا الهدر باستهلاك البنزين، وكذلك مسؤولية تدمير البواجي وحساسات الأكسجين التي يتكبدها المواطن الغلبان.
تابعو الأردن 24 على google news