في الاردن الكل في حالة انفصام النظام،الحكومه ، المعارضه
د. عمر العسوفي
جو 24 :
مرض "الانفصام في الشخصية"، هو قيام الفرد بالفعل وضده في نفس الوقت، فهذا المرض ناتج عن اضطراب عقلي شديد مزمن يؤثر على سلوك الإنسان وتفكيره وإدراكه، ومن ثم يجعل الإنسان لا يدرك ما يقوم به من أفعال، وهذا المرض يمكن أن يصاب به الشخص الطبيعي ويحاول الأطباء النفسيون معالجة ذاك الشخص الذى يكون لديه أعراض المرض، ،إذا ما عاش الإنسان بشخصيتين فهذا مرض نفسي وفي اللغة العربية الإنفصام غير عن الإزدواجيه،فالإزدواجية هي ان يقوم الشخص بعملين عن وعي وتصميم بملئ ارادته وهو يعلم مضار وفوائد ذلك العمل.؟
أما المصيبة الكبرى عندما تكون هناك شخصية اعتبارية تحمل ذات المرض مثل دولة او حزب او معارضه..؟
في الأردن مللنا من حالة التوصيف بين مكونات المناعة الثلاثة وما يتبعها من اجهزة اخرى حتى ملَ التوصيف نفسه...؟ الكل يطالب بالتعددية شرط ان تكون الكعكة كاملة من حصته ولا يؤمن بها الا إذا جاءت به،الكل يتهم الكل والكل لديه انفصام واضح ومزمن.؟
* النظام/ له خطابان واحد موجه للداخل والثاني للخارج والخطابان على طرفي نقيض،النظام له هدفان أساسيان لا يمكن الإنفكاك عنهما،الأول الحفاظ على دوره الوظيفي الذي وجد من أجله والثاني الحفاظ على مؤسسة العرش. النظام يظهر للخارج بأنه ديموقراطي وناعم الملمس وفي الداخل استطاع ان يصهر الدولة في شخص النظام ويصهر النظام في شخص الملك والنتيجة حكما مطلقاً لا يقبل القسمة الا على نفسه.
* الحكومة/حدث ولا حرج ولكونها منزوعة الولاية العامة فخطابها يتبدل في اليوم أكثر من مره وهي مغلوبة على أمرها وبالمثل الشعبي كمن يبلع الموس...؟ وهي واقعة ما بين المطرقة والسندان،بين النظام والشعب فلا حول ولا قوة لها.ومن الإنصاف ان نذكر بالطريقة التي تختار فيها الحكومات بحيث يستحيل على أي وطني نظيف أن يفعل شيئا ما فيما لو كلف بتشكيل الحكومة وفقا لهيمنة الديوان والدوائر الأمنية وبعض التدخلات الخارجية.
* المعارضة/لا يوجد في الأردن شئ اسمه معارضة منظمه بل هناك معارضات فردية ومتفرقة وكل ينادي بأعلى صوته ضمن رؤيته هو ، والأغلب يصب جام غضبه على الحكومة وبالتلميح الخجول نحو الديوان والملك والدوائر الأمنيه،واما الحراك فهو حالة وعي شعبيه لم تؤطر ولم تنظم وربما استدعت الحاجة لأن تكون كذلك للضرورة وليس للأستمرارية.
النظام يستخدم مع المعارضة نظرية (راقب ثم انتظر) يراقبون الطلبات ويرصدون الشعارات ثم ينتظرون هل هناك رد فعل لها ام لا،يلوح بالعصا الأمنية دون الإفراط في استخدامها،يركز على الإعتقالات ويطنش باقي الطلبات..؟
الخلاصة:
النظام لن يستجيب للشعب إلا إذا أوصله الى الكتلة الحرجة ،ونعرف الكتلة الحرجة بانها عندما يكون الضغط الشعبي الداخلي على النظام أقوى من الدعم الخارجي الذي يتلقاه النظام....والحكومة مشلولة فاقدة للولاية العامة والفساد يجري على عينها نهارا جهارا ولا تملك المحاسبة الا على الضعفاء والمساكين....وتترك مؤسسة الفساد بلا حسيب ولا رقيب...؟لذلك الكرة في ملعب المعارضة التي يجب عليها ان تتوحد في أطار تنظيمي محكم يطرح برنامجا وطنيا مدروسا يقدم حلولا لكل مشاكل البلد، لا تقل بأن الأجهزة الأمنية لن تسمح بذلك فأقول لك و من اصلا سيطلب منها ذلك،المعارضة لا تطلب اذناً من احد ولا تستجدي بل تعلن موقفاً مرتكزاًعلى خطط وبرامج وحلول يلتف من حولها كل الشعب....لم تمر بيئة مناسبة لتنظيم المعارضة كما هي البيئة الآن فهي الأنسب وهي جاهزة للانبات، أما ما يسمى بأحزاب المعارضة فقد بقيت حبيسة التعليمات والأوامر الصادرة من الوزارة المختصه فلها ان تشارك اما على الأسس الفردية او ان تذوب في الجسم الجديد للمعارضة ولن ابالغ اذا ما قلت بأن غالبية الحراك سيكون من ضمن الجسم الجديد للمعارضة...آن الأوان لنتعافا من حالة الإنفصام المزمنة وإلا فإن الدولة كلها ذاهبة للفشل والإنهيار وفقدان الوزن.