سيناريوهات زيارة الرزاز إلى واشنطن
تعكس زيارة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الى واشنطن في هذا الوقت اهمية خاصة لدى الحكومة ورئيسها الذي يسعى لان يبدأ عامه الحالي بارتياح شديد يمكنه من تنفيذ خططه ووعوده للشارع الاردني بعيدا عن قلق التوقعات والاحتمالات.
كما تشكل محطة هامة وفارقة في المشهد الاردني بكل جوانبه مع اوضاع اقتصادية صعبة يعاني منها الاردن ومدى انعكاساتها على المواطنين وبالتالي على الشارع الاردني الذي يتململ من ضيق العيش وصعوبته تعكس ادراك الرزاز لهذه الاوضاع واهميتها لحكومته سواء في الجانب الايجابي او السلبي مما جعله يقود المفاوضات ولقاءات في واشنطن بنفسه بعيدا عن الكثير من البرتوكولات مستغلا خبرته في البنك الدولي التي ستمنحه ميزة اضافية في نقاشاته مع المسؤولين الامريكيين في المجال المالي.
ويعلم بانه لا بديل عن نجاح هذه الزيارة وتحقيق الاهداف التي تسعى اليها الحكومة في الحصول على زيادة الدعم الامريكي للخزينة او ضمانات امريكية لقروض خاصة واننا امام استحقاق مالي كبير يتعلق بدفعتين ماليتين مطلوبتين من الاردن بقيمة مليار وربع المليار لسداد قروض اجنبية خلال العام الجاري. لان الفشل لا سمح الله سيضع الحكومة امام خيار صعب وهو رفع الاسعار او اللجوء الى خيارات صعبة كان قد وعد الرزاز بعدم اللجوء اليها لعلمه بان المواطن الاردني لم يعد لديه القدرة او الاحتمال لزيادة فلس واحد على الاسعار.
لذلك فان الزيارة امام احتمالين لا ثالث لهما النجاح او الفشل مع ترجيحنا للاول وان يعود الرئيس الينا في جعبته امل كبير وتفاؤل نحو الاقلاع في هذا العام وعدم الرجوع الى الخلف خاصة بعد تخفيض ضريبة المبيعات على عدد من المواد الاستهلاكية وانخفاض اسعار المشتقات النفطية بنسبة جيدة لم نعتد عليها سابقا اضافة الى وجود قرار نحو تخفيض قيمة بدل الوقود على فاتورة الكهرياء بداية هذا العام ستعطيه دفعة نحو الاستمرار والعمل واجراء تعديله الوزاري بكل اريحية بعيدا عن الضغوط، اما في حالة الخيار الثاني لا سمح الله وهو ما لا نرجحه مع شخصية اقتصادية تفهم لغة الغرب وتفكيرهم وآلية التعامل معهم خاصة بعد اقرار قانون ضريبة الدخل فانه سيضع الحكومة امام خيارات صعبة وقاسية.