الحكومة تصمم على تجريب المجرب ..فهل يستمر دفن الرؤوس في التراب ؟
جو 24 :
احمد عكور - زف رئيس الوزراء عمر الرزاز للاردنيين من واشنطن خبر تمكنه من الحصول على قرض من البنك الدولي هو الاكبر تاريخيا بمقدار ١،٢ مليار دولار .
هو ما اعتبره الرزاز واحدة من أهم النتائج الايجابية لزيارته للولايات المتحدة، علما بان هذا القرض يأتي كما اكد الرزاز من اجل جدولة مجموعة من الديون السابقة واعطاء فرصة حقيقية للاستثمار الخاص والعام في الاردن .هذا بالضبط ما جاء على لسان الرزاز ونشرته وكالة الانباء الاردنية بترا .
لا ندري اي منطق اقتصادي ينسجم مع هذا النهج الحكومي المجرب والمكرر عدد لا نهائي من المرات، مزيد من القروض الجديدة لسداد خدمة الدين القديم، ثم مزيد من الارتهان لشروط البنك الدولي لتحصيل دفعات اخرى من القروض، بمعنى ضرائب جديدة ورسوم مرتفعة وجباية بلا نهاية، ويرافق ذلك انفاق لا يتأثر بمديونية وعجز، انفاق باذخ، وبحبوحة حكومية ،وكأن الدنيا قمره وربيع ..
الى اين يريدون ان يصلوا بنا؟ لا يجوز ابدا ان نتعامل بسطحية وحسن نية مع هذا النهج بعد اليوم. فكم من المرات يجب علينا ان نجرب ذات السيناريو لنكتشف بانه لا يعالج الاختلال، لا بل يساهم بتجذره وتعمقه وتعذر حله؟ معقول ان الدولة كلها بلا اي عقل اقتصادي قادر على تحذير بقية الجوقة بان هذا النهج كارثي وسيقودنا الى الهاوية؟ ما الذي يحصل؟ انحتفل بحصولنا على قروض جديدة لا نعرف حتى ما اذا كان قرضا مسهلا وفائدته محدودة او غير ذلك؟ هل تظننا الحكومة بهذه السذاجة؟
الخبراء الاقتصاديون يؤكدون ان الاقتراض يعني مزيدا من الانكماش الاقتصادي، وسيدفع اقتصادنا نحو حالة مستعصية من الركود قد تشل حركته تماما. وهذا امر ثابت علميا، وهناك تجارب وامثلة كثيرة من دول تعاملت مع صندوق النقد اوالبنك الدولي وقاما باصالها الى حافة الانهيار والفوضى..
كان الرزاز يتحدث عن ترشيد الانفاق في العام لجديد، فكانت النتيجة ان زادت النفقات بمعدل كبير عن ميزانية العام المنصرم، كان يتحدث عن الغاء عدد كبير من الهيئات المستقلة، والنتيجة الحديث عن انشاء هيئتين مستقلتين جديدتين على الاقل. يبدو ان هناك من يتقصد في الدولة الاردنية مخالفة كل منطق، وتحدي صبر الناس وعقلانيتهم ورشدهم.
واضح ، ان هناك من ينفذ اجندة تصفوية ممنهجة ،وان هذا العجز الحكومي لم يأت بالصدفة ، وان لجوءنا للبنك الدولي بعد اغلاق النوافذ الاخرى (المنح والمساعدات الخليجية والعربية ومن الدول الصديقةوالحليفة) ،ليس بريئا ..
اقتربنا من لحظة استحقاق السداد، والكلفة التي سندفع هي كلفة سياسية باهضة سيضيع اثرها كل شيء.. لا تفسير اخر، ولا يجوز ان نستمر في دفن رؤوسنا في التراب..