jo24_banner
jo24_banner

بإيجاز: في الإصلاح التعليمي- التعلّمي

د. عزت جرادات
جو 24 :
* تتفق معظم النظم التربوية، أن لم تكن جميعها، على أن أعلاء قيمة (التعليم والتعلم) من مقومات النمو الاقتصادي- الاجتماعي، ومن متطلبات الوعي الديموقراطي ونشره في المجتمع، فأصبح التعليم للجميع مطلباً عالمياً لا يمكن لأي نظام تربوي أن ينتهج خلاف ذلك، ولكنه التعليم العالي الجودة هو المقصود بالتعليم للجميع، أخلاقياً ومجتمعياً. وإدراكاً من المجتمعات المعاصرة لذلك، فقد أصبح مفهوم (الإصلاح التربوي) نهجاً معاصراً للمجتمعات المتطورة، والنظام التربوي الذي لا يعبر نفسه للإصلاح، ولا يستجيب لدوافعه... فأنه يتحول الى نظام جامد، تترسخ فيه الأنماط التقليدية في جميع جوانبه، مدخلات وعمليات ومخرجات.
* من أهم دوافع الإصلاح التربوي ارتفاع مستوى التطلعات المجتمعية نحو تعليم جيد النوعية، يؤهل المجتمع للتنافس في الانجازات الفكرية والعلمية والتكنولوجية على مستوى عالمي، وفي مناخ اجتماعي – ديموقراطي يتسم بتوفير الفرص المتكافئة في الخدمات التربوية، مهما كانت الصعوبات والعوائق المناخية والجغرافية والبيئية، ذلك أنها لا تعتبر عوائق مع وجود ثورة الاتصالات والتواصل التكنولوجي السريع وانتشار الأدوات.التقنية التي تتحدى جميع الظروف والمعيقات.
وقد أبدعت المجتمعات المتطورة في تجارب الإصلاح التربوي، وفي نهج تحديث الاتجاهات التربوية، وبخاصة في جوانبها التطبيقية.
ومن أحدث منظومات الإصلاح التربوي في مجال عملية التعليم- والتعلم تلك المنظومة الخماسية التي تتمثل بالمعطيات التالية:
التعلم والفرص المتساوية، بتهيئة البيئة المدرسية وإمكاناتها والوسائط التعليمية المتطورة وتوفيرها لجميع المدارس، مهما كانت العوائق الجغرافية أو البيئة، الطبيعية والاجتماعية.
التعلم التكيفي، حيث يكون بمقدور المدرسة والمعلم تكييف المحتوى والأساليب مع اهتمامات الطلبة وحاجاتهم التعليمية ودافعيتهم للتعلم (فالأطفال لا يتعلمون إلا إذا أرادوا أن يتعلموا).
التعلم الديموقراطي، بأتاحة الفرص الواسعة للطلبة للمشاركة في الأنشطة التعليمية- التعلمية بمزيد من جو الحرية والارتياح، مهما كانت قدراتهم وامكاناتهم .
التعلم الالكتروني، بتمكين الطلبة من الاستخدام الأمثل لأدوات التواصل الألكتروني للوصول إلى المعلومات وتحليلاتها العقلية الإبداعية.
التعلم بلا أخفاق، والوصول بالطالب إلى أقصى درجة من اكتساب المهارات التعلمية، فلا يترك طالب لمواجهة الفشل، فالقدرات التعليمية كامنة لديه... وتتوقف على إيجاد الدافعية لتحريكها.
أن من شأن هذه المنظومة الإصلاحية في عملية التعلم والتعليم أن تمكن الطلبة من الانفتاح بشكل مستمر على مختلف الفعاليات التعليمية والتعلمية بنقل المفاهيم التربوية إلى الواقع الصفي والمدرسي لتكون النتائج المنتظرة وتحقيق تعليم نوعي جيد، ونجاح نوعي بمستويات متفاوتة، لجميع الطلبة.
ويظل الأمل في هذه المؤسسة الإنسانية التاريخية، وهي المدرسة، لتلبية طموحات المجتمع، وحل مشكلاته المزمنة، وليس أدل على ذلك أن التشريعات التربوية الأمريكية لم تتمكن من إيجاد حل لمشكلة التمييز العنصري، فأوكلها المجتمع إلى المدرسة... والتي نجحت في ذلك إلى حد كبير.

تابعو الأردن 24 على google news