بإيجاز: القدس في أربعة مشاهد
د. عزت جرادات
جو 24 :
*المشهد الأول: 21/9/1969م
- لم تعرف (غولدا مئير) النوم تلك الليلة... قلقة على إسرائيل ومصالحها في العالم... فقد قام المتطرف الاسترالي والإسرائيلي الجنسية (دينيس مايكل روهان) ودخل الحرم القدسي الشريف من باب الغوانمه، وأشعل النار في المسجد القبّلي....
- أتت النيران على محتويات المسجد: زخارفه النادرة،سجاده الفاخر، مصاحف ونماذج أثرية نادرة، والتهمت النيران منبر صلاح الدين التاريخي، الذي أمر بصنعه (نور الدين زنكي) في حلب ليوم تحرير الأقصى من الفرنجة...
- كان المنبر فريداً في صنعه، ملايين القطع متداخلة دون الصمغ أو المعادن، لم يكون له مثيل في الفن الزخرفي، فصّنف من النفائس التراثية ودخل به صلاح الدين (1187) المسجد الأقصى، محرراً، ويستمع إلى أول (خطبة الجمعة) من على المنبر الذي اعتلاه القاضي الفاضل في خطبته الشهيرة...
- أصاب الأرق (غولدا مئير) تلك الليلة، فقد تصورت إسرائيل ومصالحها في العالم، مهددة من قبل مليار مسلم ومسيحي عربي... وتمضي قائلة... ما أن طلع الفجر ورأيت العالم ساكناً حولنا، تنفست الصعداء... فهذه الأمة لا حياة فيها... إذ لم يحركها هذا الحدث الخطير؛ إحراق أولى قبلتهم، ومسرى نبيهم... وثالث أقدس مسجد عندهم!.
*المشهد الثاني: ما بعد الحريق....
- اجتمع مجلس الأمن الدولي واصدر القرار رقم (271) معرباً عن (حزنه العميق)! للضرر الذي ألحقه الحريق بالأقصى...
- وتداعى قادة العالم العربي/ الإسلامي (25/9/1969) للاجتماع، وتقرر إنشاء (منظمة المؤتمر الإسلامي) للدفاع عن القدس وإنقاذها، وبعد سنوات أنشأت المنظمة (صندوق القدس) عام (1976)، ثم شكلت (لجنة القدس) من عدد من قادة الدول العربية والإسلامية...
- ومع الزمن، تمددت (المنظمة) وأنشأت عدداً من المؤسسات الإسلامية العالمية، في الفقه والاقتصاد والتربية والثقافة والعلوم... وتحولت إلى (منظمة التعاون الإسلامي)... وأصبحت (القدس) أحدى اهتماماتها....
*المشهد الثالث: 11/8/2019م وما بعده
-المستوطنون يتوعدون اقتحام الحرم القدسي الشريف أول أيام الأضحى المبارك... بادعاءات زائفة ... خراب الهيكل، وتوحيد المدينة المقدسة... وبدعمهم سلطات الإسرائيلية المحتلة...
- ويقف المقدسيون والفلسطينيون، مسلمين ومسيحين، وقفة واحدة- للتصدي لقطعان المستوطنين... ويدعهم الأردن، نظاماً وشعباً، والعالم العربي والإسلامي لم يصله النداء المقدسي... ولم يشاهد منظر الفتيان يتحدون عساكر الاحتلال الصهيوني، حماية للحرم القدسي الشريف، ومساجده... فيمنعون إقامة الطقوس الدينية اليهودية...
- وتكتب الصحافة العبرية... أصبحت السيادة الحقيقية للفلسطينيين في الأقصى والقدس...
- وتخرج جامعة النظام العربي لتعلن أن انتزاع القدس والأقصى من ضمائر أبناء الأمة غير ممكن...
- وأهتم العالم العربي، بكل شيء، ما عدا الأقصى...
*المشهد الرابع: الافتراضي....
- تفشل إسرائيل في تهويد المدينة المقدسة،،، فالتضامن العربي/ الإسلامي وقف سداً منيعاً أمام التحديات الصهيونية...
- واثبت التضامن الإسلامي –المسيحي في القدس قوته في الدفاع عن المدينة المقدسة والمقدسات الدينية: الإسلامية والمسيحية.
- وأعلن العالم الإسلامي والعالم المسيحي رفضه للسيادة اليهودية على المدينة المقدسة.
-واثبت الإجراءات الاقتصادية التي قامت بها المؤسسات العربية والإسلامية قدرتها على تضييق الخناق على المصالح الإسرائيلية والصهيونية.
- ونجحت الدبلوماسية العربية والإسلامية في خطتها على فرض إرادتها على السياسية العالمية، مستخدمة قدراتها وإمكاناتها المادية، لمواجهة التحديات الصهيونية ومصالح من يساندها.
- وتظل القدس عربية النشأة، إسلامية الحضارة، موئلا للتعايش الديني... ورمزاً للتضامن الإسلامي –المسيحي... وترفض التهويد والصهينية.