بإيجاز: كوشنر ... يعود للمنطقة...
د. عزت جرادات
جو 24 :
*تتجه الإدارة الأمريكية إلى مواصلة العمل للدفع قدماً بخطة السلام في المنطقة، وهي خطة (الرئيس ترامب) التي أصبحت تعرف بصفقة القرن... الفاشلة مسبقاً- فينوي مستشار الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، العودة إلى المنطقة الشرق أوسطية أواخر الشهر الجاري... حيث تشمل الجولة خمس دول عربية وإسرائيل، ويرافقه مستشار البيت الأبيض (غرينبلات) والمبعوث الأمريكي المكلف بالملف الإيراني (براين هوك):
*تصر الإدارة الأمريكية على إن الهدف من هذه الجولة متابعة نجاح المحطة الأولى لصفقة القرن متمثلة بورشة البحرين، باعتبارها تمثل الجانب الاقتصادي للصفقة، والذي يهدف إلى ضخ استثمارات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قد تصل إلى (28) ثمانية وعشرين مليار دولار أمريكي، من خلال حشد الأموال اللازمة، وإنشاء صندوق للاستثمارات المستقبلية في المنطقة، بشكل أوسع.
* وثمة أمور جديرة بالاهتمام... والمعرفة:
-ما طبيعة ذلك الصندوق المزمع أنشاؤه، وما هي مصادره؟ ومدى جدية الاهتمام به؟.
-ما علاقة الملف الإيراني في سياق عملية السلام، ومشاركة المبعوث الأمريكي المكلف به- في الجولة.
-هل ستكون الجولة، بنتائجها، مقدمة لتحديد المدعو المناسب لإعلان الجانب السياسي من صفقة القرن... والتي ستكون منحازة لإسرائيل... ومرفوضة فلسطينياً.
-لماذا تقف إطراف اللجنة الرباعية المكلفة بحل النزاع أو الصراع (الفلسطيني- الإسرائيلي) صامتة أو محايدة، وهي تضم، هيئة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا ، إضافة للولايات المتحدة الأمريكية.
*هذه التساؤلات تظل ذات مدلولات:
- فحشد التمويل سيواجه عقبة رئيسية تتمثل في رفض الجهة المعنية، أي الجانب الفلسطيني بشكل رئيس للخطة.
- ومشاركة المبعوث الأمريكي المكلف بالملف الإيراني ذات دلالة على إقحام القضية الإيرانية مع قضية الصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي.
-يظل غموض الجانب السياسي مرتبطا بنتائج الانتخابات الإسرائيلية... والتي ستؤجل إعلان ذلك الجانب حتى نهاية تلك الانتخابات.
- أن صمت اللجنة الرباعية، وبخاصة منظمة هيئة الأمم المتحدة، يشير إلى قبولها بانتهاء دورها، وانتهاء الحل المرجعي المعتمد دولياً وهو (حل الدولتيْن) ... فهيئة الأمم المتحدة، وإن كانت منزوعة القدرة، فهي بمثابة الأمانة العامة للجنة الرباعية... والتي تتحمل مسؤولية هذا الصمت أو الحياد.
*وأخيراً، يبقى الجانب الفلسطيني هو المعني بالدرجة الأولى في رفض هذه الصفقة، ويحتاج إلى دعم عربي واضح وصريح وقوي لهذا الرفض، أن كان النظام العربي عاجزاً عن مواجهة كوشنر الذي يمثل سياسة الإدارة الأمريكية وتوجهاتها المؤيدة لإسرائيل، بلا حدود، والمعادية للفلسطينيين، بلا تحفظ.