jo24_banner
jo24_banner

سوريا وحلف الضرورة

حاتم رشيد
جو 24 :
 
ليس صدفة وصف دمشق بقلب العروبة.فهذا القطر العربي هو الذي بادر بحماس عز نظيره لتجسيد وحدة اندماجية مع مصر الناصرية. ومن سوريا انطلقت وبغير انقطاع الدعوات والمحاولات للوحدة والتضامن العربي .
ورغم مواقف عربية متآمرة وتدخلات مدمرة استهدفت سوريا الا ان بوصلة سوريا ظلت عربية ولم تتنكر لتاريخ من الوفاء لعروبتها. دول عربية عديدة مولت وسلحت ودربت قوى سورية واجنبية ظلت و ما زالت تعيث فسادا وإجراما في سوريا.
بمواجهة تدخل خارجى وتمرد داخلي لا تقدر على التعامل معه دول كبرى. ما الذي تفعله سوريا. قاتلت اعتمادا على قواها الذاتية. وعندما اتسع العدوان وتفاقم ليشمل عربا وتركيا واسرائيل والغرب بما فيه امريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.
لا يستطيع احد ان يلوم سوريا بالاستقواء بتحالفات اقليمية ودولية شملت روسيا وايران اضافة لحزب الله.
دول عربية وقفت على الارض وبالسلاح ضد سوريا واخرى نأت بنفسها واخرى كان موقفها سلبيا كحال مصر. ودول اخرى وهي الاقل تعاطفت سياسيا ومعنويا كالجزائر دون دعم مادي مباشر.
الاستعانة بروسيا كان نتيجة حسابات روسية استراتيجية تتعلق اساسا بالامن الوطني للدولة الروسية وتشخيصها لموقعها في سياق التنافس بين الدول الكبرى علاوة على الحاجة الروسية الملحة لقواعدها في سوريا.
المساندة الميدانية لحزب الله تبدو طبيعية. شيئ من رد الجميل لدولة وقفت دوما الى جانبه. ثم ان صمود الدولة السورية هو قضية حياة او موت بالنسبة للحزب. فسوريا هي العمق وقاعدة الارتكاز للحزب. ببساطة سوريا اكسجين الحياة. ولو ان الحزب لم يقف مع سوريا لكان ذلك مخالفا لكل منطق وعقل سليم. الحزب كان واقعيا وامينا مع نفسه قبل كل شيء.
ايران ترتبط بسوريا بعلاقات وثيقة. ولا تنسى ايران ان الرئيس حافظ الاسد وقف بمواجهة الرئيس صدام حسين في حربه ضد ايران. كان ذلك مع الاسف في سياق صراع مميت بين اجنحة حزب البعث المتصارعة بلا رحمة في العراق وسوريا. لايران كدولة ذات مصالح قومية واضحة حساباتها. وقطعا لا تقبل بخسارة حليف نادر في المنطقة العربية. كما انها معنية تماما بالابقاء على سوريا رئة يتنفس منها حزب الله.
المعادل الاقليمي والعربي لايران هو مصر. لكن مصر تغيب بوعي كامل وبتصميم راسخ على التنصل من دور عربي قيادي. ولو ان مصر وقفت الى جانب سوريا لغيرت معادلات الصراع والتحالفات في سوريا ولحمت نفسها ايضا واستعادة موقعها القيادي المفقود.
الامر ليس تمنيات ففي ظل غياب مصر فان معادلها غير العربي حضر بقوة في سوريا. مرة تحت اسم ايران ومرة تحت اسم تركيا واخرى تحت اسم اسرائيل.
لذا كانت ايران حليف الضرورة الطبيعي لسوريا.
وما كان لسوريا ان تصمد لولا حلف الضرورة الذي فرضه عليها فرضا العرب الذين يعيبون عليها ليل نهار تحالفها مع ايران بوجه خاص.
سوريا عربية بالتعريف وبالتاريخ وبالضرورة وبالروح ولاخوف ان تنطق ذات يوم بالروسية او بالفارسية. تبقى عربية الوجه واللسان والروح .

 
تابعو الأردن 24 على google news