التعديل الوزاري: لماذا يُمنح الرزاز فرصة بعد كلّ هذا الفشل ؟!
جو 24 :
أحمد الحراسيس - نحو ثمانية أشهر كاملة استنفدها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز منذ تكليفه برئاسة الحكومة حتى الآن، دون أن يعرف أحدنا لماذا يُمنح كلّ هذه الفرصة والوقت في هذه المرحلة الحساسة من عُمر الدولة الأردنية؛ الرجل فشل في مختلف الملفات وعلى جميع الأصعدة، ولم يُحقق شيئا من الآمال التي كانت معقودة عليه.
اقتصاديا، ما زلنا نشهد ارتفاعا في حجم المديونية، وما زالت حالة الانكماش قائمة، والشعب يعيش مزيدا من الفقر، ونسب البطالة ترتفع، وأخيرا توجه إلى البنك الدولي للحصول على أكبر قرض ويعزز ارتهاننا للبنك وصندوق النقد الدوليين، كما لم ينجح بخفض النفقات ولم يلتزم بالغاء الهيئات، بل استمرّ بتفريخ الهيئات والمؤسسات وواصل العمل بذات النهج الذي يقودنا إلى الهاوية..
سياسيا، لم نشهد أي ازاحة ايجابية؛ الحراك المطالب بالاصلاح يتوسّع أفقيا وعموديا، والاعتقالات مستمرة، ومطالب الناس تتعرض لتجاهل وانكار غريب، ولا يبدو أن هناك شخصا في الأردن راضٍ عن حكومة الرزاز باستثناء صانع القرار والدكتور عبدالله النسور والدكتور هاني الملقي!
اليوم، أجرى الرزاز تعديلا وزاريا على حكومته، ليثير مزيدا من التساؤلات حول توقيت التعديل الذي كان يُفترض أن يجري قبل وضع الموازنة العامة للدولة، على الأقل حتى يطّلع الوزراء الجدد على شؤون وزاراتهم واحتياجاتها ويقدموا المقترحات الحصيفة التي تضمن تنفيذ رؤاهم، لا أن يتمّ توزيرهم بعد حسم أهمّ الملفات، لكن الواضح أن هذه الحكومة هي حكومة "ون مان شو" وحكومة الرجل الذي لا يريد سماع أصوات معارضة.
لا نعلم ما هي المؤهلات والمهارات الاستثنائية التي تملكها الوزيرة مجد شويكة لتتنقل بين وزارة الاتصالات ووزارة تطوير القطاع العام ونستحدث لها وزارة تطوير الأداء المؤسسي، وأخيرا نملأ بها شاغر وزارة السياحة! هل فعلا حققت شويكة كلّ هذا النجاح في القطاعات والوزارات التي تسلمت دفتها لتصبح مثل "الجوكر" ونعينها بدلا من الوزيرة السابقة لينا عناب والتي أخرجها الرزاز لاعتقاده بأنها تسببت بفاجعة البحر الميت؟!
جيّد أن رأينا شخصية مثل الدكتور وليد المعاني وزيرا من جديد، وهو الذي يملك خططا واضحة ورؤية مميزة للنهوض بقطاع التعليم العالي والتربية والتعليم، لكن يبدو أن الهدف من تسليمه وزارتين هو محاولة افشاله.
وجيّد أن يأخذ شخص متخصص وابن القطاع مثل المهندس أنمار الخصاونة فرصة لترجمة رؤيته من أجل النهوض بالقطاع، لكن تلك الجودة والنوعية المميزة دخلت حكومة تشكلت بآلية أثبتت فشلها، والمطلوب هو تغيير تلك الآلية الساقطة وإلا فإن البلاد مقبلة على مزيد من الدمار والانهيار..