اربح جلسة مع الرزاز: لماذا يعتقد البعض أن جلوس المواطن مع المسؤول هي مكافأة؟!
جو 24 :
أحمد عكور - ربما كانت شركة قعوار للطاقة ولدى نشرها الاعلان الترويجي تحت عنوان "تحدي الـ10 أيام" وصلت إلى القناعة ذاتها التي ترسخت لدى كثير من الأردنيين في عهد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، حتى جعلت منه ما يشبه السلعة والجائزة التي يُمكن أن تروّج بها لنفسها وصفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الشركة أعلنت عن ما يشبه المسابقة التي ستكون جائزة الرابحين فيها "حضور ندوة حوارية مع رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، والتي ينظمها منتدى الاستراتيجيات الأردني"، واشترطت "نشر 10 صور لمشاريع الشركة بمعدل صورة واحدة يوميا وحصول كل صورة على أكثر من 10 اعجابات واستخدام هاشتاغ الشركة وذكر اسم الشركة".
بالتأكيد وفي ظلّ سطوة رأس المال على مراكز صنع القرار وتسليم السلطة لرجال "البزنس"، وتشكيل رجالات البنوك والمقاولين للحكومات، فإنه من الطبيعي أن تحاول كبرى الشركات استثمار أي منصب من أجل تحقيق مزيد من الأرباح.
وأما الظاهرة الأكثر خطورة والتي نلمس سيطرتها على أذهان كثير من أصحاب القرار، فهي اعتقادهم أن "جلوس المواطن مع المسؤول يعتبر جائزة وهبة يجب أن يحمد الأردني الله عليها، وأنها أقصى أمانيّ البعض"، والحقيقة أن الواقع عكس ذلك تماما؛ كثير من الأردنيين يرون أن أصحاب القرار هم أساس البلاء وسبب كلّ المشاكل..
وبعد موجة الغضب والاستنكار التي شهدتها صفحات العديد من الأردنيين الذين اختصروا الجائزة بالقول "شارك واربح رئيس"، أصدرت الشركة بيانا صحفيا أعلنت فيه سحب الاعلان الترويجي بطلب من الحكومة..
وكانت الشركة أصدرت البيان التالي:
أكّدت شركة قعوار للطاقة أنّ الإعلان الترويجي الذي نشرته قبل يومين للفوز بحضور ندوة يتواجد فيها دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزّاز تمّت دون التنسيق مع رئاسة الوزراء أو مكتب الرئيس.
وأوضحت الشركة أنّ هذه المبادرة جاءت من طرفهم، وأن الحكومة ومكتب دولة رئيس الوزراء لم يكونوا بصورتها.
وأكّدت الشركة أنّها قامت يوم أمس الجمعة بحذف الإعلان الترويجي بطلب من الحكومة، مبدية تفهّمها للانتقادات التي حدثت بسبب الإعلان.
وكان الإعلان مخصصا حصرا لطلبة الجامعات وبالذات في كليات الهندسة للتعرف على مشاريع الشركة في مجال الطاقة المتجددة من موقعها و صفحاتها الإلكترونية.
ان هدف الشركة كان لتوعية الشباب بالطاقة المتجددة واهميتها للأردن وكيف ان شركة اردنية توظف 80 ثمانون مهندسة ومهندس اردنى انجزت اكثر من ٢٠٠ مشروع ريادي قادرة على تنفيذ هذه المشاريع من التمويل والتصميم والتوريد والتركيب والصيانة بعقول وسواعد واموال اردنية رافدة الاقتصاد الأردني بخلق فرص عمل وتشغيل مع العديد من القطاعات الإقتصادية و الشركات الأردنيه سواء شركات المقاولات وشركات الشحن والتخليص ومكاتب المحاماة و البنوك المحلية بالإضافة الى مكاتب الإشراف الهندسي وشركات توزيع الكهرباء وهي فخورة بخدمة عملائها فى كافة القطاعات ومساهمتها كذلك فى جلب استثمارات اجنبية لرفعة الشأن الإقتصادي.
كان هدف الشركة التوعية وايصال رسالة عن مدى تقدم الأردن فى مجال الطاقة المتجددة بالاضافة الى دمج طلبة الجامعات في حوارات تثري معرفتهم مع صناع القرار و السياسيات وتعتذر ان فهم اعلانها من البعض على غير هدفها.