في الانتخابات الإسرائيلية / الصهيونية
د. عزت جرادات
جو 24 :
*مازالت الساحة الانتخابية (الإسرائيلية/ الصهيونية) لم تتبلور بعد، وإن كان هناك اهتمام بذلك في الصحافة العبرية، فأن الصحافة الأمريكية، وعلى غير العادة، لم تتعرض لها بزخم أعلامي، فالأولويات الأمريكية في عهد الإدارة الترامبية تمثل الاهتمام الأكبر.
اعتاد المجتمع (الإسرائيلي/ الصهيوني) أن يرفع شعارات الحملات الانتخابية متمثلة بالأمن والاقتصاد والاختلافات الدينية والاجتماعية عند كل انتخابات عامة، ولكن الحملة القائمة تتمحور في شخص نتنياهو الذي أمضى حوالي عشر سنوات في موقعه، وإذا ما كسب الجولة المنتظرة (التاسع من نيسان القادم) فسيصبح (السياسي/ الصهيوني الذي لا يقهر).
•يمكن تحليل الساحة الانتخابية (الإسرائيلية الصهيونية) من خلال المعطيات الهامة:
-يدخل نتنياهو المعركة الانتخابية وهو يواجه ثلاث قضايا فساد... قيد التحقيق... مما يجعله موضع تساؤل فيما إذا كان مناسباً لقيادة (إسرائيل).
- يساوم نتنياهو على سياسته المتمثلة في إدارة الاحتلال بأقل جهد عسكري، ومحاولة تسويق حصار غزة دوليا، وتكريس الاحتلال، وإلغاء (حل الدولتين).
ودخلت إلى الساحة الانتخابية أحزاب أخرى جديدة، أهمها (حزب الحصانة الإسرائيلية) بقيادة رئيس الأركان السابق (بيني غانتس) الذي يرفع شعار (الأمن الإسرائيلي القوي) ويصنف ما بين (اليسار والوسطية).
•أما الموقف الأمريكي، فقد مهّد الطريق أمام نتنياهو، فالإدارة الأمريكية تبدو داعمة للسياسة (الإسرائيلية الصهيونية)، بنقلها للسفارة إلى القدس، كعاصمة لإسرائيل، وتأييدها لقانون (عبرية/ يهودية الدولة)، ومباركتها للسياسة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحجب المساعدات المالية/ الاقتصادية للسلطة الفلسطينية ولوكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الآونروا) والأخطر من ذلك، أن الإدارة الأمريكية تحاول التدخل في السياسات المنهجية التربوية العربية، بحجة (التنقية) من خطاب الكراهية/ والتطرف، وفي الوقت نفسه، تبارك خطاب الكراهية والعنصرية الذين تقوم عليهما سياسة المناهج الإسرائيلية. وقد استغل نتنياهو هذه المواقف الأمريكية في حملته الانتخابية، وبخاصة بهدف التغطية أو التقليل من أهمية القضايا التي سيواجهها لاحقاً.
•أما موقف المستوطنين، والذي يتجاوز عددهم ثلاثة أرباع المليون... فهو يمثل قوة انتخابية في صالح نتنياهو: فنسبة مشاركتهم في الانتخابات أكثر من (90%)، كما يعتبر المستوطنون القوة المحركة والموجهة لسياسة نتنياهو مقابل هذا التأييد الانتخابي.
•ومع تسارع المعركة الانتخابية، والتي قد تشتد خلال الأسابيع القليلة القادمة فقد ظهرت نتائج استطلاعين للرأي العام الإسرائيلي/ الصهيوني:
-الأول: احتمال حصول (غانتس) على عدد من المقاعد تجعله منافساً حقيقياً لتشكيل حكومة اتتلافية ضد تحالفات نتنياهو.
-الثاني: تقارب نسبة تأييد الرأي العام لهما، حيث حصل (نتنياهو) على (36%) فيما حصل (غانتس) على (35%).
•وفي جميع الحالات وما تنتهي إليه الانتخابات الإسرائيلية/ الصهيونية، فأن السياسة العربية في التعامل مع إسرائيل على أساس (حل الدولتيْن)، و(اختيار السلام) كخيار استراتيجي وحيد، فأن السياسة العربية تسير في مسارٍ لا أثر أو تأثيراً له على السياسة الإسرائيلية / الصهيونية.