jo24_banner
jo24_banner

ما بعد العفو العام

نسيم عنيزات
جو 24 :

صدر العفو العام في المملكة واستفاد منه اعداد كبيرة في مختلف القضايا خاصة الجنائية او الجزائية اضافة الى مخالفات السير وغيرها.
وهنا لا اريد التحدث عن العفو ومن استفاد منه او لا؛ لان هذا الموضوع يجب ان تكون اهدافه سامية، لا مصلحية او شخصية وان لا يقاس بمدى الاستفادة، فالمهم ما بعد العفو، وما هي اهدافه او الرسالة التي ارادت الدولة ان توصلها الى مواطنيها.
العفو « يعني المسامحة وفتح صفحة جديدة بين الاطراف وعدم الالتفات الى الوراء والانطلاق نحو مستقبل جيد بعد الاستفادة من الاخطاء التي وقعنا فيها وأدت الى ايداعنا السجون.
ونتيجة للضغوط الاقتصادية والمعيشية للمواطنين وحالة الاحتقان الشعبي التي تعيشها البلاد مؤخرا للاسباب السابقة، وعدم قدرة الحكومات على تحقيق نمو او رفاه اقتصادي ولو في حده الادنى، او بمعنى اصح عدم قدرتها على الايفاء بوعودها تجاه شعبها، ثم جاءت الحكومة الحالية على اوضاع ليست بافضل حال، الا انها محملة باعباء كبيرة جدا وزادها الامال التي علقها الناس على رئيسها الذي وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه مما تعانيه الاوضاع الاقتصادية من صعوبة وحالة من الاستنفار الشعبي وانعدام الثقة.
فجاءت الضغوط النيابية فيما يتعلق بالعفو العام، ما اعتقدت الحكومة انها فرصة لتخفيف وكسب مزيد من الوقت لالتقاط الانفاس وتهدئة الشارع لحين التفكير بهدوء لوضع خارطة طريق تبدأ معها تنفيذ شيء من الوعود التي قطعتها على نفسها.
وبعد ان تم العفو لم نر اي بادرة للاستفادة منه؛ ما يقودنا الى تساؤل هل ستبقى الحكومة واقفة مكانها دون الاستفادة منه والبناء عليه من خلال تقسيم القضايا والاشخاص المشمولين فيها واجراء معالجات نفسية وتوعوية من ناحية؟ وان تعيد قراءة المشهد برمته والتعرف على الاخطاء لتصحيح مسارها حتى نمنع عودتها مرة اخرى؟ ام ان الموضوع آني انتهى بوقته؟.
الا يتطلب ذلك نظرة شاملة الى المنظومة التشريعية باكملها لمواكبة كل التطورات خاصة تلك المتعلقة بالعملية السياسية وهنا اقصد قانوني الانتخاب والاحزاب ومحاكاة الشباب بشكل واقعي ملموس بعيدا عن الخيال .
اليس على الحكومة ان تنسجم مع روح العفو وتعلن عن بدء مرحلة جديدة حقيقية شعارها النهوض والاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد بكل انواعه وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الجميع واصلاح الجهاز الاداري.
الا تستغل الحكومة الفرصة وتعمل على اشراك الحميع في صنع القرار بالحوار والنقاش الهادف والبناء دون ابعاد اواقصاء وان تكون الصراحة والشفافية والصدق عنوان المرحلة .
وبعكس ذلك سنحتاج قريبا الى عفو جديد .

 
 
تابعو الأردن 24 على google news