الجزائر... المخرج المتاح الوحيد هو انسحاب بوتفليقة من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة
حاتم رشيد
جو 24 :
اليوم يوجد لاعبان مقرران لا ثاني لهما هما الشعب والجيش.
الشعب عبر عن موقفه في الشوارع والميادين وهو رفض ترشح بوتفليقة للمرة الخامسة.
الجيش الجزائري المؤسسة الاقوى في البلاد وهو الصانع التاريخي لرؤساء البلاد منذ الاستقلال. قيادة الجيش ايدت ترشح بوتفليقة.لكن هذا التايبد لا يعني بالضرورة ان الجيش مجمع على الموقف الذي عبر عنه بقوة الفريق قايد صالح الرجل الاول في الجيش.والفريق صالح معروف بدعمه للرئيس.
الان يقف الجيش امام حقيقة ساطعة وهي انتفاضة شعبية شملت عمليا كافة مدن البلاد. قوة الموقف الشعبي وشموله الغالبية الفاعلة يضع الجيش امام اختبار صعب وخيار صعب.
هل يواجه الجيش شعبه.ولاجل ماذا .هل تسيل الدماء لاجل رجل لم يعد يحكم لانه لم يعد حيا بالمعنى الحرفي للكلمة.
الصواب سياسيا وانسانيا ترك الرجل يمضي بقية عمره بسلام. بتقديري الجيش سينحاز للموقف الشعبي وسيفرض على مؤيدي الرئيس سحب ترشيحه.
ببساطة هذا حل يجنب البلاد حمام الدم المتوقع في حال الابقاء على بوتفليقة مرشحا للر ئاسة.
رغم كل الاتهامات الموجهة للجيش ودوره في الحياة السياسية الا انه يظل امتدادا لجيش التحرير الوطني الذي حرر البلاد.ومن غير الواقعي اوالصاىب ان ينظر لهذا الجيش انطلاقا من سمعة سلبية لحقت ببعض الاسماء.فهذا جيش يربو عل نصف مليون رجل.واثبت في اللحظات المفصلية انحيازه لشعبه.
انسحاب بوتفليقة ليس موضعا للشك. فرصة الرجل بحكم المنتهبة.يوم او يومان لانسحابه ليس امرا هاما.
سيواجه الجيش مشكلة متكررة طالما عانى من قسوتها وهي تقديم مرشحه لقيادة البلاد. حدث ذلك عقب وفاة بومدين ثم تكرر مرارا عقب ازاحة الرئيس الشاذلي.
المعارضة الجزائرية لا تستطيع تقديم مرشح متفق عليه.وهي تفتقر الى شخصية مقنعة شعبيا الا اذا تبناها الجيش.
والحراك الشعبي اليوم لم يحدد برنامجا لنهضةوطنية ولم يفرز بعد قيادات يمكنها بلورة هكذا برنامج.
يحلم الشعب الجزائري بحياة افضل اذا تخلص من بوتفليقة.
وهنا يكمن التحدي الكبير .اذ يتطلع البعض للتخلص من النظام وليس من الرئيس فحسب.فالابقاء على الة النظام كما هي سيكشف بسرعة عن محدودية الانجاز.لذا السؤال الجوهري هو قدرة النظام على التجدد عبر برنامج اصلاح وطني شامل.الفشل بهذا الاتجاه سيقود لحالة من اليأس تفتح مصير البلاد امام مخاطر جسيمة.
لي الامل بقدرة هذا الشعب العظيم على تحقيق حلمه ويستطيع ان يفاجى العالم باحتلال موقع مشرف في العالم المعاصر يليق بتاريخه البطولي.هو الشعب الذي ثار بمواجهة فرنسا ضد كل التوقعات وانتصر محرزا استقلالا عمد بدماء ملايين الشهداء.
الروح الوطنية الجامعة والراسخة للشعب الجزائري.وقدرات وموارد البلاد البشرية والمادية تضمن مستقبلا مشرقا لهذا الشعب الذي يقول اليوم.القول الفصل.