حين تغلق (ابواب الحلال) ..!!
حسين الرواشدة
جو 24 : بمليون دينار فقط ، نستطيع ان نزوج 40الفاً من الشباب والبنات الذين سُدت امامهم ابواب الرزق فعزفوا عن الزواج ، ولا اعتقد ان هذا المبلغ المتواضع سيشكل عبئاً على الموازنة اذا ما فكرت الحكومة بذلك؟ ، او انه سيخسف ارصدة بعض اخواننا الموسرين والاثرياء الذين”تقاعدوا” من مهنتهم الاجتماعية وواجباتهم تجاه اخوانهم المعوزين والفقراء.
بقليل من المال وكثير من الجهد استطاعت جمعية خيرية مثل “العفاف” ان تنهض بجزء من هذا الواجب ، وان تساعد ابناءنا الشباب على تحصين انفسهم ، وحمايتهم من الانحراف الى الرذيلة ، او من الاحساس بالخيبة من عدم القدرة على تكوين اسرة تبعث فيهم السكينة والطمأنينة والاستقرار ، وهذا نموذج فقط نقدمه لمجتمعنا الذي يمكن ان يساهم في هذا الواجب الذي يبدو اننا لم ننتبه بما فيه الكافية لخطورة عدم الاهتمام به ، او ايلائه مايلزم من دعم ورعاية...فأرقام العنوسة المتصاعدة بشكل مخيف لم تعد تتعلق بالاناث فقط... وانما امتدت الى الذكور حتى ان الكثير ممن تجاوزوا الثلاثين لا يفكرون - مجرد تفكير - “بالزواج”...لا لعدم الرغبة فيه ولكن للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تدفعهم قصراً الى انزاله من حساباتهم...
في وقت ما من تاريخنا كانت “الوقفيات” التي تخصص لتزويج الشباب قادرة على سد هذا الباب ، ومنع ما يمكن ان يدخل على المجتمع جراء اغلاقه من شرور وانحرافات ، لكن”الواقفين”في زماننا -للاسف - جلسوا ، او استقالوا من هذا الدور ، وتركوه للحكومات التي لم تستطع او لم ترغب بالقيام به ، أما الان فقد تحولت حالات العزوف الى ظاهرة مزعجة ، واصبح واجبا على الحكومة ان تتدخل وتساهم في معالجتها ، والحلول ليست صعبة ولا مستحيلة ، اذ يمكن لملايين قليلة ان تخصص لمشروع وطني يتعهد بتزويج الشباب ، ولتكن البداية مثلاً بوزارة الاوقاف التي بدأت منذ سنوات بمساعدة بعض الائمة وخطباء الجوامع بمبالغ لم تتجاوز (5)الاف دينار من اجل الزواج (لا ادري هل توقفت ام لا زالت مستمرة؟)، وهي فكرة يمكن ان تطوّر وتعمم وتتوسع لتشمل جميع الشباب الفقراء والمحتاجين في بلدنا ، ولتكن -مثلاً - ضمن دائرة “الدعم”التي تخصص لمظلة الامان الاجتماعي ، او ضمن الاجراءات التي تتخذها الحكومة لمساعدة الناس على تجاوز ازمة الغلاء. فدعم الزواج مثل دعم الخبز وربما اهم.
لا نريد ان نعلق على مايمكن ان يفعله الفراغ والفقر وما تفضي اليه البطالة والعنوسة من انحرافات اجتماعية واصابات على مجتمعنا الذي مازال محافظاً ، يكفي ان نلتقط ما يصلنا من رسائل عبر “اللقطاء”الذين يلقون امام المساجد والمستشفيات و في الشوارع ، او عبر اوكار الرذيلة التي اتسعت او المقاهي والاندية التي تحولت الى ملاذات” لممارسة الفاحشة ، وصور الزواج غير الشرعي التي انتشرت في جامعاتنا ومؤسساتنا ، يكفي ذلك لكي ننتبه الى خطورة “العطالة “عن الزواج ، ويأس الشباب والبنات من “لمّ الشمل”والاقامة في بيت واحد تحت عقد مشروع ، واسرة تحصنهم من الوقوع في الخطأ ، وتساعدهم على اطلاق طاقاتهم وابداعاتهم.
انني ادعو - وبحرارة - الى فتح مايمكن من ابواب”الحلال”امام شبابنا ، لان تقاعسنا عن ذلك سيدفعهم الى الدخول من ابواب”الحرام” ، وعندها علينا ان نلوم انفسنا قبل ان نلومهم ، لانهم - عندئذ مجرد ضحايا لا مجرمين ، واخطاؤهم نتقاسمها معهم ، ونُسأل عنها مثلما يُسألون.الدستور
بقليل من المال وكثير من الجهد استطاعت جمعية خيرية مثل “العفاف” ان تنهض بجزء من هذا الواجب ، وان تساعد ابناءنا الشباب على تحصين انفسهم ، وحمايتهم من الانحراف الى الرذيلة ، او من الاحساس بالخيبة من عدم القدرة على تكوين اسرة تبعث فيهم السكينة والطمأنينة والاستقرار ، وهذا نموذج فقط نقدمه لمجتمعنا الذي يمكن ان يساهم في هذا الواجب الذي يبدو اننا لم ننتبه بما فيه الكافية لخطورة عدم الاهتمام به ، او ايلائه مايلزم من دعم ورعاية...فأرقام العنوسة المتصاعدة بشكل مخيف لم تعد تتعلق بالاناث فقط... وانما امتدت الى الذكور حتى ان الكثير ممن تجاوزوا الثلاثين لا يفكرون - مجرد تفكير - “بالزواج”...لا لعدم الرغبة فيه ولكن للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تدفعهم قصراً الى انزاله من حساباتهم...
في وقت ما من تاريخنا كانت “الوقفيات” التي تخصص لتزويج الشباب قادرة على سد هذا الباب ، ومنع ما يمكن ان يدخل على المجتمع جراء اغلاقه من شرور وانحرافات ، لكن”الواقفين”في زماننا -للاسف - جلسوا ، او استقالوا من هذا الدور ، وتركوه للحكومات التي لم تستطع او لم ترغب بالقيام به ، أما الان فقد تحولت حالات العزوف الى ظاهرة مزعجة ، واصبح واجبا على الحكومة ان تتدخل وتساهم في معالجتها ، والحلول ليست صعبة ولا مستحيلة ، اذ يمكن لملايين قليلة ان تخصص لمشروع وطني يتعهد بتزويج الشباب ، ولتكن البداية مثلاً بوزارة الاوقاف التي بدأت منذ سنوات بمساعدة بعض الائمة وخطباء الجوامع بمبالغ لم تتجاوز (5)الاف دينار من اجل الزواج (لا ادري هل توقفت ام لا زالت مستمرة؟)، وهي فكرة يمكن ان تطوّر وتعمم وتتوسع لتشمل جميع الشباب الفقراء والمحتاجين في بلدنا ، ولتكن -مثلاً - ضمن دائرة “الدعم”التي تخصص لمظلة الامان الاجتماعي ، او ضمن الاجراءات التي تتخذها الحكومة لمساعدة الناس على تجاوز ازمة الغلاء. فدعم الزواج مثل دعم الخبز وربما اهم.
لا نريد ان نعلق على مايمكن ان يفعله الفراغ والفقر وما تفضي اليه البطالة والعنوسة من انحرافات اجتماعية واصابات على مجتمعنا الذي مازال محافظاً ، يكفي ان نلتقط ما يصلنا من رسائل عبر “اللقطاء”الذين يلقون امام المساجد والمستشفيات و في الشوارع ، او عبر اوكار الرذيلة التي اتسعت او المقاهي والاندية التي تحولت الى ملاذات” لممارسة الفاحشة ، وصور الزواج غير الشرعي التي انتشرت في جامعاتنا ومؤسساتنا ، يكفي ذلك لكي ننتبه الى خطورة “العطالة “عن الزواج ، ويأس الشباب والبنات من “لمّ الشمل”والاقامة في بيت واحد تحت عقد مشروع ، واسرة تحصنهم من الوقوع في الخطأ ، وتساعدهم على اطلاق طاقاتهم وابداعاتهم.
انني ادعو - وبحرارة - الى فتح مايمكن من ابواب”الحلال”امام شبابنا ، لان تقاعسنا عن ذلك سيدفعهم الى الدخول من ابواب”الحرام” ، وعندها علينا ان نلوم انفسنا قبل ان نلومهم ، لانهم - عندئذ مجرد ضحايا لا مجرمين ، واخطاؤهم نتقاسمها معهم ، ونُسأل عنها مثلما يُسألون.الدستور