jo24_banner
jo24_banner

المواطنة والعشائرية

حاتم رشيد
جو 24 :
في السنوات الاخيرة اصبحنا نتعرف على مواقف سياسية تنسب لبعض العشائر الاردنية.ومع انه بعد تفكك العشائرلاسباب اقتصادية وتفكيكها لاسباب سياسية فأن من غير الواقعي التحدث باسم العشيرة التي لم تعد كتلة مجتمعية متماسكة.فما يسري على المجتمع يسري على العشيرة .المجتمع منقسم عل نفسه بحكم تباين المصالح.وكذلك العشيرة لا يجمع افرادها نفس المصلحة فهي بنية هرمية فيها الثري الموسر بل الرأسمالي احيانا وفيها الفقراء بل والمعدمين احيانا.فيها المقرب والمتنفع من بيروقراطية الدولة وفيها من لا يتنعم بهبات ومنافع الة الدولة.بل هناك من تربطه بمجمل النظام علاقة تنافر وتضاد.

من المفارقات ان الاردنبين كانوا يعبروا عن مواقفهم السياسية من خلال التعبيرات السياسية المنظمة.كانت لهم احزابهم ومنظماتهم خاصة في خمسينات وستينات القرن الماضي.

وعوض أن يتطور التعبير السياسي ارتد الى تكوينات ما قبل الدولة العصرية. وهو تطور سلبي والى الخلف يتحمل مسؤوليته النظام الذي قاتل وضيق بشراسة على كل محاولات بناء حياة حزبية منظمة .والاكثر الحيلولة دون ظهور شخصيات وطنية وازنة يمكن أن تشير الى مرجعيات وطنية جامعة يرنو اليها المجتمع في لحظات ومفاصل الاختبارات والخيارات الصعبة.

الان امام تراجع قدرة النظام على تضخيم جهازه البيروقراطي من خلال التوظيف الذي يهدف لبناء قاعدة اجتماعية حاضنة للنظام.اصبح النظام نفسه بمواجهة عواقب سياسته التي فعلت كل ما من شأنه منع قيام مجتمع منتج.ببساطة راهن النظام على ديمومة ابدية للهبات والمنح الخارجية ولم يتفطن الى متغيرات حتمية في توازنات ومعادلات السياسة الاقليمية والدولية. كما انه وعلى نحو يفتقر لروح المسؤولية سكت وتعايش مع الفساد الى المستوى الذي جعل المواطن الاردني لا يثق بأي مسؤول.. اليوم كل مسؤول وكل نائب متهم تلقائيا.واغلظ الايمان لم تعد تقنع ابسط مواطن ان ابسط مسؤول بريء.وبعيد عن تهمة او شبهة الفساد.

الفساد ارتبط بالمديونية.

المديونية تزيد على أربعين مليار دولار وهو دين شبه ثابت لان الاردن يدفع فوائد الدين مع شبه ثبات للدين.اما المال المنهوب من الفاسدين فلا يعرف له رقم مثلما لا يمكن ان يعرف الفاسدين . الكل متهم لكن لا فاعل مشخص.ضمير مستتر بغير تقدير.وهكذا هو الفساد المتقن. من الصعب ان تدل اثار الفعل على الفاعل.فهو عادة محصن بشبكة امان لا يمكن اختراقها .

الان المجتمع غارق في ازمة خلقها النظام السياسي قاصرا عاجزا متعمدا ام لا.هذا لا يهم .المهم ان الازمة هي الحقيقة المؤكدة.وما عداها قابل للنقاش.

في واقع تدهور موقع الدولة.وتراجع دورها.وتآكل هيبتها.يتجه المجتمع نحو التشظي.ويتزايد الميل للاحتماء بمكونات ما قبل الدولة.بل وتفعيل هذه التكوينات بمواجهة النظام.وليزيد الطبن بلة يبالغ النظام باستفزاز المجتمع.الحكومة الحالية على خطى من سبق تتخبط وتبث رسائل تهيبج وتثوير الرأي العام منحازة للواسطة والمحسوبية وشراء الولاء.

على الحريصين على شعبهم ووطنهم ان يوحدوا صفهم. وان يخطوا بانفسهم خطة انقاذ لهذا الوطن.الفرصة لم تفت ابد.

انني اناشد الجميع ان يتحدثوا باسم وطنهم وشعبهم.بعيدا عن تقزيم الشعب وحشره في قوالب واطر صغيرة لا تلبث ان ترتد عليه تقسيما وتشرذما.
الاردن يملك القدرة على تجاوز ازمته .وهذا موضوع اخر نتحمل جميعا مسؤوليته كل حسب قدرته.
كل الامكانيات متوفرة للاقلاع نحو بلد عزيز وشعب كريم.
هي ارادة وحكمة وفرصة.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير