jo24_banner
jo24_banner

مذبحة الابرياء في نيوزلندا

حاتم رشيد
جو 24 :
اناس في مساجدهم يؤدون صلاتهم وفق معتقدهم الديني . قتلهم شاب استرالي عمدا وبتخطيط مسبق.منفذا جريمة حقد وكراهية متأثرا بموجات الدعاية والتحريض ضد الاسلام والمسلمين تغذيها قوى ومؤسسات عنصرية من منطلق التعصب الديني والثقافي.ومن موقع التوظيف السياسي.

الضحايا الابرياء قتلوا فقط لانهم فقط مسلمون.الشاب الذي نفذ الجريمةمجرم وهو في نفس الوقت ضحية لحملة تشويه وتسميم الوعي التي تضطلع بها حكومات ومؤسسات تمتد من تل ابيب الى واشنطن مرورا باوروبا.دون ان نستثني دور عدد كبير من الحكام والحكومات العربية التي تواكب الحملة عمدا او جهلا.

انظروا الى الدعاية اليومية المشبعة بالحديث عن الارهاب الاسلامي.تصوير داعش وكأنها الجيش الاحمر او جيس الصين الشعبية.تأملوا كيف يتم تغطية خبر لجريمة ينفذها متطرف باسم الاسلام.تقوم الدنيا ولاتقعد.

العرب عموما ليسوا انصارا للتطرف الديني.ليسوامتعصبين.ليسوا مؤيدين لداعش فكرا وسلوكا.رغم وجود هوامش اجتماعية مريضة فكريا متعصبة ومتطرفة دينيا.وفي الغالب تتصرف كأدوات لاجهزة استخبارات دولية وإقليمية.

من الواضح ان العرب هم ضحايا هذا التوحش الذي ينفذ باسم الدين.دمرت دول ومزقت مجتمعات عربية تحت يافطة الشعار الديني.

المدهش ان الكيان الصهيوني يرفع جهارا نهارا تبريرا دينيا لوجوده.ويعلن نفسه كيانا دينيا مغلقا على ذاته.دون ان يدينه احد من العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان والعلمانية والتقدمية والديمقراطية.اسراىيل هي الكيان الاكثر رجعية وتنكرا لحقوق الانسان في العالم المعاصر.وهي الكيان الذي تسبب تصرفاته الاجرامية اكبر دوافع التطرف وانفلات المشاعر.والابلغ من هذا ان مجرد تأسيس واختلاق هذا الكيان هو اكبر محغز ومحرض على التطرف.و شحذ روح الانتقام.

حتى نائب الرئيس الامريكي بنس ليس بعيدا عن نموذج المتطرف والمتعصب الديني.وفي خطابه السياسي يتفوق على اكثر الصهاينة تعصبا ورجعية. ليس من منظور سياسي فحسب بل من منظور توراتي.

الاعلام الغربي والصهيوني يغرق العالم بالحديث عن داعش المسلم ويلوذ بالصمت المريب عن داعش اليهودي وداعش المسيحي.وداعش البوذي.وداعش الهندوسي.

لكل دين داعشه الخاص به.

لكن الصهيونية والرجعيين المساندين لها جعلوا التطرف والتعصب خاصية اسلامية عربية ليسهل على هذا الكيان الصهيوني ان يزج بالعالم في حربه الخاصة به وحده ضد الأمة العربية .

نجح الصهاينة بتعميم حربهم.لقد نجحوا بجر العالم الى مسرح اجرامهم.حربهم ضدنا اصبحت حرب العالم.

يصطف الى جانبهم كل المتعصبين والرجعيبن.لكن الاكثر احراجا وايلاما بل واهانة انهم جندونا ايضا ضد انفسنا.

اليوم اي زعيم عربي يبحث عن رضى الغرب يتلو ما تيسر من ايات مكافحة الارهاب. ويتعهد بتجنيد جيشه ضد الارهاب.

بتنا نستعمل نفس مفرداتهم.ولا حديث لنا الا عن مكافحة الارهاب.فقط ليرضى عنا ذاك الغرب الامبريالي المتصهين.

ومع اننا ضحايا الارهاب.وحدنا ضحايا الارهاب. الا اننا نتحدث عنه باعتباره جريمتنا. ومن صنعنا وليس صناعتهم.

غالبية الزعماء العرب تفتتح خطبها بلعن الارهاب وتعيد الخطاب الذي يخص العرب بالارهاب.د ون ان ينتبهوا الى انهم يكرسون الصورة البشعة المنفرة للعربي الارهابي حيثما حل وارتحل.

كل ذلك خوفا ونفاقا وتزلفا وتسولا لرضى من لا يرضى.

اسرائيل ورعاتها هم المحرض والمحفز الاول للارهاب.ونحن ضحاياه.هذا هو الارهاب الاكبر والاخطر.

واذا كان لنا ارهابنا الذي يخصنا .والذي افرزه طغيان وفساد استقر بيننا في عقودنا الاخيرة فهي مهمتنا وحدنا محاربته والقضاء عليه.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير