كلمات جلالته تلامس وجداننا وشغاف قلوبنا
أ. د. اخليف الطراونة
جو 24 :
كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم في حفل تسلم جلالته جائزة مصباح السلام لعام2019 تقديرا لجهوده في تعزيز حقوق الإنسان والتآخي وحوار الأديان والسلام في الشرق الأوسط والعالم، بحضور عدد من زعماء العالم، ودعوته للوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء المسجدين في نيوزيلندا، تلامس وجداننا وشغاف قلوبنا، وتمتلىء به نفوسنا: ، أردنيين وعربا ومسلمين ، فخارا وشموخا واعتزازا؛ ليضاف هذا الموقف الإنساني والإسلامي النبيل الى مواقف جلالته الوطنية الصلبة وإرادته الهاشمية الصادقة ، التي استمعنا اليها في الزرقاء والطفيلة والرمثا وفِي المغرب، وهو يردد أن الوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، هي حق تاريخي وشرعي لا ينازعه فيه كائن من كان، وهو أولوية جلالته القصوى، توارثه الهاشميون وحملوا أمانته راضين مستبشرين فخورين.
منذ مفجر ثورة العرب الأولى شريف مكة الحسين بن علي ، طيب الله ثراه، الذي يحتضن ثراه الطاهر المسجد الأقصى المبارك، فك الله أسره من المحتلين الغاصبين.
إنه لزمن متصل تتشابك فيه الرؤى وتلتقي فيه إرادة الأردنيين مع قيادتهم في النضال والذود عن المقدسات في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة التي تمر بها الأمة وبلدانها: فلا قبول بالتوطين ولا قبول بالوطن البديل ، ولا فرض للأمر الواقع الإسرائيلي الأميركي ، ولا سيادة لإسرائيل على المقدسات ولا على الجولان السوري ، فهما أراض عربية محتلة لا تثبتها إجراءات أحادية، يمارسها بالقوة والغطرسة محتل غاصب ، وموقف أميركي لرئيس متعجرف أهوج لا يأبه بالقانون الدولي ولا بالحقوق المشروعة للشعوب التي أقرتها الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وموقف عربي رسمي هزيل لا يرقى لمستوى التحديات التي تواجهها الشعوب ومقدساتها وأوطانها.
إنه يجب علينا كأردنيين ، ونحن نرى هذا الواقع العربي والإسلامي المرير، الى الوقوف صفا واحدا خلف جلالته في مواجهة الضغوط والمساعي التي ترمي لتقويض الوصاية الهاشمية ، وتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة. كما أن علينا تقوية جبهتا الداخلية، وتعزيز تكاتفنا الوطني ، والتصدي بكل عزم وقوة لكل محاولات الإساءة والتشكيك الهادفة الى النيل من المواقف الأردنية الوطنية المشرفة.
أقول لجلالته ، حفظه الله ورعاه، أنت مصباح للسلام وشعلة الحق التي ستبقى وقادة لن يطفىء ضوئها دعاة الظلام والكراهية والغطرسة والعدوانية، وإننا باقون على العهد والوعد من أجل رفع راية العروبة والإسلام خفاقة فوق مساجد وكنائس القدس.وإنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا.