jo24_banner
jo24_banner

الجزائر.. المعركة على اشدها و تقترب من الحسم

حاتم رشيد
جو 24 :
مع اقتراب لحظات الحسم في الازمة المفتوحة في الجزائر يشتد صراع العصب. واتضح الان بجلاء ان الشخصيات التي بدا انها غابت عن مسارح السلطة عادت لتنشط عل نحو محموم.
نلاحظ الظهور النشط للجنرال توفيق. محمد مدين والجنرال جمال مجدوب. وايضا الجنرال لمين زروال. وتم تداول اسم احمد طالب الابراهيمي الشخصية المتميزة ثقافيا واخلاقيا.
يظهر الصراع الحالي صعوبات الحسم الخشن. كما يتضح ان جناح السلطة الرئاسي لم يرفع راية الاستسلام ولا يريد اخلاء مواقعه طواعية او تحت منسوب الضغط الحالي.
خطورة مخطط جناح الرئاسة انه يحاول امتصاص الزخم الشعبي وتأمين استمراريته من خلال عبور المرحلة الحرجة بواسطة زعيم وطني يحظى باحترام شعبي هو الجنرال المجاهد لمين زروال .في تكرار لسناريو محمد بوضياف الذي جرى استعماله للتغطية على الجماعة المسيرة للدولة انذاك بقيادة الجنرال خالد نزار.
تلاقي خصوم الامس دليل اضافي على قسوة معركة الجزائر. وان المحاولة لحسمها من طرف هذا المحور فيه استخفاف وتحد للشعب والجيش معا. ببساطة ما يجري هو تنظيم انقلاب مضاد.
موقف الرئيس الاسبق لمين زروال عرقل المخطط. وربما لم يقضي عليه. ربما يتم اللجوء لاسماء اخرى تحظى بقبول شعبي مثل احمد طالب الابراهيمي. وهو ايضا اذكى من ان تنطلى عليه اللعبة.
السؤال الان لماذا لا يسارع الجيش باحتواء المناورة التي يديرها السعيد شقيق الرئيس. او الرئيس الفعلي.
اولا: ان ثقة قيادة الجيش بالنفس مرتفعة جدا خاصة في اقترابها من الحس الشعبي.
ثانيا: لا تريد قيادة الجيش ان تتجاوز المحددات الدستورية والقانونية بما يظهرها كقيادة انقلاب.
ثالثا: تجنب صدام دموي وان كان محدود مع المتعصبين والمتشبثين بالسلطة.
رابعا: الحذر النسبي من ردود الفعل الدولية وخاصة الفرنسية ذات الاذرع الداخلية.
وبتقديري لا تجرؤ اي قوة اجنبية على التدخل لان النتائج غير مضمونة لصالحها.
وبهذا الصدد فان الزعم بان المخابرات الفرنسية شاركت في اجتماع ضم الجنرال توفيق يصعب تصديقه. ومن المحتمل انه تحريضي اكثر منه حقيقي. فرغم كل شيء الجنرال توفيق ليس من الغباء ونقص الوطنية بحيث يحرق ماضيه وما بقي من مستقبل ليشارك للقاء كهذا. ربما لديه تصفية حسابات مع اشخاص لكم ليس مع وطنه وشعبه.
تكمن الخطورة بابقاء الازمة مفتوحة بدون حسم. وكلما طال امدها تفاقم وتعاظم مسار ترهل وتفكك بيروقراطية الدولة. وزادت شهية القوى الدولية للتدخل.
هذه لحظات ثمينة ومفصلية لكل اطراف الصراع. وقد تتعدل تناسبات القوى خلافا للحسابات الساكنة لبعض اطرافها .
لم يعد الامر وقفا على القوة الخشنة والمباشرة. الامر الاعقد هو الادارة الذكية والحازمة للصراع. الوقت والادوات والوسائل والقدرات الفردية للقادة كلها مجتمعة ستقرر الاتجاه والنتائج. لا شئ مضمون في لعبة صراع المصائر المعقدة.
ربما كان الجيش امام الخيار الان. ليس قبل وليس بعد.

#حاتم_رشيد
 
تابعو الأردن 24 على google news