التبرير والنفي لا يصنع إنجازًا
أسئلة تطرح في الشارع وفي كل بيت اردني، ماذا يحدث في بلدي؟ ولماذا وصلت الامور لدينا الى هذا الوضع؟ وغيرها الكثير من الاسئلة التي لا تجد من يجيبك او عنده الجواب، فالكل في حالة ذهول واستغراب.
امورنا الداخلية لم تعد على ما يرام، واوضاعنا الخارجية وما يواجهنا من تحديات ليست بأحسن حال والجميع في حالة انتظار وخوف من مستفبل مجهول؟ لا ندري ماذا يدور في الخفاء وخلف الكواليس وكأن هناك من يدفع الامور دفعا نحو منزلق خطير لا يعلم عواقبه الا الله.
ولا اريد ان اتحدث هنا عن موضوع الثقة بين الحكومة والمواطن التي اصبحت مفقودة، على الرغم من كل الوعود تجد الجميع يتصرف حسب اهوائه او على طريقة الفزعة والانية الوقتية مما غير اتجاه البوصلة الحكومات الى دور الدفاع واصدار البيانات واطفاء الحرائق هنا وهناك.
لا نجد او نسمع من الحكومة ومؤسساتها الا عبر منصات التواصل الاجتماعي « كحقك ان تعرف « وغيرها لتنفي هنا او تبرر هناك. الامر الذي استهلك جل وقتها في الدفاع والتبرير وتشكل نوع جديد من العلاقة بين الناس وحكومتهم بواسطة التواصل الاجتماعي والرسائل الالكترونية التي تقود المشهد برمته، فهذا ينتقد او يتهم والاخر ينفي ويبرر، وكأن الامر مقصود ويسير باسلوب ممنهج وهناك من يتعمد افشال الدولة واضعافها. وسد الطريق نحو التقدم ولعمل وتحويل انظار الحكومة الى بوصلة مجهولة. لم نعد نسمع منها الا خططا وامالا مرة عن خطة النهوض الوطني واخرى تتعلق بالشباب والاستفادة من العناصر البشرية تصريحات لم تصمد كثيرا فكلما نسمع اعلانا يأتي اخر ينسف ما سبقه ويأخذ بريقه.
العاطلون عن العمل بازدياد والاقتصاد والاوضاع المعيشية للناس لم تتحسن بعد مرور ما يقارب العشر شهور على تشكيل الحكومة التي جاءت محملة بالوعود وبمستقبل افضل لكننا لاسف لم نرَ شئيا ولا نسمع الا بيانات ونفيا وتبريرات.
ومع ايماننا بان الامور صعبة الا ان هناك حلولا واجراءات لا بد من اتخادها وتحدث عنها الكثير من السياسيين والناشطين والاعلاميين والناصحين بان نتفرغ للعمل وان نكف عن النفي والتبرير والمباشرة فورا باطلاق حوار وطني شامل حول قانوني الانتخابات والاحزاب وكل ما يتعلق بالاصلاح السياسي وان نتعامل بمبدأ العدالة وتكافؤ الفرص على جميع الصعد ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين دون تردد.
