ماذا يحتاج العمال في يومهم؟
نسيم عنيزات
جو 24 :
ان يوم العمال لا يعني العطلة عن العمل، ولا يتوقف عند التكريم والاحتفال بل يتجاوزه الى الشعور والاحساس بمعانتهم والامتنان الى خدماتهم لان فكرته جاءت انطلاقا من مبدأ التضامن العالمي مع تلك الطبقة التي ناضلت منذ اكثر من مئة وسبعين عاما من اجل تخفيض ساعات العمل الى ثمان يوميا حيث تمكنت من تحقيق هدفها منتزعة تأييدا دوليا وعالميا بعد سنوات من الكفاح والنضال والاحتجاج.
و كانت بداية عيد العمال يوم 21/نيسان 1856 في أستراليا، منتقلة بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا. وفي تورونتو الكندية وتم أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية و الاحتفال به في 1882 في مدينة نيويورك. بعد ان أثمر نضال العمال متجاوزا أسوار أميركا وبلغ صداها عمال العالم.
وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من أيار من كل عام، وتم السعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدا للعمال.
نسوق ذلك لنقول ان العمال في العالم تمكنوا من انتزاع حقهم في زمن كان يسوده الاستبداد والعبودية والقهر بعيدا عن الادمية والانسانية بعد ان كانونا يعاملون كالعبيد.
لذلك فان الاحتفال بهم يعني تكريما لانجازهم والنظر الى معاناتهم وتحقيق مطالبهم بحياة اقتصادية ومعيشية فضلى تراعي ظروفهم المعيشية بأجواء من العدالة والاحترام وتكافؤ الفرص.
ان يوم العمال يعني توفير تأمين صحي مناسب لهم ولعائلاتهم يحترم انسانيتهم ويتوافق مع خدماتهم لوطنهم وبلدهم كما يعني توفير بيئة تعليمية وتربوية ملائمة ومدارس مهيئة لتعليم اطفالهم وابنائهم في غرف صفية ليست مكتظة تراعي طفولتهم واعمارهم لا يلسعهم برد الشتاء وتلهب وجوههم حرارة الشمس بالصف؟
العمال يحتاجون الى شبكة مواصلات تمكنهم من الذهاب الى اماكن عملهم براحة وشعور بالامان ووقت مناسب لا ان يمضوا ساعات يومهم بانتظار حافلة تقلهم من والى منازلهم وطرق معبدة آمنة لا تتصيد اعمارهم وزهرات شبابهم.
ان عيد او يوم العمال اعطاؤهم حقا دون حراك او احتجاج و رواتب تؤمن لهم الحد الادنى من حياة كريمة وتوفير سكن ملائم يشعرهم بالامن والاستقرار في وطنهم.
إن العمال يحتاجون الكثير وان يومهم ليس مجرد عطلة رسمية.