35 قرشا يا جلالة الملك
المهندس مبارك الطهراوي
جو 24 : قبل أيام قليله افتتح معرضٌ للكتاب في إحدى مدارس سحًاب فزرته وراعني نوعية الكتب المعروضة وزهد ثمنها, فقد كان الكتاب يباع بخمس وثلاثون قرشا فقط. وهذه الكتب من مطبوعات وزارة الثقافة للمساهمة في تكوين مكتبة البيت لنشر الثقافة والعلم بين أفراد المجتمع وداخل الأسر الاردنيه.
اشتريت كل كتاب وقع عليه بصري في المعرض وعدت فرحا لبيتي كأنني حصلت على كنز, فهناك التاريخ الأردني والفلسطيني وتاريخ القدس والتاريخ اليهودي وقصص أدبيه وديوان حبيب الزيودي ومن ضمنها أجد كنز الملوك يباع بخمس وثلاثون قرشا. واقصد به كتاب سير الملوك أو" سياسات نامه" لمؤلفه نظام الملك الطوسي والذي يضع فيه زبده الحكم في إدارة ألدوله بحيث أصبح يصلح أن يكون دستورا للحكم الرشيد وتسيير أمور الدولة بالعدل والحق والعزم والحزم.
قرأت فيه كيف بنيت دول بالعدل وكيف دمرها الفساد لذوي الحظوة عند الملك وحاشيته. وما أثار عجبي ودهشتي أن توزع وزارة الثقافة هذا الكتاب على العامة الذين لا يحكمون ولا يقرأه الخاصًة فهو كتاب يثير الناس على حكامنا الحاليين الذين لا يأخذون بنصائحه وأساليبه في الحكم, فنرى الوزير راست روشن حيًا قائما بيننا ولكننا لا نرى بهرام ينتبه لمكائده وفساده.
ولو قدًر لي أن أقدم لجلالة الملك هديه لما أهديته شيئا أثمن واعم فائدة بعد القرآن والسيرة النبوية من هذا الكتاب, نعم يجب أن يقراه ويقرأه الرئيس والوزير والمحافظ والقائد والمدير.
ولأبين لكم أهمية الكتاب فلا ضير من اذكر منه قصة الملك بهرام جور الذي سلم مقاليد الدولة لوزيره راست روشن. فعاث هذا الوزير في البلاد ظلما وفسادا وكدًس الثروات ونهب البلاد والعباد, ولحضوته من الملك لم يستطع احد أن يشاكيه إلى مولاه النائم في العسل, إلى أن جاء يوم وخرج الملك للصيد فرأى بيتا في الصحراء وعلى واجهته كلب مشنوق من رقبته. استرعى انتباه الملك هذا المشهد فاقترب من البيت وسأل صاحبه الذي لم يعرف الملك عن سر هذا الكلب ولما هو مشنوق هكذا. فقال له هذا كلبي كنت ائتمنه على غنمي وكان أمينا ويرعى الغنم بحيث أنني كنت اذهب للمدينة يومين وثلاثة واترك غنمي برعايته. ولكنني أخيرا لاحظت أن غنمي بدأت تتناقص في كل يوم دون أن اسمع صوتا للكلب ينبهني فجزعت واستغربت. وفي يوم اختبأت خلف تله أراقب القطيع والكلب فشاهدت ذئبه تقترب من القطيع وعندما شاهدها الكلب جلس وبدا يلعب بذيله مرحبا بها, اقتربت ألذئبه من الكلب فقفز عليها من الخلف وقضى وطره منها ثم ارتمى جانبا صامتا بينما انطلقت ألذئبه إلى القطيع وهجمت على أول شاه واكلتها وغادرت بأمان والكلب ينظر دون أن يتحرك أو يعوى. فعرفت أن كلبي المؤتمن قد تزوج ألذئبه وغدر بي وخان أمانته مقابل متعته. فشنقته هكذا وأبقيته ليكون عبرة لكل خائن.
عرف الملك فورا سر دمار مملكته وضعفها وفقر أهلها. فجمع الناس وجاء بالوزير وأمر بربطه بالأغلال وأمر مناد ينادي بالناس من له مظلمة عند وزيرنا فليتقدم.
وعندما شاهد الناس الوزير بالأغلال أطمأنوا وفرحوا وتقدموا للملك كل يشكي مظلمته ليجد الملك أن وزيره وفي غفلة منه أذل الناس ونهب أموالهم واستحيا نسائهم وأنه هو سبب فساد البلاد وفقر العباد.
فهل مات راست روشن أو انه ما يزال قابعا بيننا؟
اشتريت كل كتاب وقع عليه بصري في المعرض وعدت فرحا لبيتي كأنني حصلت على كنز, فهناك التاريخ الأردني والفلسطيني وتاريخ القدس والتاريخ اليهودي وقصص أدبيه وديوان حبيب الزيودي ومن ضمنها أجد كنز الملوك يباع بخمس وثلاثون قرشا. واقصد به كتاب سير الملوك أو" سياسات نامه" لمؤلفه نظام الملك الطوسي والذي يضع فيه زبده الحكم في إدارة ألدوله بحيث أصبح يصلح أن يكون دستورا للحكم الرشيد وتسيير أمور الدولة بالعدل والحق والعزم والحزم.
قرأت فيه كيف بنيت دول بالعدل وكيف دمرها الفساد لذوي الحظوة عند الملك وحاشيته. وما أثار عجبي ودهشتي أن توزع وزارة الثقافة هذا الكتاب على العامة الذين لا يحكمون ولا يقرأه الخاصًة فهو كتاب يثير الناس على حكامنا الحاليين الذين لا يأخذون بنصائحه وأساليبه في الحكم, فنرى الوزير راست روشن حيًا قائما بيننا ولكننا لا نرى بهرام ينتبه لمكائده وفساده.
ولو قدًر لي أن أقدم لجلالة الملك هديه لما أهديته شيئا أثمن واعم فائدة بعد القرآن والسيرة النبوية من هذا الكتاب, نعم يجب أن يقراه ويقرأه الرئيس والوزير والمحافظ والقائد والمدير.
ولأبين لكم أهمية الكتاب فلا ضير من اذكر منه قصة الملك بهرام جور الذي سلم مقاليد الدولة لوزيره راست روشن. فعاث هذا الوزير في البلاد ظلما وفسادا وكدًس الثروات ونهب البلاد والعباد, ولحضوته من الملك لم يستطع احد أن يشاكيه إلى مولاه النائم في العسل, إلى أن جاء يوم وخرج الملك للصيد فرأى بيتا في الصحراء وعلى واجهته كلب مشنوق من رقبته. استرعى انتباه الملك هذا المشهد فاقترب من البيت وسأل صاحبه الذي لم يعرف الملك عن سر هذا الكلب ولما هو مشنوق هكذا. فقال له هذا كلبي كنت ائتمنه على غنمي وكان أمينا ويرعى الغنم بحيث أنني كنت اذهب للمدينة يومين وثلاثة واترك غنمي برعايته. ولكنني أخيرا لاحظت أن غنمي بدأت تتناقص في كل يوم دون أن اسمع صوتا للكلب ينبهني فجزعت واستغربت. وفي يوم اختبأت خلف تله أراقب القطيع والكلب فشاهدت ذئبه تقترب من القطيع وعندما شاهدها الكلب جلس وبدا يلعب بذيله مرحبا بها, اقتربت ألذئبه من الكلب فقفز عليها من الخلف وقضى وطره منها ثم ارتمى جانبا صامتا بينما انطلقت ألذئبه إلى القطيع وهجمت على أول شاه واكلتها وغادرت بأمان والكلب ينظر دون أن يتحرك أو يعوى. فعرفت أن كلبي المؤتمن قد تزوج ألذئبه وغدر بي وخان أمانته مقابل متعته. فشنقته هكذا وأبقيته ليكون عبرة لكل خائن.
عرف الملك فورا سر دمار مملكته وضعفها وفقر أهلها. فجمع الناس وجاء بالوزير وأمر بربطه بالأغلال وأمر مناد ينادي بالناس من له مظلمة عند وزيرنا فليتقدم.
وعندما شاهد الناس الوزير بالأغلال أطمأنوا وفرحوا وتقدموا للملك كل يشكي مظلمته ليجد الملك أن وزيره وفي غفلة منه أذل الناس ونهب أموالهم واستحيا نسائهم وأنه هو سبب فساد البلاد وفقر العباد.
فهل مات راست روشن أو انه ما يزال قابعا بيننا؟