لماذا العدوان الإسرائيلي على غزة الآن؟
اصبح الاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة يكرر نفسه بالاسلوب وذلك مشهد وقف اطلاق النار الذي ياتي عادة بالوساطة نفسها - قطر ومصر- . كما ان حالة الرفض الاسرائيلي ومكابرتها بانها لم تتوافق على الهدنة او وقف اطلاق النار لا تغادر المشهد ايضا وذلك لاسباب معروفة . وبعد ما يقارب العام تقريبا اعادت اسرائيل اعتداءها على قطاع غزة مخلفة اكثر من 30 شهيدا ومئات الجرجى والمصابين وتدمير مئات المنازل قبل ان يعلن عن وقف اطلاق النار بين الطرفين بوساطة مصرية وقطرية . في مشهد ايضا لم تعترف اسرائيل و على لسان قادتها بالتوصل لاتفاق حيث قال نتنياهو على موقعه على تويتر « المعركة لم تنتهِ بعد وهي تتطلب الصبر والرشد. نستعد للمراحل القادمة. كان الهدف ولا يزال ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب» . وهذا المشهد تكرر ايضا عندما « قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد الاعتداء الذي تعرضت له العام الماضي «إنه تم التوصل للعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة وذلك بعد تدخل العديد من الوساطات نفى مسؤولين من الاحتلال إسرائيل التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة. وفي النهاية فانه تم التوصل لاتفاق الا ان اسرائيل في الحقيقة لم تتوصل لانها لا تحترم اتفاقاتها ووعودها . ما الغاية اذن من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المتكرر وفي هذا الوقت تحديدا ؟ و هل جاء لضرب الفصائل الفلسطنية وتعميق الخلافات بين الفلسطينيين ؟ ام لاختبار قوة حماس واستنزاف قوتها لاجبارها على الرضوخ لاستحقاقات قادمة ؟ ان الاعتداء الاسرائيلي في هذا الوقت لم يكن صدفة واننا نعلم ان اسرائيل لا تحتمل اية معارك في هذا الوقت الذي يحضر فيه للاعلان عن صفقة قادمة تتعلق بالقضية الفلسطينية ببنود منحازة لها تماما، حسب ما سرب من تصريحات اعلامية غربية واسرائيلية، وهذا ما اكده عدم اطالة الحرب او الاعتداء، اذن تسعى الاخيرة الى جس النبض العربي الذي كان ينتفض عندما تتعرض غزة او اي من الاراضي الفلسطينية الى الاعتداء وكانت الشوراع تعج بالحناجر الرافضة والمستنكرة لهذا العدوان، في وقت لم نكن نستطع تتبع بيانات الشجب والادانة من الدول العربية والاسلامية، على عكس الامس وما قبله فلم نر الا عددا من بيانات الادانة لم تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة منها الاردن الذي لم يغب عن المشهد اطلاقا في حين خلت الشوارع العربية من مظاهر الاحتجاج، الا التهافت على الاسواق والمحلات التجارية للتبضع لرمضان . وارادت اسرائيل ان تكسب رأيا عالميا جديدا لصالحها خاصة الاوروبي، مصورة غزة وحماس بانهم المعتدون، وانها تدافع عن نفسها، وذلك بالتوافق مع حليفتها الولايات المتحدة التي سارعت كعادتها لاكمال المشهد متهمة وعلى لسان وزير خارجيتها بومبيو بان اسرائيل من حقها الدفاع عن نفسها امام الصواريخ الحمساوية - كما فعل الامر نفسه الامين العام للامم المتحدة . وفي خضم التحضيرات الاسرائيلية واستعداداتها للقادم من خلال التحشيد وكسب مواقف دولية جديدة، نجد عالمنا العربي الذي يعيش في اجواء من الخلافات و عدم الانسجام في المواقف، قد خسر مؤيديه في قضيته العادلة عمقتها حالة التشرذم التي يعيشها هذه الايام والبحث عن مصالح ذاتية، لم تمكنه من الاستفادة او البناء على مواقف بعض الدول الاسلامية القوية تجاه القدس والقضية الفلسطينية ورفضها للاحتلال ونقل السفارة وتأكيدها على حل الدولتين خاصة ماليزيا واندونيسيا التي تجاوزت مواقفهم بعض الدول العربية . نجد اسرائيل لا تنتظر اعلان ما تسمى بالصفقة التي تنهي حل الدولتين وموضوع اللاجئين وتضم اراضي فلسطينية لها فقط، فانها تعمل على كل الصعد لتحشيد مواقف دولية وعالمية لضمان مرور الصفقة - ان وجدت - دون معارضة . اي انها لا تقف في محطة الانتظار .